{ هذا مثل سوداني حصيف، أنتجته عبقرية البادية السودانية ذات خريف مهيب.. «الزول بونسو غرضو» وغرضنا «أكان ما انقضى خلي دار جعل تنهد»! { والجماهير غرضها الخبز ولا شيء غير الخبز، والحياة الكريمة. وهذا ما يسعى الآخرون لجعله «جحيماً مستحيلاً»، لم يكتفوا بانفصال خمسة وسبعين بالمائة من النفط، بل هم الآن يستهدفون ما تركوه وراء ظهورهم. { أصبحت الأسواق جحيماً لا يطاق، بل كل يوم هي في شأن، أحياناً لا ينتظر السوق ارتفاع سعر صرف الدولار، بل من تلقاء نفسه يقرر «قيمة مضافة» على كاهل الجماهير، أخشى أن يأتي على الجماهير يوم وهم بلا كاهل! ومع ذلك نحن لسنا مع تحميل التجار ما لا يحتملون، فهذا هو «اقتصاد الإغراق» وهذه من عندي «جديدة لنج»، أعني إغراق الأسواق بالسلع والأسعار المستحيلة. فكل شيء متوفر وكل شيء مستحيل! { فلقد صدر القرار من وراء البحار بأن الخرطوم «ربيعها اقتصادي»، ولكي تصنع ربيعاً اقتصادياً في الخرطوم عليك شد الأطراف عن طريق الجبهات المحترقة، ثم شد «صدر المدينة» بارتفاع الأسعار، وتشتيت «أفكار الحكومة» وتبديد أجندتها في استهلاك مواردها الشحيحة أصلاً في «ميزانية الاحتراب». { والطبيعة معهم، إذ تبلغ الحدود بين الدولتين السودانيتين المحتربتين أكثر من اثنين ألف كيلو متر، «والمجتع الدولي» معهم، وتل أبيب وواشنطن وكمبالا، و«العدل والمساواة ومناوي وعرمان والحلو و«الأممالمتحدة علينا» والطابور الخامس، يبث حديثاً كثيفاً في بيوت الأتراح والأفراح، وفضائية الحكومة بأن «الخرطوم على وشك الانهيار الاقتصادي» والأسواق تصدقهم! { الخرطوم «تفقد الأرض». الأرض كلها ضدها، ليبقى الرهان على السماء، والسماء لن تخذلنا بإذنه تعالى. «وفي السماء رزقكم وما توعدون». قال لي مرة أحد العامة «خريف واحد سمح» سيعبر بنا إلى بر الأمان، وآبار الجاز في الطريق، كما لو أنها «آبار علي» التي يحرم منها السودانيون في موسم حجهم إلى عصر الاعتناق. فالجاز وحده أغلبية.. { وإن كنا قد فقدنا الأرض في مونديال الاقتصاد، ففي المقابل نرجو ألا نفتقد الجمهور وكيف نكسب الجمهور! هذا ما خرجت لأجله اليوم، وأنا أجهد خيل ملاذاتي وأفكاري و(أتور نفس القصائد) في الإجابة عن هذا السؤال! { الجماهير الآن تتفرج في «تيم الحكومة» تحت «لافتة أغراضها» «الزول بونسو غرضو». فإذا ما عرضت الحكومة مباراة لفريق قطفان تقول الجماهير «ما لنا ومال قطفان» .. الجماهير تنتظر الكتيبة الخضراء... شحيحة هي الأخبار التي تطرب «وتونس»، منها ما جاء بالأمس في نشرة العاشرة «المؤتمر الوطني يلبس عمامته وملفحته ويذهب في جلسة رئاسية يبحث الأزمة الاقتصادية» ويخرج الدكتور نافع بخبر نافع «هنالك مجهودات كبيرة وذهب وفضة وخيل مسوَّمة وأنعام. { خبر آخر، هنالك جهة تحمل مقصاً «كمقص حلاقة الحمير» ذهبت تقصقص في «أجنحة الدستوريين» والتنفيذيين والجماهير تدعو «إن شاء الله ما تطير لهم طائرة» أجمل شيء أن «يزحف الدستوريون» كما الجماهير بعد «تقليم ريشهم» وأظافرهم... { و«يجي الخريف واللواري تقيف».. الأقدار وحدها تجعل العمليات العسكرية تتوقف إلى حد كبير في موسم الخريف ربما لنتجه بكتائبنا الخضراء» إلى الحقول والمزارع إلى الإنتاج ولا شيء غير الإنتاج.. { يأتي الخريف هذه المرة والقضارف بلا «كرم الله عباس الشيخ» الرجل الذي أدار معارك كثيرة لم تحظ الأرض بواحدة منها (آه لو أدار كرم الله معاركه مع الأرض البور البلقع) لأجل الإنتاج ولا شيء غير الإنتاج. فالقضارف «عاصمة الفيتريتة وعباد الشمس لا تصلح إلا لمعارك الإنتاج. ولنا عودة للقضارف بإذنه تعالى. يا أيتها الحكومة حدثينا عن «الخبز والزيت والكسرة». هذا ما يطربنا فقد قال العارف بالله الشيخ ود بدر قديماً «أكان ما عجيني منو البجيني». فيجب أن نقيم «دولة الكسرة والانكسار». قوموا لزراعتكم يرحمكم الله