مسجونة الأرض صارت في ظلمة مضيئة من كثر ما أسرفنا كبشر في استخدام الضوء الناتج عن الكهرباء وملحقاتها، فاستطعنا بقدرة الاستهلاك تلك أن نحرق مخزونها الإستراتيجي للطاقة، بل ونغير في مناخها - شكراً للصحفية النابهة (حنان كشّة) بصحيفة السوداني، حيث كتبت كيف يتغير الجو في وقت تسترق الصفحات السمع لأنباء الحريات الأربعة! - والأرض على عرش الحياة متربعة في مجرة لا تصلح معظم كواكبها للحياة، يسكنها البشر فيخربونها بكل ما صنع الله فيها من حياة وتساهيل رزق وحيوان ونبات، لصالح إرضاء غرورهم الإنساني إن لم يكن بالحرب المدمرة في الأساس، فبسوء الاستخدام والاستهلاك للطاقة الذاتية فيها أو المستنبطة منها، ونصل بها كبشر إلى المنطقة الخطرة، والحرجة التي تستلزم أن نتنبه لكيفية معيشتنا. وهذا ما جعل الصندوق العالمي للطبيعة والناشطين والمنظمات والأمم المتحدة تحقق في الطرائق الأفضل للحياة على وجه الأرض، وأقصر الطرق إلى قلب موزاين التغييرات المناخية، بتقليل الاستهلاك. والاستهلال الجميل لفكرة (ساعة الأرض)، هو بأن نعمل جميعاً، في مواجهة عوامل تغير المناخ. فصارت كحدث من أكبر الأحداث البيئية العالمية، حيث يقوم الناس في الساعة الخامسة والنصف مساءً - تقريباً - بالتوقيت العالمي، اليوم السبت آخر أيام شهر مارس، وفي مختلف أرجاء الكرة الأرضية بإطفاء الأضواء الكهربائية لمدة ساعة واحدة تكون بمثابة نداء ودعوة للشعوب بالتحرك، وإظهار المسؤولية تجاه المستقبل. والمستقبِل للرسالة على مواقع التواصل الاجتماعي قد يفكر للحظة أن الإنترنت كمستهلك أول للطاقة الكهربائية هو في حد ذاته أحد المبذرين للطاقة! فينشر المناهضون لفكرة (ساعة الأرض) تعبير أنها غير نيّرة لأن الوسيلة المستخدمة لنشرها تنتج حصتها من ثاني أكسيد الكربون، وتعتبر أكثر مستهلك للطاقة الكهربائية! الكهرباء ضرورية للحياة لا شك. وكلما تطورت الحياة زاد الشغف والولع بالرفاهية المرتبطة بالطاقة الكهربائية بالتحكمات عن بعد الكثيرة منذ (ريموت) التلفزيون وحتى الستائر! لكن التغييرات المناخية الكبيرة التي تشهدها الأرض منذ سنوات وحتى الآن تجعلها هي التي تتحكم بنا عن بعد فنرى الفصول الثلاثة - حيث لا ربيع سوداني !- في يوم واحد، وتعقب تلك التغييرات تأثيرات متعلقة بالزراعة ومحاصيل بعينها تفشل لتزعزع المناخ المناسب لنضجها وحصدها. والرعي والثروة السمكية.. والسماء كذلك بدت لنا مستعصية على الفهم، فمن ثقب الأوزون إلى تغييرات مواقع الكواكب التي تؤثر على المزاج - ده كلام كبير! - والمدن الكبيرة العالمية التي تعتمد على الكهرباء بشكل أساسي تعلن ومنذ العام الماضي مناصرتها ل(ساعة الأرض) حيث تغلق - محلياتها - الأنوار عن كل المدينة فقط للتعبير على عزمهم لمحاربة التغير المناخي. وتلبية لنداء الصندوق العالمي للطبيعة الذي يتوقع نتائج أفضل هذا العام حيث تشارك أكثر من خمسة آلاف مدينة وحوالي 135 بلداً. بلدنا بغض النظر عن الإيمان بالفكرة، من عدمه. خاصة في ظل الظروف المتوترة أمنياً. وباعتبار أن مدننا في الأساس بها نقص حاد لاستهلاك الكهرباء فهي مقطوعة في الغالب، خاصة في ساعات الصيف، فإن التضامن اللفظي مع (ساعة الأرض) قد يجعل منها بلداً مقاربة لترتيب التوازن البيئي داخلها وبإيجاد فعل خلاّق يخدم الوزارة المعنية أو بجعل جملة (أطفي النور) ذات نوايا حسنة بعيدة عن الأفكار المظلمة