{ قرَّر السودان - حسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجيَّة - منع السفن المحمَّلة بنفط جمهوريَّة (جنوب السوان) من عبور ميناء بورتسودان، حيث تقبع حوالي (4) سفن بين المياه (الدوليَّة) و(الإقليميَّة) للسودان. { سياسة (منع) ناقلات النفط من (الدخول) أو (الخروج) من ميناء بورتسودان، ليس هو (الحل) لأزمة (الرسوم) التي تطالب بها حكومة السودان، شقيقتها دولة (جنوب السودان)! قد تكون وسيلة ضغط، وقد لا يجدي مثل هذا الأسلوب، خاصة وأنَّ حكومتنا تتعامل مع دولة، ليست لديها التزامات حقيقيَّة ومباشرة تجاه شعبها لتقديم الاحتياجات الأساسيَّة للإنسان، دعك من مستلزمات الرفاهيَّة الأخرى. { فحكام الجنوب ما زالوا يخدِّرون شعبهم المنتشر بين الغابات، وداخل مدن وقرى بدائيَّة، بأنَّ دولتهم ما زالت تبحث عن بداية الطريق، وأنهم ما زالوا يناضلون (من ذات الغابة) ويقاتلون المستعمرين (الشماليين)، من أجل الحصول على حقوق الدولة المسلوبة بواسطة (الشمال)!! ولا أدلَّ على ذلك من احتجاز (الشمال) لبواخرالنفط الراسية في ميناء بورتسودان !! { صحيح أن الطبقة المتعلمة والمستنيرة - وهي طبقة محدودة ومُسيَّسة وغالبها مستفيد من حكم الحركة الشعبيَّة - تعلم جيداً أن قيادة الحركة تدير الجنوب (الدولة)، تماماً كما كانت تدير الحرب في الغابة على طريقة (العصابات)!! وأنَّها غير مبالية - البتة - بمعاناة الشعب الجائع والمريض والمفزوع من دوي قنابل (الصراع القبلي) المسلح الذي انفجر منذ شهور. { حكومة الجنوب تسعى إلى مقايضة منطقة «أبيي» بالنفط..!! وقالها «باقان أموم» و«دينق ألور»، صراحة، أكثر من مرة..!! { سياسة (الابتزاز) و(المقايضات) غير مناسبة في هذاالمقام، ولا ينبغي أن يلجأ إليها (حكام) دولة يحترمون شعبهم، ويجتهدون في تحقيق مطالبه العادلة في حياة كريمة، وآمنة مستقرة. { وبالمقابل، فإنَّ أيَّ حديث أهوج في (الشمال)، يطالب باحتلال (الجنوب)، أو التدخُّل في شؤونه (الداخليَّة) لإشعال الثورة فيه، إنَّما هو تطرُّف أرعن، لا يمثل شعب السودان الواعي والحكيم. { قبل مفاوضات أديس أبابا القادمة أو خلالها، تحتاج رئاسة الجمهوريَّة أن تبعث بموفد رئاسي إلى «جوبا» لإبلاغها بضرورة (التفريق) بين الأجندة، والملفات، فالبترول لا علاقة له بنزاع «أبيي»، وتجارة الحدود لا علاقة لها بترسيم الحدود، ما دامت (النقاط) الأمنيَّة موجودة الآن، و(البوابات) مغلقة في وجه البضائع والسلع. { لماذا تضع حكومتنا كل ثقتها في لجنة الوساطة الأفريقيَّة العليا؟ ما هو الخير الذي جلبته لشعبنا هذه (الوساطات) من (مشاكوس) إلى (نيفاشا) إلى (أديس أبابا) أو (نيفاشا «2» - المضروبة - اتفاق «نافع» - «عقار»)؟! { الأفضل، والأسلم أن تفاوضوا (الجنوبيين) مباشرة، ليبقى دور (الوسطاء) حضور حفل التوقيع والشهادة على الاتفاق.