{ السيدة الأستاذة إنعام عامر، الصحفية بالأهرام اليوم، وحرم الأستاذ شمس الهدى إبراهيم، لا تفتأ ترفد المكتبة السودانية بكل جديد من جهد مقدر في التوثيق لقضايا غاية في الأهمية للحياة السودانية. { ومن هذه الإضافات، كتابها الأخير، عن الموساد في السودان، الذي قامت فيه ببحث جذور وجود الموساد الإسرائيلي منذ إنشائه وحتى اليوم بصورة دقيقة جداً. { وبطريقتها الاستقصائية، وهي ماهرة جداً فيها، وهي طريقة مطلوبة لإعداد التحقيقات والاستطلاعات والتقارير الصحفية، وقد أرست صحيفة الأهرام اليوم، قواعد راكزة لها عبر ثالوثها المجتهد إنعام وزواهر الصديق ونهال خالد. { وبهذه الطريقة الاستقصائية استطاعت أن تسوق معلومات غاية في الأهمية عن علاقة الموساد بالسودان وهي معلومات لا يمكن العبور عليها دون الوقوف عندها لأهميتها. { وقد اتسم طرحها لهذه المعلومات بجرأة تحسد عليها، خصوصاً المعلومات التي أوردتها عن أحد الأحزاب العريقة وكيفية ارتباطه بجهاز الموساد!! { بل ورسمت طريقاً واضحاً للعلاقة بين حزب أيديولوجي وجهاز الموساد، وهي علاقة معروفة جداً، خصوصاً الأساس الذي قامت عليه الدويلة المحتلة، والأفكار الهدامة التي نهض عليها الحزب العجوز. { ومن عادتي في القراءة أن أتناول أكثر من موضوع وأكثر من كتاب وهي عادة عرفت عني ولكن كتاب إنعام عامر عن الموساد استوقفني (لعصرية) كاملة، ظللت لا أفارقه حتى آخر صفحاته. { الكتاب جهد أكثر من مقدر والتزم بالمنهج العلمي للبحث خصوصاً في إيراد مراجع البحث، ونقطة ضعفه التي أهملتها إنعام هي الركون إلى مدقق لغوي يستطيع أن يقوم الإعوجاج. ودمتم