يقول المثل سكت دهراً ونطق كفراً (ذي زولنا ده) ، وقد ورد إسم الإشارة (ده) بمعنى (هذا) في كثير من الأغاني التي يرقص عليها القوم كتلك التي تقول (آآآآي ده الشغل ده الشغل)، والشغل هو ما يشغل فراغ الإنسان ، والإنسان الماعندو شغلة (البمد راسو بقطعوا ليهو) ، وعدم الشغلة كما قال أهلنا بيعلم (المشاط) والمشاط هو نوع من تصفيف وتسريح الشعر كانت النساء عندنا تستخدمه قديماً وتسمى من تقوم بعمله الماشطة (المشاطة) ولطول جلسات المشاط كانت (الماشطة) تقتل الوقت في الحديث بما تعرف ولا تعرف ومن هنا جاءت العبارة (كلام مشاطات ساي) ، و(ساي) كلمة دارجة ليست من الفصحى في شيء ، يقولون (ده زول ساي) أي زول (ساكت) حتى وإن كان مسؤولاً ما دام (ما مالي مركزو) ، والمركز هنا يقصد به منزلة الرجل ومكانته الإجتماعبة المرموقة (وحليل المراكز المرموقة)، وحليل كلمة تطلق لدي السودانيين للتأسي على الماضي بحسبانه أجمل من الحاضر.. يا حليل زمن ناس (عبود) يا حليل زمن ناس (نميري) .. هسه جونا ناس (البمد راسو بنقطعوا ليهو) !