حذر رئيس حزب الأمة القومي؛ الصادق المهدي، من اقتتال متعدد الجبهات يفتت البلاد ويزيد من التدخل الأجنبي في شؤونها، ووصف اتفاق الدوحة حول وثيقة سلام دارفور بأنه «فضفاض» وأقل جدوى من اتفاق أبوجا المنهار، وتوقع أن يدفع الاتفاق الفصائل الرافضة له إلى تصعيد نشاطها لإثبات عدم جدوى الاتفاق، ونبه إلى أن الدولة الوليدة بجنوب السودان تواجه أخطاراً داخلية عدة، معتبراً أن ما تحظى به دولة الجنوب من نقاط قوة لن يجدي إذا ناصبها الشمال العداء. وقال المهدي في منتدى (الصحافة والسياسة) أمس (السبت) إن استقرار دولة الجنوب عسير في حد ذاته ومستحيل مع معاداة الشمال رغماً عن امتلاكها (75 %) من بترول السودان الواحد وما تتمتع به من دعم دبلوماسي واسع خاصة من غرب أوربا وأمريكا، وأضاف أن الفترتين اللتان حكم فيهما الجنوب نفسه (1972- 1982م، 2005 -2011م ) ستلقيان بظلالهما على إدارة الدولة الجديدة، منوهاً إلى تكوين (6) حركات رفض مسلحة بالجنوب عقب انتخابات 2010، لافتا إلى المخاطر المترتبة على القضايا الخلافية بين الدولتين. ووصف المهدي اتفاق الدوحة بالفضفاض والأقل جدوى من اتفاق أبوجا المنهار، محذراً من تصعيد عسكري لحركات دارفور لإثبات عدم جدواه يتزامن مع توتر بين دولتي الشمال والجنوب، لجهة أن أزمة دارفور منذ اندلاعها ارتبطت بمشكلة الجنوب تحت مظلة التهميش. وأضاف أن استمرار الوضع الحالي وانتهاج العلاجات التسكينية مثل الدعوة للحكومة ذات القاعدة العريضة واتفاق الدوحة وغيرها يفضي لحرب متعددة الجبهات، مستشهداً بعزم بعض القوى السياسية تكوين جبهة ممانعة عريضة مع تطلعها لسند جنوبي. وقال إن هذا ما سيحدث ما لم يقبل النظام على خطة نجاة استباقية، منوهاً إلى أن عوامل الهدم لدى السودانيين كثيرة وأن العداء بينهم يزيدها حدة الأمر الذي يفتت البلاد ويزيد التدخل الأجنبي في شؤونها، خصوصاً بعد تجربة ليبيا وإجازة الجامعة العربية لتدخل القوى الأجنبية فيها مما منحها مشروعية في ترتيب المنطقة لم تكن تحسها في الماضي.