أعظم جريرة ارتكبها صناع «الاتفاق الإطاري» بأديس أبابا منذ أيام، أعني اتفاق «نافع عقار»، أعظم إنجاز لهذا «الانكسار المروع» هو اغتيال هذه الجسارة «المحمولة جواً» ما بين «إيران والصين» التي بطلها السيد الرئيس عمر البشير. الرئيس يحمل روحه وكفنه على كفيه ويترحل ويترجل بين قارات الدنيا غير آبه لما يقوله سفيه ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية السيد لويس أوكامبو، وما تطلقه بين الحين والآخر تلك «الخواجية الشمطاء» السيدة كلينتون، فلقد مزق الرجل البشير «قرارات الجنائية» فوق أجواء القارات، متنقلاً من دولة إلى أخرى ومن قارة إلى أخرى، إنه الرئيس الذي أرهق «النظام الدولي» الذي تديره من وراء حجاب «القوى الصهيونية» واللوبيات التي تسكن مفاصل المنظمات الدولية، لكن هذه الجسارة الدولية، وجسارة أخرى محلية لا زالت شظايا حماستها في سماء ثغر السودان تتطاير.. «ما مثلك ولد تمساح جزائر الكرد».. كل هذا وغيره من سيرة وطنية عريضة مركوزة على ذاكرة التاريخ، قد قرر السيد نافع علي نافع تخليه عنها ذات لحظة «سقوط تاريخي» وأنه لعمري عمل غير صالح وغير نافع ذاك الذي يعيد «العميل ياسر عرمان» إلى منصة الأحداث، وعلى الأقل هنا تنتسب العمالة إلى دولة الجنوب المعادية التي حتى كتابة هذا المقال تدخل معنا في عدة حروبات وخروقات لكل الاتفاقيات التي شهد عليها العالمين والتي لم يشهدوا عليها. لم يكن من اللباقة واللياقة والمصداقية أن يحدثنا بعد اليوم حزب المؤتمر الوطني عن «الشهادة والشهداء»، فجراحنا ودماء شهدائنا لم تجف بعد في الجبال التي أخذت على حين غرة من قبل الحلو وعرمان، ولا في أبيي التي غدرت بها جيوش وجحافل «السودان الجديد» منذ أسابيع قليلة، بل أنا لا أعرف حزباً ظل يكرم خائنيه وقتلته مثلما يفعل حزب المؤتمر الوطني هذه الأيام، لقد ظللنا نتذرع بالصبر والصمت خلال فترة الاتفاقية التي مضت، وذلك على افتراض «حبل المهلة» سينتهي عند نهاية «شوط نيفاشا»، وما كنا نعلم أن «نيفاشا» هي ثقافة اتخذها المؤتمر الوطني لكل الأزمنة والأمكنة وليس لبعضها لنخرج من نيفاشا لندخل إلى نيفاشا أخرى. ليس فقط أمام السيد الرئيس أن يبتلع كل «عرضاته» وصولاته وجولاته، بل حتى نحن الذين ظللنا نؤمن «بالخط الوطني الإسلامي»، علينا أن نكسر أقلامنا ونلحس أحبارنا ونسحب مقالاتنا التي كتبناها بالدم والدموع والشموع، ومواقفنا التي صنعناها بليل الأسى ومر الذكريات، المؤتمر يبيع أقلامنا ومواقفنا ذات لحظة هزيمة مدوية في أديس أبابا، وما أدراك ما أديس أبابا، فلعمري منذ متى كان يدخل التاريخ من هناك! وسقوط آخر لا يقل عن سابقه، وهذه المرة بطله الدكتور غازي صلاح الدين، آخر العقلاء والأقوياء والحصفاء الذين كنا ندخرهم ليوم كريهة فابن العتباني يعترف ويتقهقر إلى ثقافة «عرقنة الدولة السودانية»، وهو يمنح حركات دارفور المتمردة على طبق من ذهب «أحقية النائب الأول»، والأزمة لا تكمن في منصة النائب الأول فدارفور تستحق رئاسة الجمهورية، ولكن الأزمة تكمن في السقوط إلى «درك المحاصصة العرقية» وهو باب جهنم لو فتح، فالغرب والشرق أتى.. ثقافة تولي المناصب بالمؤهلات الإثنية، فالمصائب لاتأتي فرادى. فليدرك المؤتمر الوطني.. أن تلك المهرجانات والمكتسبات والجولات قد حصدها «بالخطاب الوطني الإسلامي الجهير»، وأن نزيف العضوية والجماهير والاحتشاد سيبدأ بنحر الكرامة والقيم على النحو الذي يتم الآن بأديس أبابا والدوحة. مخرج: عكير الدامر ما بتخدر البسقوها بعد النشفة وقت الروح تروح طعن الإبار ما بشفى يا رمز الوفا النادر عريس الكشفة مع المعدودة ما بنفع دواء المستشفى