{ وللكلمة وقع آسر، وبعد مؤثر، قدر لي أن أراه عياناً بياناً وأنا في معية الوفد رفيع المستوى برئاسة الوزيرة الفضلى «أميرة الفاضل» والذي أوكلت إليه مهمة زيارة وتكريم واحدة من النماذج النسائية السودانية الوضيئة والتي كتبت اسمها بأحرف «من حميمية وإلفة ومحبة في سفر التاريخ الإعلامي والاجتماعي السوداني.. تلك المرأة الإنسانة التي لونت (آمال) العديدين وحملت (سراج) الحكمة والتوجيه لتقيم دولة النصح والمناصحة والتقويم. { إذاً كان لا بد من أن يشتمل برنامج (تواصل) الذي تنفذه اللجنة العليا لشهر رمضان المعظم التابعة لوزارة رئاسة مجلس الوزراء يومياً خلال الشهر الكريم برعاية السيد رئيس الجمهورية وإشراف نائب الرئيس - على زيارة تفقدية للأستاذة الإعلامية «أم الكل» آمال سراج بمنزلها العامر والتي قام بها نفر عزيز من الأكارم، فكان إلى جانب الأستاذة أميرة الفا ضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي، الأستاذة الجليلة «رجاء حسن خليفة» الأمين العام لاتحاد المرأة والإعلامية والشاعرة الجميلة «روضة الحاج والأستاذ الكبير «معتصم فضل» المدير العام للإذاعة السودانية التي كانت واحدة من المحطات الكبرى في حياة آمال سراج وحياة كل الشعب السوداني في تلك الفترة ولا زالت. { وقد لا أفلح تماماً في نقل تفاصيل ذلك المشهد النبيل من داخل منزل المحتفى بها التي استقبلتنا بحفاوة بالغة وببشاشتها المعهودة وفي معيتها أفراد أسرتها الأعزاء الذين غمرونا بكرمهم وحسن استقبالهم، لنستمع بعدها بحرص كبير للأستاذ معتصم فضل وهو يحدثنا عن الأستاذة آمال وعلاقته بها ودورها البارز في تاريخ الإذاعة السودانية ليأتي كلامه صادقاً وجميلاً للدرجة التي جعلت الأستاذة آمال تؤكد على أنها لو طلب إليها الحديث عن نفسها لعجزت عن قول مثله. { ثم حدثتنا الباذخة «روضة الحاج» عن آمال سراج حديث العارفين وأخذتنا في رحلة ممتعة وقفنا عبرها على كل المراحل وكافة المجالات التي عملت بها الأستاذة، لا سيما برنامج «الأسرة» الإذاعي الذي دخل يوماً كل البيوت السودانية فأحدث فيها تغييراً واضحاً، بالإضافة للعديد من الإصدارات الصحفية والأدبية والقصصية ومنها مجلة «عزة» التي اختارت «آمال سراج» لها هذا الاسم القومي لتؤكد أن الاختلافات الفكرية قد تكون في ظاهر الأشياء ولكنها لا تتوانى عن تلبية نداء الوطن طالما دعت الضرورة. { إلى جانب ذلك كانت آمال سراج عضواً فاعلاً في العديد من منظمات المجتمع المدني وشاركت في كثير من المناشط السياسية والاجتماعية محلياً وعالمياً حتى أنها كانت يوماً عضواً في اللجنة القومية لوضع الدستور وربما لا تتمكن من سرد كل المهام والمجالات التي أثرتها آمال سراج ولكن يكفيها أنها بناءً على دورها العام وشخصيتها المتميزة قد حازت على وسام الامتياز من الطبقة الأولى للعام 2002 من السيد الرئيس عمر حسن أحمد البشير. { آمال سراج التي بادرت بولوج عالم الإعلام والكتابة في تلك الأيام الصعبة التي كانت تعاني بها المرأة الأمرين في سبيل التأكيد على موهبتها كانت كذلك من أوائل النساء حاملات لواء الاتحاد العام للمرأة السودانية ربما لهذا كان لا بد من وجود الأستاذة «رجاء حسن خليفة» التي ألقت كلمة طيبة في حق الأستاذة وتلت علينا خطاب السيد الرئيس الداعي لضرورة تكريمها والاحتفاء بها. { وبعد أن حدثتنا الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة وزارة الأذرع القوية، كما أسمتها أستاذة آمال سراج، مشيدة بدور الأستاذة ومعربة عن سعادتها بترؤس هذا الوفد، كان لا بد من أن نستمع صاغرين للكلمات الموجزة العميقة التي ألقتها علينا الأستاذة ونحن بدارها العامر والتي لم تخل من بعض الدردشة ذات القيم والفوائد وكأنما قدر لهذه المرأة أن تحمل رسالة رأيها السديد وقلمها الرشيد إلى الأبد وكيفما تحدثت كان لحديثها وقع ونفع فها هي بعد الترحيب والشكر تحكي لنا بعض المفارقات التي تعرضت لها خلال مسيرتها العملية الطويلة الممتازة والتي كانت تنصحنا دائماً من خلالها أن «في البيت اعملوا الحاجات الجميلة»، وقس على ذلك كم الجمال الذي يمكن أن نحدثه داخل بيوتنا. ثم نصحتنا كإعلاميين بضرورة «التواصل» مع الناس أو كما قالت «الإعلامي القريب من الناس بصلهم»، فالأحداث الصغيرة تحفر عميقاً والحديث الصادر من القلب لا بد أن يصل القلب ثم حملت الأستاذة «أميرة» تحاياها وامتنانها للأخوين الرئيس ونائبه وشكرت أسرتها الممتدة على المؤازرة والحب وخصت بالشكر صديقتها الحميمة ورفيقة دربها «فايزة شوكت» في بادرة طيبة تؤكد على الوفاء والتقدير. { وهكذا انتهت تلك اللحظات الخالدة التي التقينا فيها من مختلف المجالات على الحب والتواصل والإخلاص تقديراً لما بذلته الأستاذة آمال سراج من عطاء وجهد اتسم بالمثابرة والمودة في مجال المرأة والتوعية بقضاياها وإبراز دورها الاجتماعي وها نحن نجني ثمار غرسها الكريم في كل مكان وقد كان من دواعي سرورنا أن تثمنه الدولة بكافة مستوياتها بالقدر الذي يكافئ جهدها المتعاظم طوال مسيرتها العامرة ليأتي برنامج «تواصل» الرمضاني هذا تأكيداً على حرص أولي الأمر على التمكين لمعاني التواضع والاحترام والاحتفاء بأولئك الذين «أوصلونا» لما نحن عليه فاستحقوا أن «نصلهم» و«نتواصل» معهم لنعمق «الصلات» بين الراعي والرعية. { تلويح: تحية خاصة لجنود «المراسم» بوزارة رئاسة مجلس الوزراء المجهولين المثابرين الذين أرفع القبعة احتراماً لجهودهم العظيمة في إنجاح هذا البرنامج دون من أو أذى ودام «التواصل».