أثار قرار مجلس وزراء حكومة الجنوب ضم أبيي إلى جنوب السودان عقب حدوث الانفصال في التاسع من يوليو المُقبل، موجة غضب واسعة في صفوف أبناء المسيرية على المستويين الرسمي والشعبي. فقد أظهرت الولايات المُتحدة الأمريكية قلقاً بالغاً للحشود العسكرية في منطقة أبيي، وقالت إن النزاع بالمنطقة وصل إلى حد خطير. بينما وصف القيادي المسيري البرلماني السابق، محمد عبد الله آدم «ود أبوك» ل(الأهرام اليوم) أمس (الجُمعة) خطوة مجلس وزراء حكومة الجنوب ب «الخرق» الكبير لاتفاقية السلام الشامل، وقال إنها ستقود إلى الحرب، ونوّه إلى أن القرار مُخالف لقانون استفتاء أبيي ولاتفاقية السلام، وأوضح أن الخطوة ستعُيد طرفي الاتفاقية إلى مُربع الحرب من جديد، داعياً الحكومة إلى عدم الاعتراف رسمياً بدولة الجنوب، وطالب ود أبوك المُجتمع الدولي بالتدخل لتدارك خطأ حكومة الجنوب، وحثها على التراجع عن قرارها. من جهته قال أمين عام تنظيم المسيرية، موسى حمدين ل(الأهرام اليوم) أمس (الجُمعة) إن الوضع خطير جداً، وقابل للانفجار، وكشف عن إغلاق شارع «الميرم، أويل» أمس (الجُمعة) بوساطة السُلطات المحلية، واعتبرها خطوة «كارثية» على الأوضاع بالمنطقة، مؤكداً أن خطوة مجلس وزراء حكومة الجنوب بضم أبيي إلى الجنوب «مرفوضة» جُملة وتفصيلاً، داعياً زعماء الأحزاب السياسية إلى التدخل لاحتواء الأزمة في أبيي. وكان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، قال أمس الأول (الخميس) إن أمريكا تشعر بالقلق البالغ للحشود العسكرية بأبيي، وأشار إلى أن المواجهات «خطيرة» وغير مقبولة، لانتهاكها اتفاق السلام. وكانت الاشتباكات في المنطقة أدّت - طبقاً لمعلومات الأممالمتحدة - إلى مقتل (14) شخصاً نهاية الأسبوع الماضي. من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس (الجمعة) شمال السودان وجنوبه إلى عدم إعلان السيادة من جانب واحد على منطقة أبيي، قائلاً إن من شأن ذلك أن يهدم محاولات حل النزاع على الإقليم سلمياً. وقال المكتب الإعلامي ل «بان» في بيان مردداً تصريحات أدلت بها وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس: «الأمين العام قلق بشدة بسبب التوتر المستمر في منطقة أبيي ويشدد على أن المواجهة العسكرية غير مقبولة». وقال البيان «إنه (بان) يستنكر الأزمة المستمرة التي أدت إلى فقد المزيد من الأرواح».