شهدت أسواق العاصمة والمحال التجارية ارتفاعاً غير مسبوق في الآونة الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار. وأبدت عدد من المواطنات عدم رضائهن لما يحدث في الأسواق، خاصة في ما يتعلق بالعطور والكريمات ومستحضرات التجميل النسائية التي أضحت مشتعلة، حيث لا يمكن القرب منها، والفتيات الآن في حيرة من أمرهن فزينتهن في خطر، وشكت الكثيرات ل«الأهرام اليوم» من الغلاء الفادح الذي صاحب احتياجاتهن من عطور وكريمات وزيوت وأدوات تجميل. وفي ذلك علقت إحدى الحبوبات الظريفات: (يا بناتي خلوها الكريمات فتشوا حاجاتنا القديمة والرخيصة لجمال طبيعي)، في إشارة إلى ترك الكريمات التي غزت أسواقنا السودانية وصارت (السمراوات) يستخدمنها بكثرة حتى فاتحات اللون وبعضها حسب الإحصائيات والدراسات الطبية مضرة بالبشرة ولها آثار سالبة، وأخرى لا تناسبها، وأتى حديث الحبوبة للنظر واللجوء إلى الأشياء الطبيعية في ما يعرف حديثاً ب«العودة إلى الطبيعة». أخريات فضلن عدم الخوض في أمر الكريمات وأدوات التجميل، حيث قلن إنه لا بد من أن تستخدمها الفتاة فهي أنواع منها المرطب للبشرة والمنعِّم والأساس وأكدن استياءهن التام مما يحدث الآن في الأسواق من أسعار باهظة وضعها التجار على المنتجات بصورة تبدو مذهلة، وقالت (ن. م) إنها ذهبت إلى السوق قبل يومين وفوجئت بأن بعض المنتجات من العطور والكريمات قد زاد سعرها النصف تماماً أو ما يقاربه، حيث أنها قامت بجولة في عدد كبير من الدكاكين بسوق أم درمان ووجدت الأسعار متقاربة تماماً في ارتفاعها الناري، وتساءلت: من المسؤول عن هذه الزيادة الخيالية؟. وكشفت جولة «الأهرام اليوم» أمس الأربعاء بعدد من الأسواق بالخرطوم عن حقيقة الارتفاع الجنوني الذي اجتاح المنتجات، خاصة الكريمات والعطور ومستحضرات التجميل وعزا بعض التجار ذلك لزيادة الدولار والحظر الذي كان مفروضاً، إضافة لجشع بعض تجار الجملة، الذين يخزنون البضاعة وقت ارتفاعها وندرتها. وقال التاج «محمد بخيت» بسوق سعد قشرة وصاحب محل للعطور والكريمات، إن الزيادة أدت إلى إضعاف القوة الشرائية بالسوق، مبيناً أنها وصلت لأكثر من 35% خاصة في كريمات البشرة والشعر والزيوت والعطور، موضحاً أنها مشكلة لازمت السوق وذلك بسبب احتكار التجار للبضاعة التي تباع بالإجمالي إضافة لارتفاع سعر الدولار، وعن بعض المنتجات المستهلكة التي زادت بصورة مزعجة في الفترة الحالية أوضح أن سعر كريم الشعر «باريس» أصبح ب8 جنيهات بعد أن كان ب 5 و4 جنيهات فقط، كما أن سعر كريم الوجه (الاستيكرز مانس) صار ب20 جنيهاً بعد أن كان ب12 جنيهاً، وأن مجموعة عطور الرصاصي زادت بنسبة 25% مما كانت عليه في السابق وسعر زيت النارجين المستهلك للشعر يباع ما بين 10 - 12 جنيهاً حيث كان إلى وقت قريب ب 6 و7 جنيهات. وأشار التاجر كذلك إلى ارتفاع أسعار ما يعرف لدينا في السودان ب(الريحة الناشفة) أو مكونات العطور السودانية النسائية، التي غالباً ما تشترى بكثرة في (شيلة العروس) حيث أوضح أن سعر الصندق بلغ (320) بعد أن كان ب(270) جنيهاً والضفرة وقيتها صارت ب(60) بعد أن كانت ب(35) جنيها،ً كذلك قفز المحلب إلى 154 من 140 جنيهاً كسعر للكيلو. ووصف التجار عامة الزيادة بأنها خيالية وأثرت في ركود البضاعة وقل الزبائن، داعين في ذلك إلى تذليل كافة العقبات الممكنة.