حصلت «الأهرام اليوم» على المرافعة الختامية التي دفع بها المحامي كرار صديق كرار نيابة عن موكله الطالب الجامعي الذي أدين في جريمة قتل زميله داخل داخلية خالد بن الوليد بأم درمان بعد مشاجرة دارت بينهما حول شاحن موبايل. وقال كرار في مرافعته إن الحادثة وقعت في التاسع عشر من ديسمبر الماضي، وفي حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء، حين ورد البلاغ للشرطة أن المدان قام بضرب المرحوم عثمان حسين حامد «بونية» أدت إلى إزهاق روحه. وباستجواب المبلِّغ والشهود وهم جميعاً طلاب جامعيون كانوا بالغرفة التي وقعت فيها الحادثة أفادوا بأن نقاشاً قد حدث بين المدان والمرحوم وكان محور النقاش يدور حول شاحن موبايل، وتشابكا بالأيدي حتى تدخل زملاؤهم وقاموا بالفصل بينهما ليسقط المرحوم على السرير ثم إلى الأرض ليقوموا والمتهم نفسه بمحاولة تنفيسه صناعياً ثم حمله معاً لمركز صحي ود نوباوي ليتوفى هناك. ووصف المحامي الدعوى الجنائية بأنها ذات أحداث درامية حدثت بتدبير القضاء والقدر وراح يناقش الاتهام الذي وجهته المحكمة للمتهم بمخالفة المادة 130 القتل العمد وطرح تساؤله: هل كان المتهم يقصد من فعله القتل أو كان الموت نتيجة راجحة لفعل المتهم؟ كما أن هناك ركنين للجريمة هما الركن المادي والآخر المعنوي ويحسب لصالح موكله أن شهود الاتهام وهم جميعاً طلاب جامعيون كانوا حضوراً ساعة الحادث اتجهت أقوالهم لهدم هذين الركنين واتفقوا جميعاً أن الجريمة حدثت دون تدبير مسبق من المتهم وأنه والمرحوم كانا يترافقان حتى اللحظات الأخيرة وتناولا وجبة العشاء سوياً وشاهدا مباراة في كرة القدم وأن الأحداث من بدايتها وحتى نهايتها لم تستغرق سوى دقيقتين تبادلا خلالها اللكمات بالأيدي ودون استخدام أية آلة حادة أو صلبة وهذه الثوابت تعني بوضوح انهيار الركن المادي لجريمة القتل، أما الركن المعنوي فهدم من خلال الأقوال نفسها بأن ثبت أن أول من حاول إنقاذ المرحوم من بين جميع الحضور الذين يفوق عددهم ثمانية أشخاص؛ هو المتهم، فحاول تنفيس المرحوم ورشقه بالماء لإفاقته من الغيبوبة ولكن الموت كان أسرع وتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك مشاجرة مفاجئة حدثت داخل غرفة ضيقة المساحة ممتلئة بالأثاث ولم يستخدم الطرفان في معركتهما سوى أيديهما وأن المرحوم سقط على السرير أثناء المشاجرة وبفعل «الحجَّازين» وقد اتفق جميع الشهود على أنهم لا يجزمون بأن المرحوم مات متأثراً بجراحه من سقوطه القوي على سرير من الحديد، أو من عراكه مع المتهم، وتلك الإفادة تثير ظلالاً من الشكوك حول الأسباب الحقيقية لوفاة المرحوم، بيد أن مستند الاتهام الخاص بتشريح الجثة يؤكد أن سبب الوفاة ارتجاج بالمخ والنزيف بسبب الإصابة بجسم «صلب» ولا يمكن أن يكون الجسم الصلب هو يد المتهم ببنيته الضعيفة وجسمه النحيف ويمكنها تسبيب ارتجاج بالمخ. وقفز المحامي إلى جانب إخر في القضية هو الاعتراف القضائي للمتهم الذي تم في ملابسات خاصة بعد أن أحبطت الحادثة جميع الطلاب وأشارت قرائن الأحوال إلى أن المتهم أدلى بذلك الاعتراف تفادياً لتوسيع مظلة الاتهام التي كانت ستطال جميع زملائه بعد أن وضعت الشرطة شهود الاتهام خلف الكاونتر الشيء الذي أثار في ذهن المتهم أنهم سيوضعون متهمين في هذا البلاغ، ويجب أن يؤخذ ذلك دليلاً من جملة الأدلة التي ذكرناها التي تتجه جميعها لبراءة المتهم من التهم المنسوبة إليه. يذكر أن المحكمة كانت قد أدانت المتهم تحت طائلة القتل شبه العمد ورأت أنه يستفيد من فجائية المعركة، وقضت عليه بالسجن 10 سنوات والدية الكاملة.