أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أمس الجمعة مغادرة (60) عربة قطار تقل (1400) جنوبي من الخرطوم متوجهة إلى مدينتي (أويل) و(واو) في جنوب السودان في رحلة تستغرق (10) أيام. وقال المتحدث الإعلامي باسم المنظمة جان فيليب شوزي في مؤتمر صحافي إن «هذا هو أول قطار يغادر الخرطوم منذ توقيع حكومتي السودان وجنوب السودان مذكرة تفاهم في فبراير الماضي وضعت الخطوط العريضة لعملية عودة طوعية وآمنة وكريمة». وأوضح أن هناك أكثر من نصف مليون شخص من جنوب السودان يقيمون في جمهورية السودان وأمامهم الفرصة إما لطلب مغادرة البلاد بحلول مطلع الشهر المقبل أو السعي إلى تنظيم وضع إقامتهم. وأشار إلى وجود توقعات بأن الأغلبية قد تختار العودة في نهاية المطاف إلى جنوب السودان لاسيما بعد إعلان استقلال البلاد في يوليو من العام الماضي. وقال شوزي إن معظم ركاب هذا القطار ممن يعيشون في مناطق مفتوحة في جميع أنحاء الخرطوم لأكثر من عام وكانوا في انتظار وسائل النقل المدعومة لنقلهم إلى جنوب السودان. وأوضح أن المنظمة الدولية للهجرة أسهمت في دعم العائدين الذين تقطعت بهم السبل في (كوستي) وعملت على توفير الدعم لهم في شكل محدود مثل النقل والمأوى والمواد غير الغذائية الأساسية وسيتم توفير الرعاية للعائدين مع الغذاء والماء والخدمات الطبية خلال رحلتهم بالكامل. يذكر أن المنظمة الدولية للهجرة نظمت في نوفمبر الماضي بالتعاون مع الحكومة السودانية رحلة قطار إلى الجنوب وعلى متنه (2400) شخص من الراغبين في العودة إلى جنوب السودان. ودعمت المنظمة تسهيل حركة العودة الطوعية لنحو (23) ألفا من مواطني جنوب السودان الذين تقطعت بهم سبل العودة من جمهورية السودان إلى ديارهم في جمهورية الجنوب إلى جانب دعمها (16500) عائد آخرين تقطعت بهم السبل داخل جنوب السودان. وترى المنظمة أن التحدي الرئيس في حركة العائدين هو كمية الأمتعة الكبيرة للغاية إذ حرص الجنوبيون على نقل كل شيء بما في ذلك مواد البناء والأدوات المنزلية والشخصية اللازمة لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم في الجنوب. وأكدت المنظمة أنها ستواصل عمليات النقل الجوي إلى مدن (واو) و(أويل) و(جوبا) لاسيما للأفراد من ذوي الإمكانيات الضعيفة للغاية مثل المسنين والمعوقين والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية خطيرة والذين لا يتحملون السفر بالقطار. وتعمل المنظمة الدولية للهجرة مع حكومة البلدين والمنظمات الدولية ذات الصلة لوضع خطة تنفيذية لإدارة عملية العودة على نطاق واسع والدعوة إلى تمديد الموعد النهائي لمغادرة الجنوبيين إلى ما بعد 8 أبريل.