اتجهت الصحافة الفنية بكل ثقلها إلى الرياضة في بادرة غير مسبوقة، تجعلنا نتساءل لماذا يهاجر الكاتب الفني إلى الرياضة؟ هل الوسط الفني أصبح طارداً لهذه الدرجة، أم أن المجال الرياضي أصبح جاذباً وبراقاً؟ وحتى نستطيع الإجابة عن هذا السؤال، نعتقد أن الصحافي الشامل الذي يكتب في الرياضة والفن والسياسة هو المنهج القويم في إضافة ثقافات ثرة إلى مرجعيته. ولكن مبدأ التخصص هو الذي ينظم متطلبات العمل بصورة مطلقة لأن الإبحار في عمق واحد يجنِّبك كثيراً من التخبط ويجعلك تصل بسهولة إلى الأهداف. أنا لا أريد أن أقول إن الإزدواجية تشتت الأفكار، ولكن توحيد الاتجاه والوحدة الموضوعية هي التي تضيف للقارئ أكثر مما تضيف للصحافي. والرياضة في السودان باتت في حكم المشاع بل أصبحت اللعبة الشعبية في السودان ويكاد 80% من الشعب السوداني واهتماماته رياضية بحتة يشجع الأندية السودانية ويتفرج على الدوريات الأوروبية والعربية والإفريقية، بمعنى أن الحصيلة الرياضية تكون موجودة لأي مواطن ناهيك عن كاتب صحافي.. الكتابات الرياضية من قبل صحافيين فنيين.. هي تكون خصماً على الفن وإضافة للرياضة.. لأن الأسلوب الفني في كتابة العمود الصحافي واضح تماماً.. فارتفع نسق الكتابة في الرياضة التي بدأت تحتشد بالأدب والشعر والثقافة.. وربما هذا الشكل يرقى بمستوى الذوق العام للمشجع العادي.. هنالك نماذج كثيرة نوردها ومازلنا نبحث عن إجابات للأسئلة في العمود أعلاه.. ومن الزملاء الأعزاء الذين ولجوا مجال الرياضة من جوانب أخرى مثل عبد اللطيف البوني، وكمال حامد، صلاح التوم من الله، أبو شنب، ود الشريف، عبد المولى الصديق، داؤود مصطفى، محمد عبد الماجد، علي همشري، أمير عبدالماجد، هيثم كابو، مبارك البلال، محمد الطيب الأمين، معاوية الجاك. هيثم صديق. طلال مدثر، محمد الأمين نور الدائم ، بابكر سلك، خليفة حسن بلة، عمر علي عبد الله، عبد المنعم مختار. والقائمة تطول.. حقيقة نحن مازلنا متمسكين بالفن كرسالة سامية.. ونخاف أن نفتقد القضية يوماً ما، فنجدها مجرد ذكرى منسية فيهاجر أصحاب الأقلام الرصينة إلى الإستادات ومشاكل الإداريين.. وجوقة المشجعين، فتضيع لغتهم الجميلة في لحظة (تسلُّل) مكشوف وتموت ملامح جيل كامل ترك اللغة الرصينة المعتَّقة وتحوَّل (بقدرة قادر) إلى كاتب يكتب بلغة المشجعين.