حذّر خبراء في مجال المياه من مشاكل خطيرة ستواجه القارة الإفريقية تتمثل في ندرة المياه وانخفاض الإنتاج الزراعي قد تؤدي إلى زيادة الفقر والمجاعة بسبب ظاهرة تغيُّر المناخ، وكشف وكيل وزارة الري والموارد البشرية آدم أبكر بشير أن مجرى النيل تأثّر تأثُّراً كبيراً جراء التغيرات المناخية، وقال لدى مخاطبته احتفال الوزارة باليوم الوطني للنيل تحت شعار مبادرة حوض النيل عشرة أعوام من التعاون من أجل التنمية، قال إن الظاهرة شغلت العالم كثيراً الأمر الذي دفع الدول للتعاون على العمل لتخفيض آثارها المدمرة على الأرض. وطالبت المدير التنفيذي لمبادرة حوض النيل هنديت ندوبني، بضرورة التركيز على تعزيز التوعية على مستوى الحوض فيما يتعلق بالتنمية والحماية والمحافظة على حوض النيل وموارده، وقالت إن انجازات دول حوض النيل في زيادة التعاون بين الدول وإيجاد المنبر للحوار والسلام قد أوجد الأساس للاستثمار في البنيات الأساسية والبشر والمؤسسات والمعرفة العلمية، وأوضحت أن المبادرة دخلت في (20) مشروعاً وعدداً من مبادرات بناء القدرات والعون الفني حيث يفوق الاستثمارات المخلطة والعاملة ما قيمته بليون دولار، بجانب استقطاب استثمارات في مجالات توليد الطاقة وأنظمة حديثة للري والصرف وتقليل آثار الفيضانات والجفاف وإدارة الأحواض المائية، وأكدت أن مشروع إدارة الأحواض المائية يتم تنفيذه في مصر وإثيوبيا والسودان لتحسين الحياة المعيشية وحماية الأحواض الفقيرة من المزيد من التدهور. وتوقّع الخبير الألماني في مجال البيئة الدكتور ديتليف مولر ارتفاع كبير في درجات الحرارة بإفريقيا مع زيادة في معدل الأمطار في شرقها، وانخفاضها في بقية القارة وقال إنه من غير المؤكد كيف تستمر التغيرات المناخية في المستقبل وكيف يؤثر في أقاليم العالم المختلفة وأكد لدى تقديمه ورقته العلمية عن تغير المناخ في إفريقيا في ورشة التغيرات المناخية في إفريقيا والسودان الآثار والتكييف أن الظاهرة أصبحت حقيقة واقعة مستدلاً بعدد كبير من الدراسات قال إنها تشير إلى حدوثها بالفعل، وأشار أن ارتفاع معدلات درجات الحرارة سوف يسارع من الاضطرابات البيئية وسوف تؤدي في النهاية التي فقدت التنوع البيولوجي وازدياد الأمراض المنقولة والمشاكل الصحية فإنه من الأرجح سوف يؤدي إلى زيادة حرمان السكان المتأثرين خصوصاً الفقراء والمهمشين. وقال مولر إن الوقت قد فات لوقف الإحتباس الحراري العالمي ولو تم تعزيز الجهود الرامية إلى تخفيف الآثار السالبة وأبدى تفاؤلاً بأهداف التفاوض التي تجري في فعاليات كوبنهاجن لحصار ارتفاع درجات الحرارة. وذكرت مبادرة حوض النيل أن الموارد المائية في السودان تواجه عدداً من التحديات العالمية كالتغير المناخي والمنافسة على الموارد المائية المشتركة والتدهور البيئي وزيادة السكان والهجرة من الريف للمدن وزيادة متوسط استهلاك الفرد من مياه الشرب والاستخدامات المنزلية وتزايد احتياجات التنمية الزراعية للمياه بجانب المهددات الاستراتيجية في موسمية وتذبذب الإيراد المائي في ظل ضعف السعة التخزينية حيث ينساب 80% من مياه النيل في ثلاثة أشهر وقصر موسم الخريف وازدياد معدلات الأطماء.