{ تستدرجنا بعض الأخبار والإخباريات الى فخها العنكبوتي فنكتب عنها بنضال ونزال الحمقى للحصول على غنيمة هي في زحمة العراك عليها قد فرّت! وحرائق الإثارة في الأخبار الاجتماعية وبشكل خاص تدفعنا الى التغطية من رمادها المنثور كطقوس الديانات الآسيوية على رؤوس الموضوعات فنكتب لكن لا نرضى عنها. { وعن ما يتناقلون في الأخبار والأفواه عن عرض الأزياء المثير على شقيه الذي أكمل دورته الأسبوعية منذ أن أُقيم وعرُض وأُلقي القبض على عارضيه من الجنسين. فالعرض الحدث ولم يكن جديداً من نوعه حوى الأزياء السودانية التقليدية وبعض الملابس الغربية كما يدعى عليه. { وعليه قامت دنيا الخبر ولم تقعد على حقيقة واضحة حتى الآن فالشرطة تهمها البلاغات المدّونة والإجراءات الجنائية في ما يتعلق بتنظيم وعرض الأزياء. { والأزياء تهمها الأجساد التي عليها تنتصب تفصيلاتها الفاضحة. والعارضون يهمهم ما يتعلقون به من مالها ويعلقون منها لتغطية العورات الأخلاقية داخل النادي العائلي الذي لّلحق لا يدخله إلا عضو مسجل حصرياً ويقوم بدفع اشتراكاته الشهرية من حرّ ماله. فماله الذي اشتكى؟ وكان حاضراً على ممشى صالة العرض؟ عفواً علم الدين حامد في ممشاك العريض. { والعرض الذي في ظاهره الأزياء وفي باطنه مستصعب الأشياء التي لا تُرى بالعين المجرّدة من الأزياء والافتراء كان برعاية شركات وطنية وبيوتات تجارية.. وكان حاضروه بجانب الأجانب من صفوة هذا المجتمع المعني بالأزياء وتلكم الأشياء. { والأزياء السودانية لا تخرج في عرض قماشها الإنجليزي من طول قائمة الثوب والجلابية لربما تختلف في طريقة اللّف للثوب والعمة والألوان؛ ففي الشرق يحتشد البنفسج والبوليستر لجلاليب الرجال والمزركش القطني لغطاء النساء، وفي النيل الأزرق تتسوّد النساء ثياباً قطنية ويتزركشها الرجال صوفاً، وفي الشمال تنعم النساء بأبيض (الفرّاد) والدمور والحرير والشيفون والساتان و... فهل هناك خيال واسع المقاسات ليصير أزياء تتهادى عليها الحسناوات وبهييّ الطلعة من الأولاد؟ { وتصريح لرجل شرطة كبير الرتبة ذكر: «من المؤسف أن عرض الأزياء لم يكن خاصاً بالفتيات لوحدهنّ إنما اشترك معهنّ مجموعة من الفتيان الذين كنا ننتظر منهم الكثير خاصةً وهم وقود المستقبل لبناء الوطن، كنا نأمل فيهم النخوة والفتوة والرجولة للدفاع عن الأرض والعرض»!! { انتهى حديثه لتبتدرني الأسئلة الحمقاء بالتعارض في يدي: هل هذا الحديث الحار يخص ذاك العرض أم يخص ما خفيّ فيه وكان أجرم من مجرد عرض برئ للأزياء؟ { فالأشياء المختفية بين خيوط العرض وسطور التصريح الأمني تجعل لعابنا يسيل لشم فضيحة أكبر من لحم (25) عارضاً وعارضة ضبط متعرياً على ممشى العرض بزيّ فاسد الصلاحية! وتجعل من خيبة أمل الرجل البادية على ثوب تصريحه العريض عَرَضاً لمرض منع الخجل المصاب به ذاك المجتمع العارض لثقافة غير التي تعنيه وان كانت لا تستهويه حتى. { و(الثعلب) وهو لقبه للون شعره الغريب (ايف سان لوران) الشهير ومصمم الأزياء الأول في العالم يعرّف الأزياء بأنها المتحدث غير الرسمي لثقافة بلد وشعب لهذا لا يبارحه الخط المائل على خطوط أزيائه شبيها ببرج ايفل. { وثقافة عروض الأزياء الجديدة على أبراج الفنادق الشهيرة بالسودان تتقلب بدلع على ممتلئ جسد البنات سبحان مغير نمط العارضات ومثبت نوعهنّ وعرض الثوب المزركش دائماً أو طول الأولاد المنعمين وأمتار الجلابية الملّونة و(العلى الله) ذات الخطوط الطولية لمدارات أمزجة الرجال الحاضرين العرض. وتنتقل حُمى دريسها الى صفحات الصحف والقنوات اليومية لحدث اجتماعي يستحق النقل والتعليق عليه. { ولم يكن أحد يشكو عارضاً أو متعارضاً لزي ولا كانت الأشياء الخفية تطفو على الخطوط الأولى حتى حضرت الغيرة ذاك العرض لتحوّل أمراً شخصياً بين عارض ومعارض الى حدث اجتماعي نتسارع الى لمّ شمله على كتاباتنا لنكون موجودين فيه. { وما وُجد على مدى الأيام الفائتة من إحداثيات لذاك العرض لا تمثل في أصل نشرها خبراً ذا فائدة لمجتمع الصفوة حتى الذين لا شك يعرفون التفاصيل الكامنة بشيطانها في ذاك العرض.. وعلى عرض الفضاء الإلكتروني جلس غرباء المدن الغربية من أبناء السودان يتناقشون في أصل الخبر وأصيل القيم المتبددة على ممرات الفنادق والشوارع والمطارات والصالات. { وما صال وجال من حديث ربِّ اغفر لي زّلة الوقوع في شراكه يفيد أمراً واحداً لا غير: أن عرض الأخلاق السودانية صار يسع ما طال وتطاول من عروض أزلام الجهل والجاهلية الثقافية القائمة بدعوى أنها مجرد متعة تناظر وتثاقف لا تضر أحداً من الحاضرين والسامعين والناقلين والمتزمتين؛ فبنهاية العرض ينتهي كل زي. لكن وتبدأ أشياء لا تصلح لعرض وهي تقع تحت قانون الزفاف بين اثنين متماثلين في الأخلاق والأزياء..!