خوف وترقب وهدوء يسود العاصمة الخرطوم هذه الأيام حيث تجري العملية الانتخابية بعد عشرين عاماً.. ليختار الشعب حاكميه وممثليه في البرلمان والمجالس التشريعية. ورغم سخونة الأجواء وقطوعات الكهرباء المتكررة (زيادة عذاب) والحديث حول محاولات تزوير وتهديدات بأن هناك جهات تتحرك للشغب.. إلا أن الناخب السوداني ما زال صابراً ومصراً ومتفائلاً على ممارسة حقه الدستوري بالاستمرار في التصويت.. صفوف طويلة أمام مراكز الاقتراع وتفاؤل كبير بمستقبل أفضل وممارسة ديمقراطية حقة وبناء وتعمير.. كبار وشباب.. يتطلع للأفضل وسودان حر قوي أمام رياح التدخلات الأجنبية. هكذا هم أهل السودان، أخشى عليهم من هذا التلاعب وأن تذهب أحلامهم أدراج الرياح. خرج الصحفيون المرشحون للبرلمان والمجالس التشريعية يتقدمهم الأستاذ الهندي عز الدين المرشح بالدائرة 41 الثورة الغربية بأم درمان، رغم أن كل المؤشرات كانت تشير إلى فوزه في دائرته وبالاكتساح إلا أنه فضل الابتعاد والانسحاب بشرف ونزاهة، لأن من يحمل أمانة القلم ويكتب ناصحاً ومرشداً وموجهاً لا يعقل أن يخوض انتخابات تشوبها كثير من الشوائب التي باتت واضحة ويعلمها القاصي والداني في كل أرجاء السودان والعالم. خروج الصحفيين من مضمار الانتخابات دليل على عدم نزاهتها والتلاعب الذي أضحى واضحاً في كثير من الدوائر، لك الله يا سودان. لم تكن المفوضية القومية للانتخابات قدر المسؤولية، وقدمت أسوأ الصور وأبشعها دلالة على عدم الخبرة والدراية، فخذلت الجماهير والأحزاب على حد سواء. والأبشع من ذلك عدم الاعتراف بالأخطاء وتصريحات ممثليها بأن ما تم ليس إلا أخطاء طفيفة فنية وإدارية (هو تاني في شنو؟) خذلتنا المفوضية، وخذلت المواطنين البسطاء، وشتت أحلامهم بسذاجة تحسد عليها، وما زلنا ننتظر خلال هذه الساعات أن تقدم اعتذارها للشعب السوداني ويقدم أعضاؤها استقالاتهم فوراً إذا كانت بداخلهم ضمائر حية تحب هذا الوطن. ضحكت كثيراً وأنا استمع لحديث ياسر عرمان ومبارك الفاضل وهما يطلقان الحديث على عواهنه ضد المؤتمر الوطني عبر مؤتمر صحفي منظم لهما وصل حد أن اتهما كارتر والمراقبين وقناة الجزيرة بأنهم أذرع وأتباع للمؤتمر الوطني (معقولة بس؟!! دي بالغتوا فيها.. هو بالله المؤتمر الوطني خطير كده؟). سيفوز البشير سواء (رضيتوا أم أبيتوا)، فحب الناس لهذا الرجل يفوق الوصف، رجل أسماهو أحد اصدقائي جمال عبد الناصر السودان. فهنيئاً لك، ومبروك مقدماً. حاتم السر أصبح مثل خلف الله، في التلفزيون والإذاعة والصحف والمؤتمرات الصحفية، منتقداً للمؤتمر الوطني ومطالباً بوقف الاقتراع في كل مكان وزمان (يا ربي تكون دي حملته الانتخابية؟). سألني أحد خبثاء المدينة (هل سيصوت الناس لنافع وغندور وقوش؟) فلم أجبه. حققت قناة الشروق الهدف الذي انطلقت من أجله واستطاعت هذه الأيام أن تصحح الصورة السيئة والاتهامات التي تطلقها أحزاب المعارضة ضد المؤتمر الوطني.. (لكن اليد الواحدة ما بتصفق). ستعلن الأسبوع القادم النتيجة المزورة أو غير ذلك، ستعلن وتعلن من خلالها فترة جديدة للسودان. نأمل أن تكون بداية مختلفة لسودان موحد قوي بسياساته وأبنائه. مواجهات صعبة ومهمة أمام الهلال والمريخ والأمل، وكل الرياضيين يعيشون على أعصابهم في ظل هذا التنافس الشرس، أملنا كبير في أولادنا بتحقيق نتائج ايجابية تخدم الرياضة في السودان وحينها نعلن أن هذا العام هو عام الرياضة وعام كرة القدم السودانية.