لم أخبركم .. ففي يوم الخميس الماضي .. وجدت مصابيح شارع المطار (منورة) .. وهذا عادي طبعا .. لكن غير العادي، أن يكون نورها متلألئا .. جميلا .. مشرقا .. والشمس في كبد السماء !! لطالما تساءلت : لماذا يصيب المحق ثرواتنا، ولماذا تطير البركة مما نكسب، ولماذا تسير كل الدنيا للأمام، ونحن إما للخلف، أو (مكانك سر) في أفضل الاحتمالات ! الإجابة أننا نهدر ثرواتنا، ومالنا العام، ومكتسباتنا .. بأيدينا .. لا بأيدي الغير .. دون أدنى إحساس بما نرتكب . لن نلوم المسؤولين الذين نسوا المصابيح مضيئة، فربما كانت ساعاتهم مقلوبة، وربما كانت المصابيح مطفأة ليلا، فأرادوا التعويض نهارا !! لكننا نلوم (التطبيق) للأنظمة .. واللوائح .. الذي يغفل مثل هذه الجنايات .. في حق المال العام، فيبقى الأمر مجرد سهو .. لا يستحق حتى لفت النظر، في حين تغرق الكثير من الأنحاء في الظلام ليلا، وفي القطوعات الكهربائية نهارا، بسبب شح الكهرباء، التي تضيء شارع المطار .. في منتصف النهار !! نلوم التطبيقات، لأنها تجاري المزاج العام، بأن للحكومة مالها الخاص .. الذي لا يستحق أن نشفق عليه، أو نسعى لترشيده، بل يستحق الإهدار .. والاستغلال .. والإنفاق .. بلا رحمة .. وبلا ضابط .. وبلا هوادة !! القوانين، لا ترضى إهدار المال العام، لكن تطبيقها يتم بواسطة المسؤولين، والمسؤولون تقتلهم الغبائن تجاه الشأن العام، ولكل منهم غبينته الخاصة، فينعكس ذلك تجميدا للعقاب، وإسرافا في الثواب، وبذخا في الصرف، وطناشا عن الإهدار، ولا وجيع للإيرادات .. التي تتقنطر من جيوب الدافعين للضرائب، والرسوم، والجمارك، والدمغات، والعوائد، والتأمينات، وغيرها. وبالمناسبة .. لقد قمت بتصوير الأعمدة المضيئة نهارا، وأردت نشر الحالة .. لكن ظروفا ما حالت دون النشر.. لتبقى الصور عندي .. دليلا .. لمن أراد غلاطا !! وتحية .. ل (حسين الهادي). رسائل البريد .. (جلوكوز) يحقنه القراء في أوردة الكتاب، فيبثونهم العافية والاستمرارية. اقرأوا معي السطور الآتية من القضارف. (أتابع تحت الغيم منذ استهلال مشوارك مع الكاعب المغناج ذات الدلال والألق الوسيم (الأهرام اليوم)، وأنت بكامل طوعك واختيارك الأنيق تخطب ودها من ولي أمرها شيخ العرب الهندي عز الدين، وقد كان كيسآ فطنآ بأن انحاز إليك بالفهم السديد شكلآ ومضمونآ، وأنت صاحب قلم يستحق الوقوف عندة كثيرآ. شكرآ لإسهاماتك المقدرة، وشكرآ لحضورك الوسيم، ولتبق للأهرام اليوم قلمآ أنيقآ وفكرآ راجحآ وعقلآ نيرآ، ولتبق لنا نحن قراء الأهرام اليوم نبراسآ نهتدي بك حبآ وكرمآ يليق بنا وبك شكلآ ومضمونآ). ابنك حسين الهادي عبدالرحيم القضارف