لفت انتباهي تخلف رئيس بعثة السودان المشاركة في بطولة ألعاب القوى المقامة بتركيا لسبب واه ومؤسف للغاية وهو تأخر تحويل العملة الصعبة للوفد حتى يتمكن من الصرف والإنفاق على المشاركة كما تخلف البطل السوداني إسماعيل لمدة يوم بسبب خطأ في التأشيرة كما قالت إحدى الصحف. يحز في النفس وتتقطع نياط القلب ونظرة الدولة للرياضة تصل لهذا الحد المؤسف والدرك السحيق من اللا مبالاة والإهمال وعدم الاهتمام. أم أن القصور إداري من الاتحاد المعني باعتباره لم يتحرك في الوقت المناسب لتأمين التاشيرة ومن ثم البحث عن الدولارات. نعلم نظرة المالية وبيروقراطيتها وصعوبة استخراج التصديقات خاصة التي تتعلق بالرياضة وكم عانى الاتحاد السوداني وشكت المنتخبات الوطنية لطوب الأرض. ولا نعفي طبعا الاتحاد المذكور الذي كان يتوجب عليه ملاحقة الأتراك لإرسال التأشيرة واستلام خطاب من وزارة الرياضة لوزارة المالية للحصول على التحويل المطلوب. إنه لأمر مؤسف في حق السودان أن يكون المال والضوابط المعلنة على العملات الصعبة سببا في تأخير بعثة رسمية. وهل تتباطأ وزارة المالية أو بنك السودان أو الجهات ذات الصلة إذا كان المغادر وفدا من الساسة للمؤتمرات والمفاوضات التي لا تنتهي ولم نرث منها إلا الخسائر والضعف. أما ما يجرح الفؤاد أكثر فهو ذهاب أربعة إداريين لمرافقة لاعبين فقط، فقط اثنان منهم غادرا برفقة لاعب واحد وتخلف رئيس الوفد لملاحقة الدولارات حتى اللاعب الثاني وصل إسطنبول برفقة مدربه من مقر إقامته بلندن ولا أعتقد أنه واجه مشكلة تحويل هناك. ووزارة الرياضة تصر على مرافقتها لكل البعثات الرياضية وقد سمت مندوبا منها لرحلة تركيا سافر فعلا دون أن يتابع أزمة التحويل ونعتقد أن مهمة مندوب الوزارة الحقيقية تتمثل في الترتيب لسفر الوفود والاطمئنان على التأشيرات والحجوزات ومراقبة الأداء العام وحسن تمثيل السودان والالتزام بالضوابط واللوائح المنظمة للمناشط. أربعة إداريين يرافقون لاعبين فقط.. ما هي الضرورة؟ أفيدونا. قرر الاتحاد السوداني اللجوء للمحاكم ومجلس الصحافة لإيقاف الهجوم الذي يعتقد أنه فات الحد. أخطأ الاتحاد في حق المنافسة والأندية وهنالك بعض الأقلام الجانحة التي تحتاج الردع. ولكن من يحاسب الاتحاد على أخطائه المكررة وآخرها التنازل عن صلاحياته للجنة الأستاذ ود الشيخ وكما هو معلوم فإن تحديد الشركة الناقلة للممتاز من صميم اختصاصات الاتحاد ولكنه تحت الضغط رضخ لقوة القمة واختار الالتفاف على مطالبها بتشكيل لجنة الأجاويد حتى تتنازل القمة وتبدي بعضا من المرونة حتى لا ينكشف الاتحاد أمام بقية الفرق. والدليل على فشل الاتحاد في إدارة النشاط أنه وحتى بداية مباريات الأسبوع الثالث للمنافسة الأولى لم تتحدد الجهة الناقلة للمباريات وقد فشل في التعاقد مع أية قناة لبث المنافسة. ولو كانت هياكل الاتحاد تدير الأمور كما ينبغي لفرغ جزءا منها لملف التلفزة والرعاية ولكنه مستفيد من استمرار الأوضاع كما كانت عليه في المواسم السابقة قبل أن تفاجئه القمة بصوت عال وحيثيات قوية ومقنعة قلبت عليه الطاولة وهو ما لم يكن في حسبانه. نعتقد أن الرعاية والتلفزة والأنصبة لا تقل أهمية عن البرمجة وتأهيل الحكام والمدربين وتفتيش ملاعب الممتاز. والمنافسات تكتسب قوتها وشعبيتها وتجذب اهتمام الفضائيات من واقع جماهيرتها والتلفزة تقرر إلى حد بعيد حضور الجماهير. نعتقد أن دوامة الأحداث سرقت الاتحاد عن الاهتمام بالممتاز والترتيب لانطلاقته. وليس عيبا أن يراجع طريقة إدارته لملفاته المهمة. وعلى الاتحاد تقوية فرق الممتاز والابتعاد عن سعيه الدائم لإضعافها وإخراجها عن التحالف القوي الذي يدافع عن حقوقه ويسترد له المكاسب ويرفض الظلم. نعلم أن الاتحاد يدير النشاط في دولة بحجم القارة ولكن كل هذا الحراك الذي تشهده الملاعب والميادين يصب في الممتاز وتحديدا في الفرق التي تحمل اسم السودان للمشاركة الخارجية ومن باب أولى أن تجد الرعاية والاهتمام والإنصاف وتقليل نصيب الاتحاد نظرا للصرف العالي الذي تضطلع به الإدارات حتى بات النشاط الرياضي طاردا على مستوى الأندية جاذبا ومريحا في الاتحادات.