{ من أهم أسباب بقاء نظام (الإنقاذ) لمدة (22) عاماً في حكم السودان، حالة الضعف التي ظلت تعتري معارضيه، وحالة (الرهبة) التي تلازم مراقبيه.. من المحلِّلين والصحفيين، السودانيين والأمريكيين، على حد سواء..! ومن هؤلاء (المرهوبين) زميلنا الكاتب الصحفي (المتأمرك) «مصطفى عبد العزيز البطل»، الذي ما فتئ يلوَّح لنا بجنسيته (الأمريكية)، منذ أن وطئت عيناي مقالاته بالزميلة (الأحداث)!!. { وقد نصحتُ الأستاذ «البطل»، عند زيارته لبلده الثاني (السودان) ضمن وفد الإعلاميين (المتسودنين) العاملين بالخارج، في مؤتمر رعاه بالخرطوم الوزير «كمال عبد اللطيف»، ورأسته البريطانية - من أصل سوداني - «زينب البدوي»، المذيعة بإحدى قنوات التلفزة البريطانية، نصحته بأن (يُقلِّل) من جرعة (بوباره) بجنسيته الأمريكية، وتفاصيل أدائه القسم أمام القاضي الفيدرالي «فلان الفلاني» - بالإنجليزي طبعاً - مؤكداً ولاءه لدستور وقوانين وعَلَم وتراب الولاياتالمتحدةالأمريكية..!! { يا سبحان الله..! الكاتب «البطل» يؤدي اليمين - غير الدستورية - أمام سادته «اليانكى»!! يأكل هناك و(يكاكي) هُنا، يتمرَّن على مشاكلنا (الداخليَّة)، يفتي فيها كيفما يحلو له، ساخراً، ومتندِّراً، وضاحكاً علينا، بل ومطالباً بترشيحه - عن السودان - أميناً عاماً للجامعة العربية، أسوةً بالدكتور المحترم وزير خارجيّة بلادنا لنحو عشر سنوات «مصطفى عثمان اسماعيل»!! { و«البطل»، عبر (الأحداث)، يستكثر على صحافتنا الكادحة.. والطامحة، أن ترتقي إلى مقام ترشيح أحد أبناء «السودان» البررة، من الذين اكتفوا بجنسيّته (الخضراء)، وأدمنوا (كتَّاحته).. و(موية نيله) الدفَّاق.. وصيفه الحرَّاق. نعم يريد لصحافتنا أن تتقاصر ثم تتراجع إلى ستينيات القرن المنصرم، وتكتفي بإثارة قضايا (خدميّة)، كتلك التي أثارتها جريدة (الصحافة) قبل خمسة عقود مضت، فصار اسمها اسماً لذاك الحي الخرطومي مترامي الأطراف، المرتبط بشقيقه متعدِّد المربعات (جبرة).. وما أدراك ما (الصحافة وجبرة)..!! { الصحافة السودانيَّة، في فقه «مصطفى البطل»، لا يحق لها أن ترشِّح «مصطفى عثمان» لأيِّ مكان..!! ولا «مصطفى أبو العزائم» لاتِّحاد الصحفيين العرب.. مع أنني أزعم أنه أكثر (عروبةً) من «إبراهيم نافع»، ولا يحقُّ لنا ترشيح قصائد الراحل المُجيد «مصطفى سند» لجوائز الشعر العربي، مع أنه أشعر من أشهر شعراء «مصر» و«لبنان» و«السعوديّة» المحدثين، وبعض القدامى، ولا مصطفى عوض الله بشارة..!! لا «مصطفى».. إلاَّ «مصطفى البطل»..!! { لقد تجاوزنا يا «مصطفى» مرحلة رعاية الدورات المدرسيَّة.. والوقوف عند محطات القضايا الخدمية، وصرنا نقود الرأي العام، ونؤثِّر في اتخاذ القرار، ونوجِّهه، تماماً كما تفعل كبريات الصحف الأمريكية، وليس صحيفة ولاية «منيسوتا» المغمورة، التي يكتب على صفحاتها زميلنا «البطل»، وهي في ظني، تماثل صحيفة (برؤوت) التي كانت تصدر عن أمانة (المؤتمر الوطني) بولاية البحر الأحمر، فتوقَّفت في أعقاب خروجها عن النص السياسي والمهني المرسوم والمفهوم لصحيفة حزبيَّة ولائيَّة، وإلى أن توقفت لم أتشرف بقراءة أحد أعدادها.. للأسف الشديد..!! { ما الذي يمنعنا من ترشيح د. «مصطفى عثمان» لأمانة الجامعة العربية؟! لا شيء يمنعنا.. وقد فعلنا.. وتناقلت فعلنا الوكالات.. ومواقع الأخبار العربية، إلى درجة أزعجت وأذهلت أخانا في المهنة والإنسانية «مصطفى البطل»، فكتب مقالاً بطول وعرض صفحة كاملة، تحوي (عدة آلاف) من الكلمات، تحت عنوان: (أنا.. ومصطفى عثمان اسماعيل)!! واحتفت به الزميلة (الأحداث)، ونوَّهت له قبل النشر، لفائدة القارئ السوداني الكريم، الذي يريد له «البطل» أن يتقوقع في تاريخ (حي الصحافة)، ومناشط الدورات المدرسيَّة!! { قالت مواقع الأخبار العربية، خاصة المصرية - كما أورد البطل - إن رئيس تحرير صحيفة (الأهرام اليوم) السودانية أعلن تبني الصحيفة لحملة إعلامية لترشيح الدكتور «مصطفى عثمان إسماعيل» لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، فكتب «البطل» مقاله مستبعداً، بل واثقاً من أن هذا الفعل لا يمكن أن يصدر عن العبد لله الفقير.. الهندي عز الدين..!! وإنما هو (ترتيب إنقاذي) دقيق، بإشراف د.«مصطفى عثمان» - نفسه - ورعاية كريمة من الرئيس «البشير» (لجس النبض)!! { هل عرفتم الآن لماذا بقيت (الإنقاذ) في الحكم طويلاً..؟! إنها (الرهبة).. إنَّه الذهول المستمر، والاعتقاد الدائم بأنَّ كل ما يحدث في السودان، متعلقاً بالحكم والحاكمين، إنَّما يصدر عن (دوائر) مُحكمة التنظيم، بارعة التخطيط، فائقة الذكاء، ولا يمكن - بل مستحيل - أن يخطئ أهلها.. أو يتركوا أمراً للمفاجآت أو المصادفات!! ولهذا ظل كثير من المعارضين أسيرين لقناعة راسخة بأن ما جرى بين «البشير» و«الترابي» (مجرّد مسرحية).. اعتقاد دام لعشر سنوات طويلة!! { أقسم بالله العظيم ثلاثاً - وما طالبني حليفة يا «بطل»، خاصة بعد أدائك القسم أمام القاضي الأمريكي الفيدرالي - أن الدكتور «مصطفى عثمان اسماعيل» لم يكن يعرف - سلفاً - أنني سأكتب عن أمر ترشيحه للجامعة العربية، ولم يحدث أن تناقشنا، ولو عابراً عن هذا الأمر، وأنه قرأ المقال، مثله مثل سائر قرَّاء (الأهرام اليوم)، بل متأخراً عنهم، حسب ما علمت - لاحقاً - بسبب معاناته من «أنفلونزا» سودانيَّة حادة!! { أمَّا عن (طعنك) في الترشيح، بسبب انتماء الدكتور لإثنيَّة (نوبة الشمال) التي ينحدر منها (فخامتكم) أيضاً، وأنها (غير عربية)، فإنني بالمقابل أطعن في «عروبيَّة» المرشح المصري الدكتور «مصطفى الفقي»، وأدعوك إلى التأمل ملياً في ملامحه، والتفرُّس في لون عينيه، والاستيثاق من مسقط رأسه في «المنصورة» ب (أم الدنيا)!! وحينها ستعلم أيَّهما أكثر نقاءً في (السلالات).. «مصطفى الفقي» أم «مصطفى عثمان»؟! { وبعيداً عن السيد «الفقي»، فإنَّني أذكرك - يا عزيزي - بالمرشح (العربي) لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، الذي نال المقعد بدعم (فرنسي - أفريقي)، الدكتور «بطرس بطرس غالي»، وظل أميناً عاماً للمنظمة الدولية من العام 1992 إلى العام 1996، فهل علمت - يا أعزَّك الله - بأن العرب (العاربة) و(المستعربة) من زمن (بني قحطان) مروراً ب (قريش) وانتهاءً بأعراب السودان، قد تيمَّنوا يوماً باسم «بطرس»؟! (الأقباط هم سكان مصر القدماء قبل أن تصل العرب المستعربة إلى وادي النيل). { ولعلمك فإنَّ رئيس العراق «جلال طالباني» من (الأكراد).. فهل هم عرب؟ هم - أنفسهم - لا يزعمون ذلك!! ورئيس «لبنان» - دائماً - من (الموارنة).. وكثير منهم ما زال يعتزُّ بقوميّته المتفرِّدة.. والبرابرة (الأمازيغ) في «الجزائر»و«تونس» و«المغرب».. هل هم عرب؟! كم وزيراً وسفيراً وقائداً في بلاد المغرب (العربي) من (الأمازيغ)؟ { من أرحام (الأمازيغ) خرج «طارق بن زياد» و«عباس بن فرناس».. و«ابن بطوطة» و«الأخضر الإبراهيمي»!! و«زين الدين زيدان»!! { تعريف العرب: أنهم أبناء سيدنا اسماعيل..!! و«مصطفى عثمان» اسم جده «اسماعيل»..!!.. فهل أحق منه بالعروبة القطري «عبد الرحمن العطية» وهو مثلنا من العرب (المستعربة) ولغتهم القديمة كانت (السريانية) قبل أن يحطوا رحالهم بالجزيرة العربية..؟! { وبعد.. عزيزي الكاتب المبجل.. هلاّ دعمت حملتنا لترشيح مواطننا «مصطفى عثمان اسماعيل» لأمانة الجامعة العربية، ولو عبر صفحات جريدة ولاية «منيسوتا»، مع تحياتي لحاكمها، وقاضيها الفيدرالي، ولبنت عمنا العزيزة الغالية «كوندوليزا رايس».