الفخار هو أول عمل فني عرفه الإنسان لسد حاجاته من الأواني المنزلية قبل أن يعرف (مواعين) الزجاج، البلاستيك، الحديد، النيكل، والبايركس.. وبه أرّخ لحضارات قديمة تجاوز عمرها العشرة آلاف عام ولكنه مازال محافظاً على أهميته رغم التطور المذهل الذي شهدته المعمورة..(الأهرام اليوم) تابعت شاطئ النيل بمدينة القماير وهناك وجدت العم عبدالله حسن محمد صالح وهو فنان تشكيلي ماهر في صناعة الفخار، بدأ عمله منذ العام 1959م، عمل (أُسطى) مع عوض محمد سعيد بالمنطقة الصناعية بأم درمان وآل طرنجة وهو أول مصري عمل بصناعة الفخار. العم عبدالله بالرغم من أنه كبير في السن إلا أنه يبدو في ريعان شبابه، يعمل بهِمة ونشاط، التقيناه بمكان عمله بمنطقة القماير بأم درمان حيث تحدّث لنا بكل شفافية وتلقائية وهو يقوم بوضع (عجين) طين البحر ويحرِّك آلته البدائية وتظهر عليه علامات الرضاء والقناعة بما يمارسه من عمل، فأوضح ل(الأهرام اليوم) بأنه يصنع الفخار من طين البحر ويضيف إليه تراب (الرقيطاء) الحمراء ثم تتم تصفيته بالمصفاة حتى يضمن نظافته من أية حجارة، ومن ثمّ يقوم بخلطه بالماء بواسطة اليد مثل (مونة) البنيان تماماً. وأضاف بعد العجن يخمّر ثم يذهب إلى آلة صنع الفخار وهي آلة بدائية. يصنع العم عبدالله أشكالاً مختلفة تبدأ بالمباخر فالأصايص فالقُلل ثم الأزيار. ويسترسل عم عبدالله في حديثه بعد عملية التشكيل أي الصنع توضع حتى تجف، ثم تؤخذ إلى الكمينة لحرقها فتصبح أشكالاً غاية في الروعة ثم تُعرض على طوال الضفة الغربية للنيل وتبدو غاية في الروعة للصانع والناظر. التقينا بائع الفخار عثمان بله الذي أوضح بأن هذه المهنة ورثها أباً عن جد، وبيع الفخار يجد إقبالاً كبيراً من المواطنين الذين يفضلون هذا النوع من الصناعات وذلك لأنها تمتاز بجماليات قلّ أن نجدها في الصناعات الحديثة وتدُر لنا المال الذي يسد الرمق ويزيد أحياناً.