* لعلنا نحب بعد أن رَسَتْ مركب الانتخابات عند «جُودي» حكومة جديدة سوف تتشكّل ربما في مقبل الأسابيع القادمة بعد طوفان «مزوّرة غير مزوّرة»، نحب أن نرى في البشير ملامح «الزعيم» وليس «الرئيس» فقط.. الزعيم الذي تستطيع شجرة حكمه أن يستظل بها الجميع.. لا فرق بين هذا وذاك.. في الشمال والجنوب والشرق والغرب.. زعيم تشهق زعامته عالية مستمدة من شموخ مواطنيه بكل تنوعهم في العقائد والأعراف والتقاليد والطوائف والأحزاب... الخ.. زعيم لا يستصحب معه تلك الفئة الباغية التي قصمت ظهورنا وأكلت «اللحم» ولم تترك سوى «العظم» وحتى هذا العظم لم يسلم من أن يكون «شوربة» للوصوليين!! * نحن الآن بحاجة إلى بنيان الروح الليبرالية الإصلاحية، شطباً للعزل وثقافة البُعد الواحد التي تحمل طابع الوصاية والاستبداد. إن الشارع السوداني الآن يتطلع إلى محطة نهائية في مسيرة الديمقراطية، باستخدام لغة الشورى بلا دجل والحوار بلا وجل ومنطق العقل بلا عجل، حتى لا تذهب مآلات الديمقراطية إلى مهب الريح. * نأمل من الحكومة القادمة أن تمثل نبض الشارع السوداني ووجدانه العام. ليس هناك مجال للشك بأن هذا الشعب الصابر يتطلع إلى سيل جارف من الإصلاحات وأولها (الوئام الوطني الجامع) وبدون هذا الوئام سوف تصبح التركة ثقيلة. تستعيد ذاكرتنا هنا الكلمة الشهيرة للرئيس الإيراني الأسبق خاتمي: (خفِّفوها حتى نستطيع حملها)!! فليخفّف على الرئيس البشير بنو جلدته في المؤتمر الوطني ولتخفّف المعارضة من أثقال تعزيزاتها (الكلامية) ولتخفّف الحركة الشعبية من مناورات (الطُرّة والكتابة).. خففوها حتى يسهل حملها. * إن إنساننا الكادح كدحاً، المضروب على ظهره وبطنه يقف في محطة انتظار ما سوف يتمخض عنه هذا التحوُّل حتى وإن كان على طريقة (أحمد وحاج أحمد). إنه يأمل أن يكون هذا التحوُّل مخاضاً تاريخياً يرتجى منه مولود ديمقراطي ولو (خديجاً). كفانا استئثار الإنقاذ بالسلطة لعقدين من الزمان (شفنا فيهما النجوم في عز النهار) والشمس في منتصف الليل!! كفانا استئثاراً للمال والجاه حتى لم يتبقَ لشعبنا سوى أن يردد مع المطرب الكاشف: (أنا ما بقطف زهورك، بس بعاين بعيوني). إن الكادحين في أرض هذا الوطن قد هدتهم محن السنوات الماضية ولم يتبقَ لهم سوى أمل الأيام القادمات، فهل تكون حُبلى بمولد (إنقاذي) أم (ديمقراطي)؟! إن مطبخ التيار الإصلاحي في المؤتمر الوطني يحتاج إلى طهاة جُدد لإحداث تغييرات جوهرية في كل المشهد السياسي الآن، كشفاً للمعنى الحقيقي للحرية والحق والوئام الوطني.. خفّفوها حتى يسهل حملها! { مسطول في عيادة دكتور بدأ يصرخ ويردد: أنا بشوف حاجات حتحصل في المستقبل.. قام الدكتور سأله: ومتين بدت المشكلة دي معاك؟ رد المسطول: الخميس الجاي.