* يحتجب هذا العمود ثم يبين لظروف قسرية، وأخشى أن أقول «قيصرية» أو ربما نسمّي غيابه على طريقة «قدّر ظروفك» والظروف بالطبع هي «الإعلانات» التي لها قصب السبق في الحضور داخل الصحيفة؛ إذ تقع ضحايا لها العديد من المواد التحريرية. إن الإعلانات كانت فرصة حتى «يتعزز» عمودي «مراجعات» على القراء؛ إذ ليس وحده «الليمون» الذي يتعزز، وقد رفضتُ رفضاً باتاً أن أقوم بإيجار عمودي لكاتب آخر حتى لو دفعوا لي فيه مقدم «سنة ضوئية»، وكل صاحب عمود يعتقد بل ويجزم بأن عموده «غزال» وليس غزال المسالمة وحدها بل السودان كله.. والبعض يعتقد بأن عموده من أعمدة الحكمة السبعة. * وكم أسعدني حينما اكتشفت مساء أحد الأيام وأنا مستلقٍ على «مرتبة» السرير العالية ولها من مرتبة عليا أن الإنسان « حيوان سارح» حتى ولو مع غنم الإشلاق أو إبليس، بل يجب أن يسجل اسمه في كشوفات المواليد «سرحان» وهو أنا بعرف اسمي أكتر من الحكومة؟ على حد قول عادل إمام وهنا أعلن على الملأ أنني اختلف مع المدعو «داروين» بأن الإنسان مجرد «حيوان ناطق» أو مع صاحب السعادة «برجسون» الذي أكد بأن الإنسان «حيوان ضاحك».. إن نظريتي بأن الإنسان «حيوان سارح» ليست في حاجة إلى إثبات؛ إذ تكفي نظرة واحدة لملامح «الغلابى والكادحين» في هذا الوطن حتى يتأكد لدينا أن الإنسان «حيوان سارح» وهذا السرحان سوف يجعل الكثيرين منا يضعون علامة « » لمرشحين ليسوا في الحسبان أو البال!! * وأنا سارح بنظراتي في تلك الخشبة التي تمثل «عموداً» أو ركيزة عرضية لسقف حجرتي.. تماثلت لي بأنها خشبة مسرح ظهر عليها الجد الكبير الإمام محمد أحمد المهدي.. لا أكاد أصدق عيني.. كان مشاهدو الصف الأول من رموز الحكومة والمعارضة بكل أطيافهم، المرشحين منهم وسواهم.. وقفوا احتراماً له.. وهبّ كل من في الصالة واقفاً.. وقفوا في صمت.. ترجّل الإمام محمد أحمد المهدي من الخشبة واتَّجه نحو الرموز ووزع عليهم «برنامجه» وكان عبارة عن «خارطة السودان» وأشار عليهم أن يجلسوا وأمرهم، بلا صوت، أن يمعنوا النظر والفكر في هذا البرنامج الخريطة، ثم اعتلى الخشبة العمود والركيزة مرة أخرى وقفل بنفسه «الستار»!! * رحت أصفق مع جمهور الصالة وأتاني صوت حرمنا المصون وهي تقبض عليّ متلبساً «بالتصفيق» محدقاً في السقف.. تلاشت لحظتها خشبة المسرح ولم تتبقَ سوى تلك الخشبة الركيزة وشُبّه لي أنه مكتوب عليها «أن نكون أو لا نكون» وهي تحمل شعار «خريطة السودان». فلتكن أيام «الاقتراع» أياماً صادقة للناخبين والمرشحين في «حب» هذا الوطن.. أيام محطة سياسية مهمة لتكريس التعددية والديمقراطية الحقة، حتى لا يتمزق ويتجزأ القلب النابع منه ذاك «الحب»، وتلك هي عظمة الانتخابات.. جميعنا يتطلع إلى حقبة جديدة تضع حداً لبؤرة الحرب في دارفور وتقوي من جسد الوطن الواحد شمالاً وجنوباً.. من أجل سودان للجميع. { واحد مستهبل خالص.. عرّس ليهو واحدة مستهبلة أكتر منو.. خلفوا ولد.. لما طلع من بطن أمه عمل فيها ميت!!