اختلف رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بين الشمال والجنوب ونائبه حول إمكانية الفراغ من ترسيم الحدود الممتدة بين الطرفين بطول أكثر من ألفي كلم قبل موعد إجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوب؛ فبينما أكد الأول إمكانية إنجاز المهمة؛ قال نائبه إن جملة من الخلافات تعترض الترسيم حول الجهة التي تقوم بترسيم الحدود رغم المحاولات التي استمرت قرابة الثلاثة أشهر للتوفيق بين الآراء التي نشبت داخل اللجنة والخلاف حول الأجندة وصياغة نقاط الخلاف والاتفاق بين الطرفين في التقرير النهائي بغية رفعه لرئاسة الجمهورية. وبينما أكد رئيس اللجنة ممثل المؤتمر الوطني البروفيسور عبد الله الصادق أن اللجنة قررت رفع الخلافات حول عملية الترسيم الي رئاسة الجمهورية للبت فيها؛ استبعد نائب رئيس اللجنة ممثل الحركة الشعبية العقيد مهندس ريك ديغول في تصريح ل(الأهرام اليوم) أمس (الاثنين) رفع التقرير لرئاسة الجمهورية في القريب، قائلاً إن التقارير لم يتم بها أي تقدم في خطواتها قبل (5) أشهر، وأكد عدم فراغ اللجنة فعلياً من ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب قبل الاستفاء وأرجع الأسباب لما أسماها الخلافات بين الوطني والحركة حول الجهة المنفذة للترسيم على الأرض والصعوبات المتمثلة في طول الحدود والظروف الطبيعية. وقال ديغول أن مدة الشهرين المتبقية للاستفتاء غير كافية لترسيم اكثر من ألفيْ كلم، مشيراً الى نشوب خلافات عديدة داخل اللجنة الفنية نفسها وأنه ولحسم الخلافات قدمت مقترحات بأن يقوم جسم مستقل بتنفيذ الخطة التي وضعتها اللجنة الفنية الحالية للترسيم. في الأثناء قال رئيس اللجنة إنه ورغم الخلافات لاتزال اللجنة تواصل أعمالها وبصورة يومية باعتبار أن أمامها مهام كبيرة وكثيرة لابد من إنجازها وأشار لفشل المحاولات في التقريب بين رأيين صدرا من اللجنة الأسبوع الماضي يتمسك أحدهما باللائحة ويعتبرها واضحة بينما يرى الآخر ضرورة إشراك عناصر محايدة وقال إن اللجنة قررت رفع الأمر لرئاسة الجمهورية، مؤكداً أن هناك خلافات قديمة في منطقة (كنقا كاجي) تم التأمين عليها بجانب مناطق أخرى. وأكد الصادق أن اللجنة أجازت وكتبت الوصف النهائي لترسيم الحدود وفرغت من قطاع أعالي النيل وسنار الذي يبلغ حوالي (450) كلم والنيل الأزرق وأعالي النيل وأن اللجنة بصدد وضع العلامات وأنه تم الاتفاق على إبعاد الأعمدة الخرسانية وكذلك الاتفاق على تكثيف العلامات في المناطق التي تشهد كثافة سكانية وتوجد بها زراعة، موضحاً أن ما تم إنجازه حتى الآن في الترسيم تجاوز 80% وأن الحركة الشعبية نفسها اعترفت بأن ما تم إنجازه يفوق هذه النسبة. وقال الصادق إنه إذا خلصت النوايا وتم العمل وفقاً لما تم الاتفاق عليه وكانت هناك جدية سيتم الفراغ من عملية ترسيم الحدود قبل حلول يناير المقبل موعد الاستفتاء على حق تقرير المصير لجنوب السودان. وأشار رئيس اللجنة الى تعاون الحركة الشعبية وأجهزتها الأمنية مع اللجنة عند عملية ترسيم حدود القطاع الشرقي وقال إنها كانت متعاونة لأبعد الحدود عدا في حالة واحدة لم يسمها.