{ كان للزيارة الهامة والمفيدة التي نظمها لنا قسم (المناشط والفعاليات) بشركة (زين) للاتصالات لمركز (الخرطوم) للعناية بالثدي بالغ الأثر عليّ وعلى جميع الزميلات الإعلاميات اللائي شملتهن الدعوة. فالأمر يعنينا على نحوٍ شخصي, وقد بدا ذلك واضحاً فى الأحاسيس المتباينة التى اعترتنا ونحن نصغي بتمعن للمحاضرة الثرة التي ألقتها علينا د. (لينا شمبول) مشرف التوعية الصحية بالمركز, والتى كانت –رغم صغر سنها ووداعتها- تتحدث إلينا بكل ثقة ووعي وخبرة حتى أنها أخذت تجيب على كل الأسئلة التى تقفز إلى أذهاننا قبل أن تبلغ شفاهنا وكأنها كانت تقرأ أفكارنا وتدرك ما اعترانا يومها من توجس وقلق. كيف لا.. ونحن نسمع – للمرة الأولى ربما- التفاصيل الكاملة عن (سرطان الثدي)، بدءاً بالمسببات والأعراض, مروراً بآلية الفحص والاكتشاف, وانتهاءً بطرق الوقاية والعلاج. { وكانت هذه الزيارة قد جاءت ضمن مبادرة (زين) لرعاية البرنامج التوعوي الذي يقدمه مركز (الخرطوم) للعناية بالثدي خلال شهر أكتوبر الجاري باعتباره الشهر العالمي لمكافحة سرطان الثدي. وبدا واضحاً أن قسم المناشط والفعاليات، بقيادة اللطيفة (نون عاصم)، قد اختار المدعوين بعناية فائقه تتناسب مع الحجم المطلوب لنشر الوعي اللازم والتعريف بالمرض إعلامياً. كما أن الشراكة الذكية بين الطرفين أكدت على إيمانهم المطلق بضرورة إدخال الإعلام كشريك ثالث وأصيل يجب على صناع الرأي فيه الخضوع لتجربة المعرفه الذاتيه أولاً. وقد كان. فالشاهد أننا جميعاً – كإعلاميات- شعرنا بالحجم الحقيقي للخطر وضرورة التعريف به للدرجة التي جعلتنا نخرج من تلك المحاضرة الشاملة كرساليين يحملون هدفاً واحداً ألا وهو كيفية معاونة كل السيدات على المحافظة على حياتهن. { ونحمد الله على أن السنوات الأخيرة قد شهدت وعياً نسبياً بسرطان الثدي, وإذا كان السرطان عموماً يعد من أهم أسباب الوفاة عالمياً فإن سرطان الثدي يشكل حوالى 12% من النسبة الكلية للإصابة. غير أن البشرى السارة تتمثل في إمكانية علاجه تماماً والشفاء الكامل منه حالما تم اكتشافه مبكراً وتمت الاستعانة بالطبيب المختص. فعلاج سرطان الثدي الآن بات متوفراً.. ومحاربته ممكنة.. والقضاء عليه يسير، فقط يتطلب منا الإسراع والإرادة, لا مجال معه للمماطلة والتسويف.. ولا بد من محاربة مفاهيمنا الاجتماعية العقيمة التى لا تزال تعرف السرطان على أنه (المرض الكعب) وتخشى حتى من ذكر اسمه والتعامل الصريح معه, حتى إذا ما شعرت به إحدانا لا قدر الله تجدها تركن للإحساس بسطوة الموت وتخبئ ما بها وتخشى من معاودة الطبيب وكأنما السعي وراء العلاج يجلب الداء أو يعمد لمفاقمته!! { لا يا سيدتي العزيزة.. لا تتركي نفسك للجهل وضعف الإيمان.. ولا تستسلمي لمفاهيمنا البالية, وأعلمي أن اكتشاف المرض والإبلاغ عنه هو أكبر خطوه نحو الشفاء.. وليست كل الأورام بالضرورة خبيثة, ولكن علينا أن نحتاط لكل الاحتمالات, لا تجتهدي فى التشخيص الذاتي ولكن يمكنك إجراء الكشف الشهري كدليل على وعيك وواجبك تجاه نفسك. وأعلمي أن هناك بعض التغيرات الطبيعية التى يتعرض لها الثدي بسبب الحيض, والحمل والرضاعة, وبلوغ سن اليأس وهي قطعاً تغيرات معتادة لا تتجاوز في العاده بعض الوخز وتغييراً طفيفاً فى الحجم. أما التغيرات التى يجب الوقوف عندها ووضعها في اعتبارات الإصابة بالمرض لا قدر الله, فيمكن حصرها فى الآتي:( احمرار وسخونة الثدي- وجود إفرازات غريبة بألوان مختلفة- انغراس الحلمة إلى الداخل- وجود ما يشبه النونات في محيط الثدي - تغيير واضح فى الحجم أو في الشكل، إذ يصبح جلد الثدي أشبه ما يكون بجدار البرتقالة- ظهور حبة عند التحسس).. ونواصل غداً بإذن الله. { تلويح: الوعي الكامل والاكتشاف المبكر يمثلان نصف الطريق نحو الشفاء.. حمانا الله وإياكم.