{ وهذا أوان إجازات المغتربين السنوي.. يتقاطرون إلى الداخل في هجرة عكسية نحو أرض الوطن يحملون الأشواق و(الريالات) وبعض الهدايا.. وأخصص الريالات لأن التدافع الكبير يكون في هذا التوقيت من نصيب مغتربي المملكة تحديداً، والمؤشر الثاني هو أن المشاهدات غير الحميدة التي رصدناها مؤخراً كانت أيضاً من نصيب القادمين من السعودية، حيث يمثل الزي الشرعي الساتر، السابل، الداكن زياً رسمياً ملزماً للمواطنين والوافدين أو إن شئتم الدقة «المواطنات الوافدات»، لأن العباءة السوداء الشهيرة والنقاب يكونان في العادة ملازمين للمرأة من أهل (السعودية) أياً كانت. { ولكن، للأسف رصدت عيون صديقة تصرفات غير حميدة لنساء وفتيات «داخل مطار الخرطوم الدولي» تدعو للأسف الشديد، وعززنا نحن بدورنا تلك الأنباء بالمشاهد الحية والتقصي لاستجلاء الأمر حتى لا نقع في فخ التعدي والتطاول والتشهير. { والنتيجة الأخيرة أن المرابط بمطار الخرطوم الدولي - صالة الوصول تحديداً - سيلحظ مباشرة أن فتيات يافعات مقبلات على الحياة، يسارعن إلى خلع العباءة وملحقاتها حالما وطأت أقدامهن أرض البلاد، لتكتشف أنهن تحت العباءة المسكينة يرتدين ملابس غريبة تتماشى مع آخر صرعات وتقاليع عالم الأزياء وفيها «المحزق والملذق» مما سترته العباءة في أرض المملكة العربية السعودية رغماً عن أنفهن وسمحن لأنفسهن بتنفس الصعداء والتعري حالما وصلن إلى السودان الحبيب!! وكأنما أصبح السودان مرتعاً للفجور تجد فيه الكاسيات العاريات مطلق الحرية ليتجولن بيننا كيفما شاءن بذريعة أنهن «مغتربات» لهن طقوسهن الخاصة في عالم الأزياء وهن قادمات من أكثر البلاد التزاماً وتشبثاً بالحجاب الصارم وفق القانون الذي لا يحتمل المحاباة أو الافتراضات ويسري على الجميع بمن فيهن بنات الأسرة الحاكمة. { وحتى لا اتهم بالتحامل على ذلك المشهد الاستفزازي للقادمات مع ذويهن أو دونهم وهن يتحررن من قانون العباءة كالتزام لبلد كن فيه «غريبات» ليمارسن ادعاءً زائفاً بالغنج والدلال وسعة العيش على أهل بلدهن في نظرهم «مغتربات»، بالإضافة لمشهد بعض السيدات المتزوجات داخل «حمامات» المطار وهن يبدأن في ارتداء الثياب السويسرية أو الحريرية الفاخرة و«يخشلعن» بالدهب الخالص أو الزائف ويتعطرن بالعطر السوداني الأشهر ويرسمن وجوههن بمكياج صاخب ويلملمن عباءاتهن ونقابهن ويلقين به أسفل الحقيبة الممتلئة في انتظار أوان العودة ليخرجن للقاء الأهل والأحباب في كامل زينتهن ما ظهر منها وما بطن! { أقول حتى لا اتهم بالتحامل فإنني أعترف أن الشارع السوداني أصبح يضج بتقاليع غريبة ومقززة من الملابس غير المحتشمة والسلوك غير المحترم والظواهر السالبة المشينة، ونحن نعرف أنفسنا بأننا دولة إسلامية يحرم علينا علماء الدين المشاركة في «مسابقات رمضان» داخلياً وخارجياً لأنها رجس من عمل الشيطان!! ويجتمعون وينفضون سعياً وراء «فتوة» تحرم برنامج «أغاني وأغاني»!! نطلق الأحكام ونستعيذ بالله ونطلق «اللحى» ونتشدق بالأحاديث الشريفة ونحن غير قادرين على إلزام مجتمعنا بالحياء كما يجب، للدرجة التي تجعل القادمات من «دبي» مثلاً ذات يوم يرتدين العباءة داخل صالة الوصول وهن في طريقهن إلى الداخل. { إنها عادة مشينة أن نخضع لكل قوانين الآخر بانصياع كامل وإذعان غير قابل للنقاش، ونمتهن كل قوانين الفعل الإيجابي داخل بلادنا بما فيها قوانين الأخلاق الحميدة ومثلما نرتدي «العباءة» خوفاً هناك تجدنا نجتهد في العمل الدءووب لتحقيق أحلام شعب آخر ثم نغط في نوم عميق حالما وطأت أقدامنا أرض هذا الوطن وكأن السودان أصبح مكباً لمخلفات الدول الأخرى بما فيها أبناؤه الذين منحوه بجدارة حق الانتماء للعالم الثالث. { تلويح: أرجوكم ..اكدي خلو العبايات دي لحدي ما تصلوا البيت بس!!