{ رغم أن السماء أمطرت علينا خيرها صباح الجمعة دونما إنذار رغماً عن ذلك كنت حريصة ألا أتأخر عن موعدي المضروب مع الأخوة في الفضائية السودانية وتحديداً طاقم برنامج (بيني وبينكم) الذي يقدمه الأستاذ الطيب عبد الماجد وهو من البرامج التي يتم الإعداد لها على قدم وساق بجهد مضاعف لتعرض خلال الشهر الكريم. وبالفعل ورغم الجو الماطر خرجت وبصحبتي رفيق الاستضافة ورفيقي في الحياة الأستاذ صلاح دهب ضاربين بعرض الحائط نقاط المطر التي كانت تهدد ما حرصنا عليه من بعض من أناقة واتجهنا صوب تلفزيون ولاية الخرطوم حيث ينتصب الاستديو الأنيق للتسجيل وعند العاشرة تماما ًكنا نوقع على دفتر الحضور باعتبار أن التسجيل سيبدأ العاشرة والنصف وعلى أسوأ الفروض الحادية عشرة وبعدنا بقليل جاء الأستاذ الطيب عبد الماجد وهو يعتذر بشدة أنه حضر متأخراً بعدنا وأخبرنا كيف أن سيارته قد تعطلت بفعل المطر السخي حتى أنه اضطر للاستعانة بصديق ليلحق بالموعد وجلسنا نتجاذب أطراف الحديث والوقت يمر. «ولمن طولت الحكاية» سألت الأخت المعدة عن سبب تأخيرنا فأخبرتني أن الفنانين اللذين يفترض حضورهما التسجيل لم يحضرا فقلت في نفسي طالما أنهما قد أخرانا كل هذا الوقت فلابد أن أحدهما محمد الأمين والآخر محمد وردي وبالتالي نحن مضطرون للانتظار وكمان نغني رائعة أزهري محمد علي «على كيفك تفوت على كيفك تعال» ولما طال الانتظار سألت مرة أخرى عن اسميهما فقيل لي إن الأول هو عصمت بكري والثانية فنانة اسمها رشا الخليفة وللأمانة لم أسمع اسميهما من قبل ولا حتى استمعت لأعمال تخصهما فسألت نفسي يا ترى إن كان هؤلاء الذين لا زالوا في البيضة لا يستشعرون أهمية الوقت وأهمية الإلتزام فكيف يستشعرون أهمية الرسالة وأهمية احترام الجمهور؟!! وسألت نفسي تاني لو أنني كنت مكانهما وجاءتني الفرصة للظهور من خلال فضائية السودان الرسمية فماذا سيكون حالي؟ أكيد كنت حا أبيت قدام التلفزيون لأنها فرصة لا تعادلها فرصة ستمنحهما الشهرة والجمهور والانتشار لكن يبدو أن كليهما ككثير من أبناء هذا الجيل قد اكتفى بعداد الحفلات والمناسبات الرسمية والدكاكينية فما عاد يهمه المكسب المادي طالما أنه يركب عربة آخر موديل ويلبس بدلة ماركة سان لوران!! بصراحة لا أريد أن أقسو على جيل بأكمله لكن الحاصل ما عاجبني، الاحساس النفخة الكذابة ما عاجبني!! الشعور بأنه الفنان وصل بالبدلة الأنيقة والعربية الشيك شعور سيدمر صاحبه ويرمي به في أقرب مزبلة ومؤكد ما محتاجة أذكركم بما كتبته عن العندليب الأسمر زيدان ابراهيم الذي جاء قبل الجميع في حفل الاحتفاء بالمسنين. { في كل الأحوال رغم زعلي من السلوك غير الحضاري ومللي من لحظات الانتظار إلا أنني أستطيع أن أقول إن صوت عصمت بكري صوت واعد وجميل رغم أنه اضطر أن يغني في طبقة غير الطبقة التي يبدو أنه يغني بها أما شيماء الخليفة فهي للأسف جاءت بصوت مرهق وتعبان لو كنت محلها لاعتذرت عن التسجيل حتى لا يحسب عليها أول ظهور بالفشل خاصة وأن الاطلالة الأولى لها سحرها ووقعها أما عن برنامج (بيني وبينكم) فإنني سأنتظر مشاهدته مثلي مثل بقية المشاهدين وعندها سأقول رأيي بمنتهى الصراحة وإن كنت أعتقد أن سحر وطلاقة وسرعة بديهة الطيب عبد الماجد ستلعب دوراً كبيراً في تغيير بوصلة المشاهد عقب الإفطار نحو الفضائية السودانية!! كلمة عزيزة { سعدت جداً بالقرار الرئاسي بمنح الأستاذ نبيل غالي منزلاً بناء على توصية السيد وزير الثقافة لكن سعادتي ستكتمل ساعة أن يكتفي كل مبدعينا بما يجعلهم قادرين على الإبداع والعطاء وسعادتي ستكون بلا حدود حينما يجدون الرعاية والاهتمام صحياً ونفسياً ومعاشياً!! نعم ربما أنه ضرب من الأحلام أن نوفر الآن لجموعهم الكبيرة مسكنا ًومعاشاً لكن تعالوا نرمي حجراً في البركة الراكدة لعلها تكون البداية. كلمة أعز { من أول مطرة انكشف المستور وها هي الأنابيب المدفونة والتي قيل إنها خصصت لتصريف مياه الأمطار يتضح أنها أنابيب «مواسير» وأقصد مواسير بكل معناها الفلسفي الجديد وجانا الخريف «وكله» بدأ يقيف!