{ كنت قد حدثتكم الأسبوع المنصرم عن بعض الرسامين لمرة واحدة. واليوم أحدثكم عن (شعراء الواحدة)، وما قاد إلى ذلك هو اتصال من أحد الزملاء الأعزاء الذي طلب مني ذكر باقي القصص عملاً بمبدأ الأمانة الصحفية، وأيضا بقول الأغنية: لما تحكي ذكرياتنا كنت تحكيها بأمانة والحكاية تعود أيضاً لسني الدراسة الجامعية الأولى، حيث كانت إحدى الزميلات لها أخت (يعني).. ليست في غاية الجمال والروعة، لكن لها حضور وخفة ظل تجعل الطلاب ينجذبون إليها مثل المغنطيس.. وكان من ضمنهم أحد الزملاء الذي هو الآن أستاذ في طب الأطفال، وطبعاً نحجم عن ذكر الاسم نسبة ل (المهددات الأمنية) داخل حياته الزوجية..! { المهم في الأمر أنه قد بلغ من الوجد والهيام مبلغاً عظيماً، حتى خشينا عليه من أن (يروح فيها)، واقترحنا عليه التعبير عن ما في دواخله حتى لا يقضى كمداً، فقال لنا إنه يرغب في كتابة قصيدة..!! وضحكنا جميعا لعلمنا علم اليقين أن علاقة شاعرنا بالشعر مثل علاقة (أبوالدرداق) ب (القمرة)، وحاولنا إثناءه عن ذلك، لخوفنا على الذوق العام..!! وحتي لا يغضب منا الخليل بن احمد الفراهيدي.. الذي لو علم نية صديقنا في كتابة الشعر لأصابته نوبة قلبية وهو في قبره..! { وكم كنا مندهشين بعد أن (ضربنا البوش الماخمجان) صبيحة اليوم التالي.. حيث وقف وأنشد: القاكي وين ؟ وين زيك انتي بيتلقي وزمن الشقا الرابطني بيك خلاني في حبك شقي.. خلاني اكتب في النظم والأصلوا ليك ما بنتهي.. خلاني في دربك صنم راجيكي لو في يوم تجي.. الجامعة بيك بتحتفل والقاعة بيكي بتزدهي.. و(اللاب) معاكي بكون غنا و(المين) معاكي بكون حكي.. ما شايفة كيف أشواقي ليك أو كان أقلوا بتسمعيٍ..ٍ لوكلموك أنا جد هويتك يا ملاك بس بالصراحة بستحي.. { والقصيدة طويلة، وقد حفظناها لجمالها وإحساسها، ولكن الغريب أنه بعد أن قال تلك القصيدة العصماء صمت (صمت القبور) وكأنه قد أدركه الصباح فسكت مثلما سكتت شهرزاد في حكاويها لزوجها (المثير للجدل) شهريار.. الذي (قطع قلبها) بالقصص، ولكن صاحبنا قالها مرة واحدة وإلى الآن..! { الطريف أن الموضوع بعد أن (طرشق)، وكما هي العادة في معظم قصص الحب السودانية الأصيلة, اقتنع زميلنا بالزواج حسب نظرية (غطي قدحك) لصاحبتها (البصيرة ام حمد)..!! وبعدها حاول التخلص من (مستند الاتهام) وذلك بإهدائه إليَّ، ولكن (أخوكم) كان (مفتح) في عدم قبول مثل هذه (القنابل ) التي تجعل الحياة الزوجية أشبه ببغداد عندما غزتها جيوش المغول..!