ليس هناك ما يسعدني أكثر من الاتصالات التي تصلني من قراء وأصدقاء هذه الزاوية الذين يهاتفونني دائماً مناقشين ومقترحين وأحياناً «مناكفين».. وأشعر كثيراً أنني استشف رد الفعل لما أكتب من خلال النقاش الذي يدور بيننا وهو دائماً ما يكون حواراً مثمراً نتفق فيه أو نختلف هي ليست القضية لأن المهم هو مبدأ النقاش في حد ذاته باعتباره سلوكاً حضارياً يفتح الأبواب (العصية) ويسلّك الدروب المقفولة.. ولأنني ممكن أكون «دقّة» قديمة شوية ولي رأيي الشخصي في لغة التواصل والكيفية التي يتم بها التواصل بين الناس فأنا لازالت أعشق لغة الرسائل المكتوبة بالقلم وأشعر أن ملامسة الورق هي تماماً كالسلام باليد وأحس أن قراءة الحروف لها طعم ولون ورائحة لذلك ابتعد ما استطيع عن كتابة الرسائل بالهاتف وأفضل عليها المحادثة التلفونية حتى لو كانت مكلفة لأنني أخشى من اليوم الذي ستجعلنا فيه «المسجات» صُمّاً نفقد حاسة الكلام لنتبادل الإشارات اللاسلكية. لكني وجدت نفسي هذه الأيام، وأنا بعيدة عن البلاد، مضطرة أن أتصفح بريدي الالكتروني لأتواصل مع كثير ممن افتقدت سماع صوتهم.. وبالفعل وجدت العديد من الرسائل بعضها مضت عليه أسابيع وبعضها حديث.. وآثرت أن استعرضها بمنبر «عز الكلام» لأن ما فيها يستحق أن يشاركنا فيه كل قراء «عز الكلام». واحدة من هذه الرسائل كانت من الأخ الصديق عثمان الذي تحدث عن ضرورة الاهتمام بكرامة الإنسان السوداني مطالباً القيادة الحالية بأن ترعى أكثر دواخل الشخص السوداني لأنه يستحق أن يعيش كريماً ومحترماً. وأخرى جاءتني من الأخ هيثم الذي قال إن حلم مدينة الإنتاج الإعلامي حق مشروع لكنه مؤمن أن الكثير من العاملين في الفضائيات السودانية هم مجرد موظفين وليسوا مبدعين. ورسالة رابعة من الابن ياسر الذي دافع عن العندليب زيدان وقال هو يستحق أن يكون عندليباً لأنه جمّل المشاعر وكوّن داخله أبجديات الإحساس الجميل. أما الأخ لؤي فيبدو أنه كان غاضباً من ما كتبت عن العندليب «نمرة اتنين» لدرجة أنني تخيّلت أن يطلع لي من شاش اللاب توب.. وكتب أيضاً الأخ الزميل خالد حسن علي بالزميلة «فنون» رسالة تحايا وتواصل وتقدير. ورسالتان أخريتان من الأخويين طارق مصطفى وعلي عبد الحميد همد خيري صبّا فيها جام غضبهما على فضائية «زول» ووصفاها بطمس الهوية السودانية وبعدم الموضوع أو حتى وجود للقضية. ثم رسالة مهمة من الأخ عمر مهدي أحمد من مصنع سكر عسلاية تحدث فيها عن ضرورة تواصل الأجيال ما بين الفنانين الكبار وضرورة تنقية العلاقات حتى لا تكون المسألة هي مجرد تنافس للبقاء. ورسالة أخيرة وصلتني من الأخ الزميل حسن يوسف من صحيفة «وهج الصفوة» اتفق فيها معي في ما كتبته عن المذيعة غادة عبد الهادي في سهرة الإعلاميين العرب وطلب مني السماح له بأن يرسل تلك الزاوية إلى مذيعة الجزيرة لينا زهرة الدين.. وطبعاً إذنك معاك!! قصدت أن أترك هذه الرسائل تتنفس دون تعليق مني «أهو ترتاحوا شوية من النقّة» وحتى لا أقفلها بطرح وجهة نظري بل لجعلها مساحة لكل القراء نتداول من خلالها النقاش وطرح الآراء وأنا في انتظار ما تكتبونه!! كلمة عزيزة في برنامج مساء جديد يوم الأحد ظهرت مذيعة الربط خارج الاستديو وقالت: «نثتضيف ثاحب المزرعة نثر الدين ليتحدس الينا».. أي والله هذا ما قالته بالضبط فأنا لا أكتب الفارسي «يا السفيع يا احوي البنات ديل بتديبوهن من وين» أها عاجبك كده العربي نسّيتونا ليه. كلمة أعز الله ما يوريكم حال أولادي بعد قوون الإسماعيلي.. والله ما يوريك حالي بعد تلاتة الترجي.. طيّرتوا الإجازة من رأسنا.