{ والمواطن السوداني، الذي هو من أكثر شعوب العالم تحملاً لمتغيرات وضغوطات اقتصاديّة، يتعرض لها كلما تعرض ميزان الحراك الاقتصادي العالمي لهزَّة، يظل قابضاً على الجمر يردد كلمات الثناء والشكر لله في قناعة لا مثيل لها، ورضاء يصل إلى درجة أنهم يقولون في حالة العدم والفاقة (نشكر الله على النفس الطالع ونازل). على فكرة المواطن السوداني، رغم عدم التكافؤ بين دخله ومنصرفاته، لكنه دائماً على استعداد أن يكون مشاركاً في الهم الوطني والاقتصادي، ولديه خطوط حمراء عدم المساس بها يجعله يأكل الظلط، زي كرامته وحريته وعزة بلده ونفسه، لكن الرحمة حلوة! ولو كان حبيبك عسل ما تحلسوا، وكفاية عليه جداً أن يلحس مرّ الضرائب والعوائد والنفايات والدفع المقدم للكهرباء وللهاتف ولقفّة الملاح، وبدلاً من التخفيف نردمه بمزيد من الأثقال التي تهد حيله، ودليلي على كلامي أنه ما من سبب منطقي يجعل طالبي التأشيرة من المغادرين البلاد يضطرون إلى دفع رسوم مقابل تأشيرة الخروج، طالما أن الشخص قد مُنح على جوازه تأشيرة دخول للبلد المعني بزيارته من سفارتها. والسؤال الأكثر أهمية: لماذا العطَلة والصفوف في وزارة الداخلية ليمنح الشخص إيصالاً بعد (دفع المعلوم) بأنه غير ممنوع من السفر؟ وبالإمكان إجراء هذا الفعل داخل المطار من ضباط الشرطة الجالسين على حواسيبهم، فبمجرد أن تمد جواز سفرك وبكبسة زر واحدة يستطيع أن يعلم إن كان مسموحاً لك بالسفر أو ممنوع. بصدق أعتبر هذا الإجراء إرهاقاً مادياً للمواطن في دفع مبلغ نظير خدمة غير موجودة، ومسك زمن بالوقوف في الطوابير لتمنح حق المغادرة، وبالإمكان اختصار ذلك واقتصاره على المطار، أو أياً من الموانئ التي يغادر من خلالها المسافرون. أرجو في ظل مناداة الرئيس بتخفيف الأعباء عن المواطنين ورفع المعاناة عن كواهلهم أن تُلغى رسوم تأشيرة المغادرة لأنها بصراحة عبء على المواطنين وهم ما ناقصين!! { كلمة عزيزة مؤسف جدا أن تؤجل وتعطل أماسي بحري، وكلنا يعلم أن تأجيلها أكثر من هذا يدخل القائمين على أمرها في حرج قدوم شهر رمضان المعظم، الذي لا يغادر الناس فيه بيوتهم وهم ملتصقون بشاشات التلفزيون، والمؤسف أكثر أننا حتى الآن وكمتابعين وراصدين لهذه الأماسي لم نعرف حقيقة العقبات التي تواجهها، فمرة نسمع عن عدم وجود مكان مناسب يصلح لهذه الفعالية وما ستقصدها من أعداد هائلة لجماهير تعشق الغناء وتتابع هذه الليالي بشغف واهتمام، ومرة نسمع أن السبب هو (الشَمَطَة) المدورة بين الفنانين ولجنة الاختيار، وبين الفنانين والفنانين أنفسهم، وكأنّ العين أصابت نجاح أماسي أم در والخرطوم لتقع في أماسي بحري فتسبب لها العرج الذي يمنعها من السير على ذات درب النجاح الذي حققته الأماسي السابقة. في كل الأحوال أخشى ما أخشى أن يكون أهم سبب لعدم قيام الأماسي هو الصراع الخفي لأبوتها، باعتبار أن للنجاح ألف أب والفشل دائماً هو لقيط وغريب ديار وغريب أهل، وبالتالي يحاول البعض أن ينسب هذا النجاح لنفسه أو يكون شريكاً فيه، وراعي الضأن في الخلا يدرك أن الأماسي فكرةً وتنفيذاً واهتماماً هي بالكامل لوزارة الثقافة الاتحادية ووزيرها الشاب الذي «لكز» بعصاه جسم الثقافة الهامد الهابد، فحوله إلى كائن ضاج بالحركة والجمال، فهل ستقوم الليالي أم أن الأقدار كتبت لها النهاية في بحري؟ وهي بكل المقاييس نهاية محزنة! { كلمة أعز في حوارها مع الزميلة حكايات قالت ايمان لندن إنها أفضل صوت نسائي في بنات جيلها. والمشكلة بالنسبة لي ليس في تقييمها لصوتها، لأنه دي مسألة فصلنا فيها!! المشكلة أنني لا أعرف من هن بنات جيلها، لأن كل تاريخها في الغناء ثلاث سنوات، أما ما قبلها عن أوربا «والهواء ده» ما عندنا عنه أي خلفية. بالمناسبة لم تجد إيمان نداً تضع نفسها معه في مقارنة إلا العملاقة ندى القلعة.. يا بنت الناس كنت تقولي مونيكا.. وخوفي أن تجدي في دي من يقول لك نيڤر نيڤر!!