صعدت القوى السياسية المعارضة من مطالبتها بتأجيل الانتخابات التي تنطلق اليوم واعتبرت قيامها بالشكل الحالي من شأنه أن يؤدي إلى مخاطر على الوضع العام للبلاد ، وأبلغ رئيس حزب الأمة القومي «الإمام الصادق المهدي» ونائب الأمين العام للحركة الشعبية «ياسر عرمان» الرئيس الامريكي الأسبق «جيمي كارتر» في لقاءين كلٌ على حدة بمبررات مقاطعة العملية الانتخابية. وقال عرمان في تصريحات صحفية عقب لقائه كارتر أمس ببرج الفاتح بالخرطوم إنه أوضح للرئيس كارتر عمليات التزوير الواضحة التي تمت في الانتخابات وبالتحديد في الشمال ودارفور، وأضاف أنه ناشد ألا يراقب مركزه في دارفور لأن الوضع مأساوى وأهلها يريدون السلام والأمن قبل الانتخابات، على حد قوله، واعتبر الانتخابات في الوضع الحالي لن تعطي شرعية للوطني ولا لمرشحيه وأنها ستشهد مقاطعة، وقال إن الانتخابات ليست استحقاقاً أو عملية ديمقراطية تمكن شعب السودان من الإدلاء برأيه - بحسب تعبيره. وقال ياسر: أكدنا لكارتر مقاطعتنا الرئاسية للانتخابات وهي بالشكل الحالي، وأبلغناه أنها لن تُقبل من الشعب السوداني. في السياق دعا زعيم حزب الأمة الإمام الصادق المهدي، القوى السياسية المقاطعة والمشاركة في الانتخابات إلى الاعتراف بأن مشاكل السودان باقية وأنه لابد من نظرة عليا لمواجهتها لا بتصنيف القوى لبعضها البعض ولكن بمواجهة المشاكل الهامة. وأضاف: ناقشنا مع كارترماذا بعد؟ وشكرناه على مجهوده العظيم المتصل لمساعدته واهتمامه بأهل السودان وحل مشاكلهم، واعتبر أن تنفيذ اتفاقية السلام يزيد من فرص الوحدة أو الجوارالأخوي، وشدد على معالجة مشكلة دارفور وحلها بما يتجاوب مع تطلعات أهل الإقليم وتأمين الحريات والتعامل الوطني السوداني مع الأسرة الدولية بصورة واقعية لا بالصورة التي ينتهجها المؤتمر الوطني - على حد وصفه . وقال إنه أبلغ كاتر بأسباب مقاطعة حزبه للانتخابات والمخاطر الحالية التي تصحبها، منبهاً لخطورة إجرائها في ظل وجود خلاف أساسي حولها بين القوى السياسية. وحذرالصادق من أن تؤدي نتائجها لانقسام حاد في الجسم السياسي السوداني في ظل وجود قوى اجتماعية كبيرة ترفض نتائجها بجانب وجود توتر حاد بين الشريكين، وحذر رئيس حزب الأمة القومي «الصادق المهدي» من أن تؤدي سرعة موعد تقرير المصير للجنوب إلى انفصال لدولة جنوبية شمالية عدائية، وأكد أن نتائج الانتخابات سترفض رفضاً تاماً من كل عناصر دارفور المسلحة وستعقّد سلام دارفور، وأشار إلى أن إجراءها على أساس استمرار الأوضاع الحالية لا تغييرها، وحذر من أن تصبح الانتخابات جزءاً من مشاكل البلاد لا سبيلاً لحلها، وقال: شرحنا لكارتر لماذا كنا نريد خوض الانتخابات بأقل إصلاحات ممكنة، وأضاف: ولكن بعد أن اتفقنا على معظمها منع الاتفاق على تمديد الفترة لا لنوفمبر ولكن فقط ل( 4) أسابيع، وأكد الصادق أن المقاطعة جاءت بسبب عدم إتاحة الفرصة لتلك الإصلاحات التي كان يتوقع أن تؤثر على الوضع الانتخابي، وأشار المهدي إلى أنه كان يأمل أن يتم الاستفتاء في مناخ سياسي غير انقسامي - على حد تعبيره - وأردف: لكن الذي حدث أن المناخ سيكون انقسامياً حاداً .