{ أعود اليوم لمعانقة القراء بعد غياب طويل دام شهراً كاملاً في مصر المحروسة (أم الدنيا).. تلك المدينة التي تربطني بها روابط وجدانية عميقة وهي في دواخلي واحات من الضوع.. والضوء.. والجمال! القاهرة هي الذكريات والفن والجمال والحب.. وهي العذراء التي تلوي أعناق الرجاء عنوة واعتداداً.. ثم هي سحائب الربيع والأمطار الراعدة بالعطاء والنماء..! والقاهرة هي الأصدقاء والأحبة والأوجه النبيلة والجميلة معاً.. وهي الدواخل المضادة والخوارج المزدانة وهيئة الحسن ومواعيد الغد..! وهي التي تنام على بريق الأضواء وتصحو مع سناءات الفجر باسمة تضج بالحياة.. حفلت هذه الرحلة بزيارات ولقاءات مثيرة مع نجوم الدراما المصرية أبرزهم الممثل الكبير أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين والمخرج الأول خالد يوسف ونجم الشاشة كمال أبورية والفتى الوسيم محمد رياض والدلوعة شيرين والمتألقة دوماً منال سلامة.. وسوف ننشر هذه الحوارات تباعاً وموعدكم معنا في حوارات ساخنة وخبطات صحافية والكثير من المفاجآت في الأعداد القادمة إن شاء الله. وفي مدينة القاهرة ونحن نمنح أنفسنا فرصة لانعكاسات الشوق والحنين..إذ نعى إلينا الناعي نبأ رحيل الفنان الموسيقار العملاق محمد وردي.. صاحب أيقونة (الحزن القديم) ورحلة عصافير الخريف في موسم الشوق الحلو) و(جميلة ومستحيلة). وشاهدنا في عيون المصريين هالات الحزن تملأ قلوبهم بالأنين والعزاء. وأذكر أن الفنان محمد رياض قال والشجن يملأ ما بين عينيه، إن الفنان وردي .. فنان سوداني كبير..وفقده يمثل صدمة كبيرة لأبناء الوادي لا تقل عن صدمة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ. ورحل وردي مع تباشير الأمسيات وسافر مع النجيمات البعيدة رغم المستحيل ونور العين.. وعند عودتي للسودان وأنا أستشف هالات الوجع على رحيل العباقرة.. إذ باغتني رحيل الشاعر الغنائي عبد الله شرفي.. وفي أجندتي آخر حوار أجريته معه قبيل مغادرتي للقاهرة وهو طريح الفراش بمنزله، وقبيل أن يغادر صرخ في القلوب مكابدة وهو يقول: بعد دا كلو كمان بتشكي ما كفاية الشفتو منك والله أكتر من ببكي عدت وأنا اقتسم لهفة المواعيد خوفاً والتياعاً.. عدت ولم يبارحني الحزن وأنا أتحسس خطواتي الثقيلة.. ولكن أملي أن أطل على كل من افتقدني.. وأقدم آيات العشم مملوءة بالترحاب والوفاء.. فأهلاً بكم