في خطوة مفاجئة وتصريحات متحاملة على الرئيس عمر البشير، وجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس (الأربعاء) اتهامات ضد البشير بالعمل على تقويض دولة جنوب السودان، مؤكدة عزمها على دراسة سبل تشديد الضغط عليه. وتأتي تصريحات كلنتون كخطوة استباقية لتعامل مجلس الأمن مع شكوى السودان حول اعتداءات حكومة الجنوب على ولاية جنوب كردفان. وقالت كلينتون أمام مجلس النواب الأميركي: سندرس بالتأكيد وسائل زيادة الضغوط على الخرطوم وعلى البشير شخصيا. وقالت: يجب أن يكون هناك اتفاق أيضاً على إنجاز اتفاق السلام وإنهاء الخلافات الحدودية والخلافات على النفط، وهذا سيكون بالغ الصعوبة. وخلصت كلينتون إلى القول: إننا ندعم العملية التي يقوم بها الآن الاتحاد الافريقي في أديس أبابا، لكنها لم تحرز على ما يبدو تقدما كبيرا حتى الآن. كما تعتبر تصريحات كلينتون متناقضة مع جهود الرئيس البشير لمعالجة الأزمة مع دولة الجنوب، فقد انخرطت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في جمهورية جنوب السودان هيلدا جونسون في محادثات مع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ووزارة الخارجية ببيت الضيافة بالخرطوم أمس الأربعاء لإيجاد حلول لقضايا التجارة والسماح لمواطني البلدين على الحدود بالتحرك بدون قيود وفقا للعلاقات والمصالح التي تربط المجموعات السكانية الحدودية. وأعلنت الأممالمتحدة في الجنوب في بيان لها حصلت عليه (الأهرام اليوم) عن مساع لجونسون لمساعدة البلدين للتوصل إلى تسوية وحملهما على الاستمرار في التفاوض في القضايا المتبقية في اتفاق نيفاشا بعد الانفصال، وكشفت الحكومة عن ترتيبات تجريها بمساعدة بعثة الأممالمتحدة في الجنوب لاستخراج وثائق لأبناء دولة جنوب السودان الموجودين في السودان تمهيدا لعودتهم إلى بلادهم، أو تقنين إقامتهم في السودان. وطالبت جونسون حكومة السودان خلال لقائها رئيس الجمهورية ومسؤولين بالخارجية بالنظر بعين الاعتبار للأوضاع إلى رعايا دولة الجنوب في السودان حال لم تتمكن أعداد منهم من استكمال استخراج أوراقهم الهجرية حتى حلول الأجل المحدد في التاسع من أبريل القادم، وشددت جونسون في تصريحات صحفية لها على ضرورة عودة الجنوبيين إلى مناطقهم بطريقة سليمة واتخاذ خطوات أخرى تسهم في استتباب الأمن والاستقرار بالمنطقة، وقالت إنها جاءت لمقابلة البشير والمسؤولين في الحكومة السودانية لبحث قضايا تتعلق بمهمتها في الجنوب، وأكدت أنها وجدت تفهماً من الرئيس لقضايا وملفات التجارة وعودة الجنوبيين، وبحث وكيل الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان مع جونسون التطورات الأخيرة في علاقات البلدين، وحذرت المسؤولة الأممية من أن يؤدي التوتر الحادث في علاقات الخرطوم وجوبا إلى جرهما إلى مواجهة مباشرة، وأبلغت مصادر (الأهرام اليوم) أن جونسون ناقشت أزمة ترحيل معدات وحاويات لبعثة (يوناميس) إلى الجنوب متوقفة في كوستي بسبب حجز الجنوب لجرارات النقل، وأكدت ذات المصادر أن جونسون جاءت للاستعانة بالخرطوم في إيجاد حل للمشكلة، وأكدت المصادر إحاطة هيلدا مجلس الأمن في الخامس عشر من مارس الحالي بالأوضاع في جنوب السودان. وأعلنت الحكومة حسب المتحدث باسم الخارجية السفير العبيد مروح أن جونسون هدفت من الزيارة إلى الوقوف على رؤية السودان حول القضايا وما يحدث في الجنوب والإسهام بأفكار في دفع العلاقات بين الخرطوم وجوبا وتسهيل انسياب التجارة والعلاقات بين البلدين باعتبار أنها قضية مفتاحية لتواصل البلدين.