هناك مثل سوداني شهير يقول «الكذب حبلو قصير» بمعنى أن الشخص الكذّاب سرعان ما ينكشف ويفتضح أمره ليصبح في موقف لا يحسد عليه.. مواقف وطرائف عديدة تلك التي تصاحب الكذب..«تقاسيم» قامت باستطلاع وسط عدد من الناس كانت لهم مواقف محرجة وطريفة مع الكذب «الحبلو قصير».. كتبت: سحر محمد بشير بداية وقفتنا كانت مع إنصاف حيث قالت ضاحكة: هاتفتني قريبتي بغرض أن أحضر لها في منزلها ولم تكن لدي نيّة في الذهاب إليها حقيقة؛ فاعتذرت لها في الهاتف قائلة: أنا مازلت في مقر عملي وسأخرج بعد قليل فإذا سمح لي زمني بزيارتها سأفعل رغم أنني كنت موجودة بمنزلنا.. المهم طالت مدة المكالمة بيننا وفجأة وبدون وعي مني صرخت قائلة «سجمي عندي حلّة في النار تكون حرقت»!! وطبعًا لم أقل شيئًا بعدها واكتفيت بإغلاق هاتفي لعدد من الأيام. أم سلمة كانت لها طرفة حدثت لها عبر رسائل الهاتف الجوال سردتها قائلة: كنت أنوي إرسال رسالة لصديقتي أشكو لها من زميلة أخرى حيال موقف بدر منها تجاهي ونحن نعمل بمؤسسة واحدة ولم أستطع الصبر لوقت خروجنا وملاقاة زميلتي المهم قمت بكتابة رسالة ضمنتها كل الوقائع وبدلاً من أن أرسلها لصديقتي المعنية قمت بإرسالها إلى زمليتي التي كنت أشكو منها واستغربت جدًا لعدم رد صديقتي على رسالتي! وعندما راجعت تقارير التسليم فوجئت بأنني قمت بإرسالها إلى زميلتي التي كنت أشكو منها مما زاد «الطين بِلة» بيننا.. «ص» لها موقف أيضًا طريف مع الكذب، ولكن بزيادة الكلام فيه على شاكلة «الكلام ببدأ وبزيدوهو حبة» قالت على لسان جارتها : كنت في مناسبة «سماية» فأحببت أن أشارك في الحديث برواية تقول كانت قريبتي قادمة من دولة شقيقة في العام الماضي وشاءت الأقدار أن يتأخر موعد الإقلاع نسبة للازدحام الشديد في الميناء الجوي ومن ضمن الركاب كانت هنالك سيدة كبيرة في السن بمعيتها حافظة ثلج مليئة بالدجاج المثلج! لكن مع تأخرنا في الإقلاع ليومين كاملين فسد الدجاج وفاحت رائحته وكل الذي فعتله المرأة هي أن دفعت به إلى عامل النظافة ليقوم بالتخلص منه.. هنا انتهت الرواية حسب ما سردتها قريبة جارتي، ولكنها عندما لم تجد التفاعل من الجالسات أضافت إلى الرواية كيف أن السلطات في البلد المعني تدخلت وكيف قامت بالتحقيق مع السودانيين الموجودين بالمطار وختمت حديثها بأن هذه السيدة خُتم على جواز سفرها خروج بدون عودة!! وكانت الطرفة أن السيدة المعنية هي ذات السيدة صاحبة المنزل! وقد أتت قبل يومين فقط من تلكم الدولة.. وبالتأكيد لم تمكث جارتي دقيقة في ذلك المنزل الذي أتت إليه برفقة قريبتها تلك. حسين من قرية ود كري من الجزيرة سرد روايته قائلاً: كنت أستغل حافلة ركاب من أم درمان صوب السوق العربي فرنّ جرس هاتفي الجوال معلنًا عن قدوم مكالمة من أحد عمومتي من ذات القرية، وكنت قد تركته بالقرية حين حضوري وعندما رددت على المكالمة فاجأني قائلاً: «إنت وين يا زول»؟فطاف بذهني إذ قلت له أنا في الخرطوم فسيكلفني بعشرات الأغراض ومئات الوصايا فاستدركت قائلاً: أنا في الحصاحيصا! فما كان منه إلا أن رد عليّ بحزم: «إنت يا ولد بتكذب عليّ»؟ هي الحصاحيصا دي نقلوها «الخرتوم»! وفوجئت به يستغل ذات المركبة التي أنا بها !! ولم أستطع تبرير إجابتي له!!