اتهم حزب المؤتمر الوطني، الحركة الشعبية بمحاولة جر الحكومة إلى مربع الحرب، ووصف الهجوم الذي شنه الجيش الشعبى على القوات المسلحة الخميس الماضي شمال منطقة أبيي، بالبربري وغير الاخلاقي، وجدد الاتهام لأفراد وقيادات - لم يسمهم - بالوقوف وراءه، واعتبرهم « تجار الحرب». في حين قال عضو المكتب القيادي د. محمد مندور المهدي، إن الاعتداء يعد «حقارة» وأن القوات المسلحة لا خيار أمامها إلا الرد، بينما انتقدت القوات المسلحة بشدة البيان الذي أصدرته بعثة الأممالمتحدة بالسودان حول الهجوم، وقالت إنه لم يتحدث صراحة عن تورط قوات تابعة للحركة الشعبية في الهجوم، في وقت وُجهت فيه إدانات دولية للهجوم، واعتبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن الحادث «يشكل انتهاكاً مباشراً لاتفاقية السلام»، وطالبت حكومة الجنوب بإيضاحات فوراً، فيما وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم بالعمل الإجرامي، وبأنه انتهاك خطير. ومن المنتظر أن تسيطر تطورات الأوضاع في أبيي على الاجتماعات التي ستجري اليوم «الأحد» بين مسؤولين في الحكومة وأعضاء وفد مجلس الأمن الدولي الذي يزور الخرطوم وجوبا. ومن جهته أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية «خالد موسى» إلغاء زيارة الوفد لأبيي، وعزا ذلك إلى الأوضاع الأمنية المضطربة في المنطقة. وكان الوفد الذي يضم (15) عضواً قد وصل إلى البلاد أمس، وينخرط في مباحثات رسمية مغلقة تلتئم في الحادية عشرة من صباح اليوم (الأحد) بالنادي الدبلوماسي مع وفد الحكومة الذي يترأسه وزير الخارجية علي كرتي. وفي أول رد فعل لحزب لمؤتمر الوطني على أحداث أبيي، اتهم الحزب الحركة الشعبية بمحاولة جر الحكومة لمربع الحرب، ووصف الهجوم الذي شنه الجيش الشعبي على القوات المسلحة الخميس الماضي شمال منطقة أبيي بالبربري والبشع وغير الأخلاقي وغير المسؤول، متهماً جهات وأفراداً وقيادات - لم يسمهم - بالوقوف وراءه، وقال إنهم تجار الحرب، وأنهم لا يرون إلا مصالحهم الخاصة ولا يأبهون لما يمكن أن يصيب السودان أو الجنوب أو أهلهم في المنطقة، وأكد أن سيادة وأمن البلاد خط لن يسمح بتجاوزه. ولفت المسؤول السياسي للمؤتمر الوطني د. الحاج آدم يوسف في حديثه ل «الأهرام اليوم» أمس «السبت» إلى أن الحادثة لن تتسبب فى سحب وفد الحكومة من المفاوضات الجارية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وأعلن رفض الحزب الاستجابة للعودة إلى مربع الحربً، وأنه سيحافظ على السلام حتى النهاية، وأوضح أن الحركة قدمت سجلاً واسعاً في وضع العراقيل والعقبات أمام جهود السلام وتنكرت لكل الخطوات وكل النوايا الصادقة في الوصول إلى إكمال اتفاق السلام وتحقيق انفصال سلس للجنوب، وأن سجلها وجيشها الشعبي كان حافلاً بالتردد والنكوص والخروج على ما يتفق عليه، وتعداه إلى التصعيد العسكري المستمر. وفي ذات السياق، أكد عضو المكتب القيادي د. محمد مندور المهدي وجود الجيش على مشارف أبيي، وقال إنه سيدخلها وأنه لا خيار أمامه سوى الرد على اعتداء الجيش الشعبي، ووصف الهجوم على القوات المسلحة بأنه مستفز و»حقارة» بالشعب والحكومة - على حد تعبيره. من جهتها، انتقدت القوات المسلحة بشدة البيان الذي أصدرته بعثة الأممالمتحدة بالسودان حول الهجوم الذي تعرضت له القوات المسلحة في أبيي، وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوامي خالد سعد في تصريح خاص للمركز السوداني للخدمات الصحفية إن البيان الذي أصدرته بعثة الأممالمتحدة لم يحدد الجهة التي قامت بالاعتداء، مشيراً إلى أن خروقات الحركة الشعبية في المنطقة لا تخفى على أحد، وأوضح الصوارمي أن المسمى الخاص بالشرطة الذي ورد في بيان البعثة هي قوات تتبع للجيش الشعبي وترتدي زي الشرطة، ووصف هذا الأمر بالتجاوز في بيان البعثة. وكانت بعثة الأممالمتحدة (يونميس ) طالبت في بيان جديد صادر أمس «السبت» بانسحاب جميع القوات غير المصرح بها من منطقة أبيي وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار واتفاق السلام الشامل واتفاقات كادوقلي، وحثت جميع الأطراف على استئناف الحوار للتوصل إلى تسوية سياسية دائمة ووقف القتال فوراً وحماية المدنيين في المناطق المتضررة واتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان عدم استهدافهم. وعلى الصعيد الدولي، طلبت الولاياتالمتحدة من حكومة الجنوب تقديم إيضاحات بعد إطلاق نار استهدف قوة أممية بالسودان والجيش السوداني بمنطقة أبيي المتنازع عليها، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر: «الولاياتالمتحدة تأسف للمعلومات عن الهجوم الذي شنته القوات الجنوبية على موكب تابع للأمم المتحدة». وقال تونر: إن هذا الهجوم يشكل انتهاكاً مباشراً لاتفاقية السلام، وأضاف: «نطالب حكومة بالتأكد مما إذا كانت قواتها تلتزم ضبط النفس». وفي ذات السياق، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول الجمعة، الهجوم، واصفا إياه بالعمل الإجرامي، وبأنه انتهاك خطير لاتفاقية السلام، وقال مارتن نسيركي، المتحدث الرسمي باسم الأمين الأممي: إن «بان» يدين بشدة الهجوم على يوناميس أثناء مرافقتها لقوة عسكرية. وتابع على لسان «بان» قائلاً: الهجوم لا يُعد انتهاكاً خطيراً للاتفاقيات المبرمة بين الطرفين وحسب، بل هو عمل إجرامي ضد الأممالمتحدة».