"رمي البلد" بين غندور وكمال عمر كتبت: لينا يعقوب الإمام يستحضر ذكرى أول بيت أشباح رآه في حياته ويحذّر من 12 نقطة خلافية بين الشمال والجنوب المهدي: اتفاق الدوحة "فضفاض" والجنائية الدولية ستنضم إليها مصر وجنوب السودان وهذا......... أو الطوفان حسن هلال تبتل في محراب "الإمام" وأحد الحضور يدعوه للانضمام إلى حزب الأمّة ممثل الاتحادي الديمقراطي يدعو إلى تكوين مجالس برلمانية وأمنية وسياسية بين دولتي الشمال والجنوب الكودة: أنصح الحركة الإسلامية بانسحاب تكتيكي يحفظ لها ماء وجهها عبد العزيز خالد: وجود عملتين يكشف سوء نوايا الدولتين تجاه بعضهما كمال عمر وصف الوطني ب"فرعون" وتيتاوي ب"الرئيس الشرعي فقط احتراما للمنتدى" عثرة خفيفة تعرض لها إبراهيم غندور حينما لامست أرجله (سلك المايكات) كاد يسقطهم تباعا، فسارع كمال عمر بممازحته قائلا "رميتو البلد كمان عايز ترمي المايكات" فما كان من غندور إلا أن رد المزحة بأثقل منها "البلد اترمت لمن كنتو إنتو معانا".. منتدى (الصحافة والسياسة) بمنزل الإمام الصادق المهدي، وحمل الرقم (84) "تطرق إلى رمية البلد ومَن رماها وإلى الأسباب التي ستزيد من سقوطها ووقوعها"، ولم تغب مواضيع حساسة تهم حقا الإعلام والصحافة من جهة، والسياسة والسودان من جهة أخرى، فتوافد ممثلو أحزاب المعارضة، لم يغب منهم سوى الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تعتبرها الحكومة الآن فاقدة الشرعية؛ إلا أن تُسجل حركتها لدى مسجل الأحزاب.. وإن غاب قطاع الشمال فقد غاب العداء الذي ظهر أيضا بين حزبي المعارضة الأمة والشعبي، لتتوحد الكلمة والعداء مجددا ضد المؤتمر الوطني.. الإمام.. تنبؤات التاريخ تتحقق بدأ الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي حديثه بالثناء على الوصال بين مختلف الأحزاب، وهو ما ميز السياسة في السودان برغم الخلافات، وذكر بالصحفيين المعتقلين مطالبا بإطلاق سراحهم.. ثم عرج إلى تاريخ كان مع بداية الإنقاذ عام 1989م حينما أخذ من سجن كوبر لأول بيت أشباح، وهدده من اعتقلوه إن تحدث عن فشل التجربة الديمقراطية، فقال لهم الديمقراطية لم تفشل بل أجهضت.. ثم ألف كتابا نشر في حينه بعنوان "الديمقراطية عائدة وراجحة" أثبت خلالها أن الجميع يبشر بعودتها حتى الحزب الحاكم وإن لم تعد بعد.. ووضع الإمام أسباب اضطراب الجنوب ب"الداخلية" سببها تظلم من توزيع السلطة والثروة، وإهمال التسريح ونزع السلاح، وغياب ترسيم الحدود الداخلية وخطر نشاط جيش الرب الذي صار يتحرك بحرية عبر أربع دول. وقال منذ انتخابات أبريل 2010م اندلعت ست حركات رفض مسلحة: 3 دينكاوية، واثنتان نويريتان، وواحدة مورلي. وأشار لوجود 12 نقطة خلافية بين الشمال والجنوب لم تحسم بعد، ثم ذكر أن نقاط القوة الهامة لدولة الجنوب امتلاكها 75% من بترول السودان الموحد، وحظوتها بدعم دبلوماسي واسع لا سيما في غرب أوربا وأمريكا إلا أن كل ذلك لن يجدي إذا ناصبها الشمال العداء. وأكد أن السودان سيعاني من توتر مع دولة الجنوب بسبب ال 12 نقطة الخلافية جاءت في الاتفاقية، ووصف اتفاق أبيي بالتسكيني لا علاجي، وهو ما دعاهم للتحفظ على المعالجات. وأشار إلى ارتباط أزمة دارفور بمشكلة الجنوب تحت مظلة التهميش، واصفا اتفاق الدوحة الحالي ب"الفضفاض" وأن المقاومة المسلحة في دارفور ستتصاعد لإثبات عدم جدوى اتفاق الدوحة. وتحدث عن المحكمة الجنائية قائلا إنها عززت لانضمام دول عربية لها، وينتظر أن تنضم إليها مصر وجنوب السودان، مما يزيد عزلة البلاد الخارجية.. وشدد أن السودان محتاج لإعفاء الدين الخارجي، ورفع العقوبات الاقتصادية ولمنافع تنموية دولية.. وقال إن بعض المعارضين يقولون لا يوجد نظام يقدم على التغيير من تلقاء نفسه، إلا أنه في مواقف تاريخية مماثلة رأت القيادة السياسية عدم جدوى المواجهات وقررت التفاوض مع المعارضة من أجل تحقيق تسوية ديمقراطية. وضرب مثلا بما حدث في تشيلي والأرجنتين مضيفا أنه حدث أيضا في السودان في عهد إبراهيم عبود .. واتهم الحكومة بالعلاجات "التسكينية" وادعاء حكومة "القاعدة العريضة".. وقال إن الحوار في سبيلها جرى مع الاتحادي الديمقراطي والأمة القومي، أما الأول فهو الآن مشارك على مستويات عديدة مع الحكومة منذ "اتفاق القاهرة"، والثاني لازال يرهن اتفاقه ب"الأجندة الوطنية".. وأكد الإمام أن ما ينقذ البلاد هو تغيير جذري في السياسات ومنفذيها، كما أن الحل القومي هو البديل لاستمرار سياسات نظام جرب الترقيع بلا جدوى، ودفع به إلى حافة الردى، وهو البديل لمواجهات سوف تمزق الوطن وفي غيابه الطوفان. مداخلات وآراء القيادي في الحزب الاتحادي حسن هلال، وصف الإمام بدءا بالعاشق للوطن، وأنهم قد يختلفون في طرف تنفيذ الأشياء إلا أن حديثه وكلامه هو الأفضل، مما دعا أحد الحضور أن يطلب منه الانضمام إلى حزب الأمة.. هلال الذي قال: إنه عاد من الجنوب قبل عدة أيام، تحدث عن العلاقة المتوترة كما أسماها بين الشمال والجنوب، بعد أن فرض الأول حصارا اقتصاديا رهيبا على الثاني، وأوقف عبور البضائع؛ خاصة السلع الرئيسية من دواء غذاء، وطالب أن تكون هناك حدود آمنة مرنة تسمح بحركة القبائل، ورأى ضرورة وجود مجالس برلمانية وأمنية وسياسية مشتركة "لأن قضايا السودان لا تترك لحكومة حزبية أو ائتلافية" وتساءل هلال قائلا: لم َالضرر بإغلاق الحدود، فمثل هذا الفعل لم يقم به سوى الكيان الصهيوني؟!. وأضاف: إنهم لا يريدون خراب الوجدان السوداني لأنه أمر لا يضر ولا ينفع. وشدد على أن الرؤية للمستقبل يجب أن تكون تنموية. أما يوسف الكودة؛ رئيس حزب الوسط الإسلامي نصح الحركة الإسلامية أن تكون ذكية وتنسحب انسحابا تكتيكيا يحفظ ماء وجهها. عبد العزيز خالد رئيس التحالف الوطني السوداني أشار بدءا للحرب الاقتصادية التي بدأت بالاشتعال بين الشمال والجنوب، معتبرا أن وجود عملتين مؤشر خطير.. وقال إن كل طرف كان يترقب الآخر، أن يقوم بفعل حتى يفاجئه بردة فعل عكسية، وهو ما يدل على سوء نواياهما، وأشار إلى الاتفاقيات التي عقدها الوطني في أديس أباباوالدوحة وجزم أنها لن تنجح. كمال عمر يجدد الاتهامات القيادي بالمؤتمر الشعبي واصل ما بدأه في المنابر الماضية بتحميل المؤتمر الوطني تقسيم السودان وانفصال الجنوب، وإيصال البلاد إلى خارطة مشوهة الشكل، قائلا إن الرجاء كان أن تضع هذه الأشياء حدا للحرب التي استمرت عقودا؛ إلا أنها لم تسهم في إصلاح شيء، لأن "الخدمة المدنية والعسكرية والقضائية مسيسة وتهدد وتقنن تمزيق السودان من جديد"، وتحدث عمر عما أسماه الترحاب الجنوبي بالشماليين؟، وهو الكرم الذي يوجد لدى حكومة الشمال، مشيرا إلى رئيس حكومة الجنوب تحدث عن منح الجنسية للشماليين، والجنيه المزدوج وعن الحدود المرنة والسماح للقبائل بالحركة، في حين يسمعون عن الحصار الاقتصادي والتراجع عن الاتفاقيات الموقعة، كما حدث في أديس.. وأشار إلى الصحفيين المعتقلين ثم قال بمناداة رئيس اتحاد الصحفيين محي الدين تيتاوي "برئيس الاتحاد الشرعي احتراما للمنتدى" وهو ما دعا تيتاوي أن يردد غاضبا "هذه حقيقة.. هذه حقيقة" ولم تزل عنه الغضبة إلا بتهدئة من غندور الذي كان جالسا بقربه، وقال له "ما مشكلة خليه يقول كلامه".. وجدد كمال عمر تمسكهم بالشعار الذي رفعته المعارضة كثيرا "الشعب يريد إسقاط النظام"، وشبه المؤتمر الوطني ب"فرعون" الذي جمع كل شيء في يده.. وأبدى تأكيده أن حزبي الأمة والاتحادي لن يشاركا في الحكومة ،كما جدد رفضه بتبني دستور يعده المؤتمر الوطني، معتبرا أن الأزمة تحتاج إلى معادلة سياسية حقيقية.. بعد أن انتهى كمال عمر من حديثه وشكر الجميع على الإنصات مازح مرة أخرى إبراهيم غندور قائلا له "إن شاء الله تكونوا استوعبتوا الكلام ده".. الناطق باسم تحالف الحركات الموقعة على اتفاق أبوجا، محمد عبد الله ود أبوك حذر من القوات الإثيوبية القادمة إلى حدود أبيي، معتبرا أن تواجدها في المنطقة يحمل خطرا لأنها تنحاز إلى جهة على حساب الأخرى، ودعا إلى تحقيق سلام في دارفور يحمي الناس والمواطنين أولا قبل أي شيء آخر. يبدو أن علي منيب، القيادي في الحركة الشعبية التغير الديمقراطي جاء إلى المنصة بعد أن أتيحت له الفرصة، ليرد أولا على العضو الاتحادي حسن هلال والشعبي كمال عمر، اللذين تحدثا عن المعاملة الجيدة لدى حكومة الجنوب تجاه الشمال ليقول لهما، إنه كان عضوا في الحركة الشعبية لمدة أربع سنوات، وأي حديث لشخص مكث في جنوب السودان بضعة أيام وجاء ليقول "الجنوبيين كويسين والشماليين كعبين" بأن عليه مراجعة نفسه، ولأن منيب كان أكثر الشخصيات التي اعتلت المنصة "ظرافة"، فقط تنقل بين المواضيع المختلفة بخفة واختصار وجراءة واضحة..فحينما أشار للاتفاق الإطاري الأخير الذي وقع في أديس أبابا وتراجع المؤتمر الوطني عنه، قال إن الجهة الحاكمة في السودان ليست المؤتمر الوطني إنما القوات النظامية لأنها الجهة التي رفضت اتفاق أديس.. وعن الشرق اعتبر أن اتفاق الشرق الذي وقع؛ جاء فقط في مصلحة أسمرا ومصطفى عثمان إسماعيل. ولم يخش الرجل من اتهام مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد بامتلاء منزله في شارع الجامعة بالمخابرات الإثيوبية التي تجد راحتها التامة في حين لا يستطيع منزله استقبال ضيوف من شرق السودان.. ورغم أن الرجل انتقد الحركة الشعبية في بداية حديثه؛ إلا أن ذلك لم يمنعه من التأكيد أن مناطق جبال النوبة (النيل الأزرق وجنوب كردفان) بها تواجد عسكري قوي لقوات الحركة الشعبية ومن يقل بغير ذلك فهو "لا يعرف أي حاجة"! غندور.. والأماني التي لن تتحقق دائما ما يعطى الفرصة الأخيرة للتعقيب باعتباره ممثل الحزب الحاكم في المنتدى.. ينأى عن أشياء ويثبت حقائق محددة ويفند تصرفات واضحة.. استغرب بدءا أمين أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني بروفيسور إبراهيم غندور، حديث مختلف ممثلي الأحزاب بدءا بالإمام انتهاء بكمال عمر، بإعطاء الجنوبيين الجنسية المزدوجة قائلا إنهم صوتوا بنسبة لا تقل عن 98% لصالح الانفصال، وسموا الشمال مستعمرا وقالوا خلال احتفالاتهم " free at last " فلم مطالبة الأحزاب بمنحهم الجنسية المزدوجة. وأضاف أنه أبلغ الحركة الشعبية من قبل حينما طالبوا بالجنسية المزدوجة أن من بين التسعة ملايين جنوبي سيكون هناك سبعة ملايين في الخرطوم، وستحكم الحركة اثنين مليون فقط ومعظمهم سيكونون من عضويتها، وقال إنهم يريدون الأرض والثروات ويتركون الشعب. واعتبر أن السياسات التي قامت بها مصر من قبل بمنح الجنسية للسودانيين جاءت تنفيذا لمصالحهم وقتها، وحينما لم يستفيدوا من ذلك تركوا الأمر. وأكد غندور أن الشمال لن يهدأ إلا إذا هدأ الجنوب والعكس صحيح. وارتفعت لهجة البروف حينما قال إنهم كانوا على علم بنية الجنوب تدمير اقتصاد الشمال والجنوب، وطبعوا عملتهم سرا، في الوقت الذي كانوا يتفاوضون فيه. ووصف الحكومة بالواعية؛ لجهة أنها لم تكن نائمة، وامتلكت المعلومات لما يحدث. وفند غندور ما اعتبره الإمام أن حلول أبيي كانت مسكنة، قائلا إن أبيي ضمنت في حدود ا/ ا/ 1956م.. ورغم أن خلاف الوطني لا يستطيع أن ينكره اثنان حول اتفاقية أديس الإطارية، إلا أنه أكد أن التحفظات لا تعني خلافا داخل الحزب، وقال "هذه أماني لن تتحقق" وجدد التزام الوطني بإجراء المشورة الشعبية، ودعا الأحزاب للتفريق بين القادة السياسيين والتجار، فالحل أن تغلق الحدود، وقال "من يريد فتح الحدود لمصلحة التجار الشماليين عليهم تذكر المواطن المغلوب على أمره"- في إشارة فيما يبدو لحديث حسن هلال وحزبه الاتحادي الأصل. وأنهى غندور حديثه بأن الشعب السوداني قاد انتفاضة مرتين، ويعرف متى سيقوم بها حينما تتهيأ الظروف الملائمة، وقال "لم نصل حد الكمال، لكن من قال إنه من شروط الديمقراطية أن يشترك الجميع في الحكومة؟"!. تيتاوي الغاضب: كم عدد المعتقلين من الصحفيين؟ بعد أن مازح مقدم المنبر محمد لطيف، تيتاوي، حينما رحب بالضيوف مقرا أنه رئيس الاتحاد الشرعي لغياب مرتضى الغالي، وبعد أن أثقل عليه كمال عمر، بقوله إن تيتاوي رئيس اتحاد الصحفيين "احتراما للمنبر فقط".. جاء الدكتور ليثبت صحة شرعيته، إلا أنه تساءل عن عدد الصحفيين المعتقلين وأسمائهم؟، وسارع بعد حديثه غاضبا إلى خارج دار الإمام.