* شمال النيل الأبيض، من الضفة الغربية يعد من المناطق الغنية بموارد ضخمة ومتنوعة تشمل الأراضي الزراعية الخصبة بمساحات شاسعة والمياه بمصادرها الثلاثة (النيل والجوفية والأمطار)، والثروة الحيوانية والنفط فى منطقة الباجة وحدود ولاية النيل الأبيض مع كردفان، بالإضافة إلى ذلك توجد بها كثافة سكانية مقدرة، كما أن المنطقة بها شواهد أثرية في منطقة شبشة والصوفي ستضيف الكثير إلى حضارة السودان في حال نشطت الهيئة القومية للآثار والمتاحف في عملياتها الاستكشافية. وقبل أن أغادر هذه الجزئية أطالب جامعة بخت الرضا بالاهتمام بالدراسات المتصلة بالآثار والسياحة، لا سيما وبجوارها منطقة أم جر السياحية، وتحيط بها المناطق الأثرية بما فيها منطقة الكوة وجبل موية في الضفة الشرقية من النيل، فمثل هذه الدراسات بجامعة بخت الرضا ستشجعها على عمليات الكشف عن الآثار وكذلك تجلب لها التمويل من الداخل والخارج ويدفع بالبعثات الأجنبية بالعمل في هذه المناطق التي تضم شواهد أثرية، كتبنا عنها في هذه الزاوية من قبل . * شمال النيل الأبيض بالرغم من كل تلك الموارد ما زالت هي منطقة ظل، لا تتجه نحوها الأضواء إلا عند زيارة مسؤول كبير إليها ومن ثم تعود إلى وهدتها فلا الموارد تحرك الحكومات للاستثمار ولا المركز يتجه نحوها ليمنحها بعض حقوقها، وقد شهد لها السيد الرئيس عندما ذكر بالحرف الواحد أن الشارع الترابي الذي يعبرها كان هو أول شارع قومي في تاريخ السودان، وقد كتب سلاطين باشا في كتابه «السيف والنار» أن منطقة الترعة الخضراء كانت الميناء النهري الذي يستغلونه للسفر إلى ومن دارفور، وقد كانت البواخر تقلهم من الخرطوم إلى منطقة الترعة الخضراء ومنها يتجهون غرباً إلى دارفور وقد كان سلاطين وقتها حاكماً لدارفور في فترة الحكم التركي. * الموارد بهذه المنطقة تفتح الباب لقيام عدد من مصانع السكر ومشروعات تربية الحيوان والدواجن وزراعة زهرة الشمس والذرة والمحاصيل البستانية والأجبان، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي المميز الذي جعل منها منطقة ربط بين العاصمة الخرطوم وغرب وجنوب غرب البلاد، وما طريق بارا أم درمان الذي أبكى نائب بارا بالمجلس الوطني إلا رافداً من روافد الطريق الغربي للنيل الأبيض مما يقلل التكلفة ويجمع الطريقين لمسافة حتى يفترقا، وكذلك فإن شمال النيل الأبيض وبقيام مطار الخرطوم وجسر الدويم سينقل الحركة من وإلى المطار لمناطق الجزيرة وجنوب النيل الأبيض ومناطق سنار والدمازين والقضارف وكسلا، ويضاف لكل ذلك إمكانية قيام آلاف المزارع على الضفة الغربية من النيل الأبيض فى مناطق شمال النيل الأبيض مما يسهم في رفع إنتاج الموالح التي ستسهم فى تحسين دخول المواطنين بتلك الأنحاء. * شمال النيل الأبيض يضم ثلاث محليات هي: الدويم وأم رمتة والقطينة، وهذا وحده يؤكد سعة المنطقة وكثافة سكانها، وهي منطقة موعودة بنهضة واسعة لا سيما بعد أن وقعت حكومة ولاية النيل الأبيض عقداً لإنارة كافة القرى بالولاية، وبهذه الخطوة تضاف الكهرباء إلى الموارد التي تزخر بها المنطقة مع تغطية شبكة الاتصالات لها، وبذلك ليس هناك من نواقص غير الطريق الغربي وبإنشائه تكون المنطقة مهيئة لتنمية ونهضة شاملة تضيف لاقتصاد البلاد الكثير. * علمت من الأخ يوسف الشنبلي، والي الولاية، أن «80» كيلومتراً من هذا الطريق تتحملها الولاية و«50» كيلومتراً تتحملها الحكومة المركزية، وهذا اتفاق سابق لعهد الشنبلي، وطالبته بضرورة العمل من أجل تعديل هذا الأمر وأن تتحمل الحكومة المركزية كل الطريق بدلاً من هذا الظلم، فكيف بحكومة ولاية لا تتوفر لها موارد أن تتحمل العبء الأكبر وينتظرها المركز حتى تكمله ومن ثم يبدأ هو في تنفيذ التزامه، وهذا معناه إلغاء الطريق. * للولاية أبناء يسدون قرص الشمس، فما على الوالي إلا وأن يسمي لجنة عليا منهم تعمل من أجل إنشاء هذا الطريق وتتمتع بكافة الصلاحيات التى تتصل بالمتابعة مع المركز وحكومة الولاية والاتصال بالخارج للحصول على صيغ تمويل ميسرة، بالإضافة إلى نشاطها الإعلامي والترويجي وكل ما يساعد على قيام الطريق الهام والحيوي والاستراتيجي.