{ مواصلةً لما بدأناه البارحة حول كيفية المحافظة على حياتنا كسيدات ضد سرطان الثدي الذي يعد من أكبر الأسباب المؤدية للوفاة فى زماننا هذا, نؤكد أولاً أن احتمالات الإصابة ليست قاصرة على النساء فحسب، بل إن معدل الإصابة بين الرجال يتراوح ما بين 1-4% من إجمالي الإصابات السنوية. وكنا قد توقفنا عند الأعراض غير الطبيعية التي تصيب الثدي وتشكل أحد المؤشرات القوية على الإصابة بالمرض. ومن ثم يأخذنا الحديث إلى عوامل الزيادة النسبية لاحتمالات الإصابة، والتي تتمثل في: (تقدم العمر لدى السيدات، فالإصابة محتملة بنسبة كبيرة من ال40 فما فوق – مجرد كونك أنثى فى الجنس البشري بحد ذاته عامل من العوامل الأساسية – الحيض فى سن مبكرة وهى حالات نادرة الحدوث ولكنها موجودة – كبر السن عند الولادة الأولى بسبب تأخر الزواج أو لأسباب أخرى عديدة – عدم الإنجاب – التاريخ الشخصي مع سرطان الثدي بمعنى أن الإصابة به فى جانب تزيد احتمال الإصابة مرة أخرى – التدخين والكحول – الوراثة من جهة الأم في ما تحت الأربعين – تناول هرمونات الإستروجين والبروجسترون بكثرة وكمثال عليها حبوب منع الحمل عن طريق الفم – البشرة البيضاء –زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث – عدم الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية – عدم الالتزام بتناول الغذاء الصحي المتمثل في الخضر والفاكهة – الضغوط النفسية الحياتية اليومية فى البيت والعمل).. { إذن.. سرطان الثدي يحاصرنا من كل جانب.. غير أن تطور وسائل علاجه والحرص على بدء العلاج المبكر والتعامل معه باهتمام تقلل معدل الخطر.. وهذا يتطلب تعميم الوعي به والتعريف بكيفية الفحص الشهري الذي يجب أن تقوم به كل سيدة، لا سيما بعد الدورة بعدة أيام، على أن يصبح ذلك تاريخاً شهرياً ثابتاً للكشف دون أن يتحول الأمر لوسواس يسيطر على حياتك فيحيلها إلى جحيم, ففي الغالب تكون الحلات المكتشفة حميدة ولكن علينا دائماً التأكد من ذلك عبر الطبيب وبعيداً عن الاجتهادات الشخصية. { الجدير بالذكر أن طريقة الحياة العصرية قد رفعت معدلات الإصابة, غير أنه والحمد لله يقابل ذلك ارتفاع فى معدل الوعي بعيداً عن الكتمان والتعامل مع المرض كعيب يستوجب السترة. ولا بد لجميع الأطراف من التعامل بهذا الحس الإنساني مع المريضة، فالجانب المعنوي له دور كبير في تيسير رحلة العلاج, ويؤسفني كثيراً أن أسمع عن أزواج قد هجروا زوجاتهم بسبب الإصابة.. أو عن فتيات منبوذات من المجتمع لذات السبب! رغم أن المرض لا علاقة له بالنشاط البشري أو الإنجاب.. وكم من مصابات شفين وعشن سنوات عديدة بكامل عافيتهن وتزوجن وأنجبن والحمد لله. بالإضافه إلى أن معظم الحالات تكون فى الغالب عبارة عن أكياس دهنية أو تكتلات وأورام ليفية أو التهابات موضعية أو إصابات قديمة بالثدي لا علاقة لها بالمرض. وأتمنى على كل رجل وقع بين يديه هذا المقال أن يبادر لتوعية أمه أو أخته أو زوجته بما ورد فيه وبكل الحب والاهتمام فالمرض بيد الله وحده لا يد لأحد فيه. { وتنصح د. (لينا شمبول) مشرف التوعية الصحية بمركز (الخرطوم) للعناية بالثدي، جميع السيدات عند إجراء الفحص المنزلي الشهري بالبحث عن الطبيعي أولاً، لأن غير الطبيعي حالما وضعناه فى عقلنا الباطن وجدناه. وعليهن – عند اكتشاف غير الطبيعي- التوجه فوراً للطبيب الذي بدوره سيقوم بإجراء تقييم ثلاثي للحالة ويوصي من هن فوق الأربعين بالخضوع للكشف بأشعة (الماموقرام) السينية التى تساعد على اكتشاف المرض مبكراً وتوضح الأورام الصغيرة وغير المحسوسة، والتي يجب على كل سيدة فوق سن الأربعين الخضوع لها كل عامين على الأقل. أما الفتيات الصغيرات فمطالبات بإجراء فحص سريري، وموجات صوتية، وفحص معملي للأنسجة. والقاعدة الطبية تقول إن معظم تغيرات الثدي طبيعية، ولا تدل على الإصابة بالسرطان ولكن علينا معرفة سبب التغيير والعمل على المحافظة على حياتنا.. مع أمنياتي بدوام العافية. { تلويح: وددت حقاً لو كان بإمكان كل السيدات حضور المحاضرة القيمة التى ألقتها علينا – معشر الإعلاميات- د. (لينا) إبان الزيارة الكريمة التي نظمتها لنا شركة (زين) للمركز ونحاول هنا تقديم ما يلزم من توعية وتعريف، لا سيما وأن أكتوبر هو الشهر العالمي لمكافحة سرطان الثدي...فهلا تطوعتم؟!