* 15 جنيها سعر ( كباية القهوة ) بغابة السنط * شهود عيان : طلاب الجامعات أبرز المترددين على غابة السنط.. * مدير غابات ولاية الخرطوم: فرضنا رسم على (ستات الشاي) ليعلمن ان بالمكان (زابط) ورابط.. * معظم ما يتم سرقته في السوق العربي يُباع في الغابة ، وبأبخس الأثمان. غابة السنط أو هكذا تعارف عليها الجميع، نسبة لانتشار أشجار السنط بها، وتختصر عند من يرتادها ب( الغابة )، عالم شبه مجهول لدى كثيرون له قوانينه وأسعاره وممارساته المختلفة، تقع في مساحة شاسعة تقع على الشاطئ الشرقي للنيل الأبيض، وبالضبط قبالة منطقة الفتيحاب بأم درمان، يرتاد الغابة يوميا الكثير من الناس، خصوصا شريحة الطلاب، تتجمع بها الكثير من (ستات الشاي والجبنة)، شهدت الغابة الكثير من الأحداث الإجرامية في اعوام سابقة، كما بدأ الحديث مؤخرا عن بعض الممارسات غير الاخلاقية التي تدور تحت ظلال الأشجار المتشابكة، حيث أن مساحة الغابة الكبيرة والكثيفة بالأشجار، تجعل التنقل فيها أمرا شاقا وخطيراً.. (الجريدة) كانت بالمنطقة لتتقصى بعض الحقائق، وتحصلت على بعض الإفادات حول ما يدور هناك. الخرطوم: سامي السمري طلاب وطالبات حسب إفادات كثير من المتابعين للأحداث، يرتاد (الغابة) الكثير من الطلاب والطالبات صباحاً وعصراً على مدار أيام الأسبوع، بينما يفضل البعض الذهاب إليها في يومي الأحد والخميس، حيث في هذه الأيام وحسب (مراقبون) فان (الغابة) تكون أقل حركة واكثر خصوصية وتقل الحركة، وهذا ما يبحث عنه معظم المرتادين للمنطقة حتى من غير الطلاب. خدمات 5 نجوم تعج المنطقة ب(ستات الشاي)، اللائي اتخذن من ظلال أشجار السنط ظلا ومكاناً للبحث عن الرزق، يقمن بتوزيع الكراسي تحت الأشجار في شكل ثنائي (أزواج)، عبر مساحات واسعة بعيدة عن بعضها البعض، بحيث توفر قدراً من الخصوصية.. حيث أفادت إحداهنّ: المكان هنا هادئ ومرغوب لدى كثير من الناس، يتطلع إليها الهاربون من زحمة الكفتريات والمطاعم المكتظة بالناس وسط الخرطوم.. البحث عن الخصوصية والانزواء عن الآخرين دفعنا لطرح التساؤل التالي.. لماذا يحتاج هؤلاء للخصوصية؟.. لكن مجرد الدخول للغابة ورؤية المنظر العام يكفي لاستيعاب ما يجري بالمكان وتحضر الإجابة مباشرة لسؤالنا السابق.. أو هذا ما أشارت إليه (ست الشاي) بقولها: كثير من المناظر والمشاهد التي نراها يومياً، وأصبحنا لا نتفاجأ بما نشاهده يحدث بين الشباب من ممارسات سالبة ولا اخلاقية. العرض والطلب قالت: تحتاج (ست الشاي) لقطع حوالي 1200 متر للوصول لأول (كرسيين ) يجلس عليهما زبونيها، عندما تصل تضع ( قارورتين من الماء) على (الطربيزة) ثم تسال سؤالين لا ثالث لهما، الأول: أجيب ليكم شنو؟، والثاني: هسة ولا اخليكم شوية؟، وعادة تكون الإجابة لا خلينا شوية، بعدها تغيب لمدة تصل 40 دقيقة وتأتي بالطلبات، وعندما تقترب تفتعل ما يلفت انتباه الجالسين، فقد يكونا في وضع خاص (مخل). يشير البعض إلى أن الخدمات التي تُقدم في (الغابة) خمس نجوم، سعر قارورة الماء الواحدة حوالي (8) جنيهات وهي إجبارية، وكوب القهوة قيمته (15) جنيها، ويزيد عند بعضهن، الشاي والكركدي (10) جنيهات، القهوة باللبن يتجاوز سعر الكباية الواحدة (25) جنيها.. وأضاف أحدهم: الأسعار تبين أن الأمر لا علاقة له بالقهوة او الشاي، بل الهدوء والخصوصية، التي ينشدها هؤلاء، فما من مبرر لدفع 50 جنيه ثمنا لكوبين من القهوة وقارورتي ماء، بعض الشباب الذين يبحثون عن قضاء أوقات ترفيهية واستعادة الصداقات القديمة وأيام الجامعة، يأتون بمؤنهم، ويفترشون (ملايات) على الأرض، بعيدا عن اي شخص، وكأنهم على شواطئ الأمازون يفعلون ما يحلو لهم . استغلال للفتيات كثير من الجرائم سجلتها مضابط الشرطة، حيث يشير البعض إلى بعضهم يقومون بتخويف الشبان والشابات، ويستولون على ممتلكاتهم، وعادة يستغلون خوف الفتيات، ويهددوهن بالاتصال على ذويهن، وإخبارهم أنهم وجدوهن في وضع مخل بالآداب في منطقة الغابة، وقد يصل الأمر للاستغلال الجنسي، خاصة وأن المنطقة مقطوعة، ونادراً ما يمر بها شخص، حتى عربات الشرطة اصبحت لا تتعمق في الدخول للغابة نسبة لصعوبة تضاريس المنطقة. تجارة الهواتف يضج السوق العربي بال(نشالين)، أما ما لا يعلمه الكثيرون أن معظم ما يتم سرقته في السوق العربي، يباع في الغابة وبأبخس الأثمان، وتحديدا الهواتف النقالة.. على حسب احد اصحاب العوامات الذي أضاف بأنه اشترى قبل ايام قليلة هاتف ( تكنو)، ب(250)جنيه، بينما سعره في السوق يتجاوز (2000) جنيه، وقال معظم (النشالين) يبيعون ما يسرقونه في الغابة، ولهم زبائن معروفين، حتى بعض أصحاب الفترينات مداومون على الحضور لشراء الهواتف. رسوم مجهولة أفادت إحدى (ستات الشاي) بأن هناك (51) جنيها يتم سدادها شهريا، بمباني غابات ولاية الخرطوم، حيث أن على (ستات الشاي) التوجه إلى مكاتب إدارة الغابات لدفع المبلغ، وإلا سيتم طردها من المكان، إحداهنّ تذمرت من الأمر مشيرة إلى أن المبلغ زهيد لكن إجبارها على الحضور إلى الإدارة لتسديد المبلغ تزعجها جدا. مناطق خطرة يتاخم الغابة حي سكني، اشتهر ببعض المظاهر السالبة، وصناعة الخمور وبيعها، وإيواء اللصوص وبعض مرتادي الإجرام، وأحيانا يتسلل بعض شباب هذا الحي لمنطقة الغابة ويفتعلون شجارات بينهم او مع العابرين للمنطقة او حتى من ضلت خطاهم الطريق، وغالبا تنتهي هذه المشاجرات بجريمة أقلها طعن أو ضرب مبرح وأحياناً محاولة اغتصاب ويسبق هذا استيلاء على الهواتف والحقائب وكل ما يملك المُعتدى عليه . صاحب إحدى المحلات القريبة من المنطقة، قال كثير من تجار الممنوعات يتقابلون داخل الغابة، فهي بعيدة عن الأعين وكبيرة جدا بحيث يصعب على الشرطة ملاحقتهم فيها، وقد استغل بعض تجار المخدرات المنطقة في توزيع المخدرات والحبوب وكثير من الممنوعات، حتى أن بعض طلاب وطالبات الجامعات، يتعاملون معهم. شكاوى ونصائح بعض تجار المنحوتات الخشبية بمنطقة الطابية وأصحاب المحلات القريبة تحدثوا عن كثير من الممارسات السيئة التي تتم داخل منطقة الغابة بشكل يومي، وقال صاحب احد الكافتريات القريبة من المنطقة : يفترض على الطلاب أن يرتقوا فكريا ويتميزوا بالسلوك الحضاري ولا ينغمسوا في نزواتهم، وطالب الاسر بمتابعة ابناءهم قائلاً: التربية والمسؤولية لا تنتهي بدخول الأبناء للجامعة، بل هي المرحلة الحقيقية للوقوف مع الأبناء، فالجامعة بها كل شيء، ويصعب على الطلاب تحديد ما هو صحيح وخاطئ، فمعظم الطلاب إن لم يكن كلهم، يعتقدون ان مرحلة الجامعة هي مرحلة الحرية الكاملة، وكل شيء فيها مباح. غابات ولاية الخرطوم الاتحادية حملنا كثير من التساؤلات لمدير غابات ولاية الخرطوم أسامة تاج السر، الذي لم ينفِ معظم المظاهر السالبة التي نقلناها عبر التحقيق، والتي تشهدها المنطقة، مضيفاً: أصبحت المنطقة اكثر هدوءاً مما سبق بعد كثير من الجهودات التي قمنا بها، وساعون للحد من الممارسات السيئة واللاأخلاقية داخل الغابة، وقد قمنا بمحاولة تقنيين العمل داخل الغابة، بفرض رسم معين على ( ستات الشاي ) ليعلمن ان بالمكان (زابط) ورابط، واضاف ايضا: تقع الغابة داخل هيكل الخرطوم الجديد وخطة الولاية 2020م والتي تقضي بتطوير منطقة المقرن ومن ضمنها منطقة الغابة، التي ستشهد نقلة كبيرة، ومن التوقع تفعيل بعض الإجراءات للحد من الظواهر السالبة. الجريدة