كم تمنيتُ أن يشاهد كل سكان السودان داخل البلاد وخارجها صور أولئك الأطفال الذين عرضتهم شاشة التلفزيون وهم يتحدثون عن اختطافهم من قِبل قوات حركة العدل والمساواة من منطقة الطويشة بشمال دارفور أثناء رعيهم الأغنام ومعهم «26» طفلاً آخرين تتراوح أعمارهم بين «12» و«14» عاماً وعن كيف كان جنود خليل إبراهيم وجبريل إبراهيم يقتلون كل من يحاول الهروب. كم تمنيتُ أن أجلس في تلك اللحظات إلى جبريل إبراهيم لأسأله عن الدين الذي يبيح له أن يترك أطفالاً هم في أحضان أمهاتهم يتلقون تعليمهم الابتدائي والثانوي والجامعي في الخرطوم أو في الخليج ويبيح لشقيقه خليل أن يعلِّم أبناءه في جامعة الخرطوم ويُبقيهم مع أمهم في الخرطوم بعيداً عن الحرب بينما تقوم قواتُه باختطاف المهمّشين من أطفال دارفور وكردفان وتسعر بهم الحرب كما حدث ويحدث منذ غزو أم درمان مما رأينا مشاهده بأعيننا، أي والله العظيم!! أكتب اليوم وأمامي صور الأطفال المنشورة في جريدة «الصحافة» أمس الأول والذين تمكنوا من الفرار.. صديق عبد الله جدو «14 عاماً» والصادق هارون آدم موسى «15 عاماً» وإسماعيل علي آدم «16 عاماً جميعهم من أبناء الميدوب في قرية مرسوس شمال المالحة.. تمكنوا من الهرب من داخل ولاية الوحدة بجنوب السودان!! لكن هل تظنون أن جبريل سيصمت ويحار جواباً عندما أسأله وأتلو عليه آيات القرآن الذي كان يستمع إليه أيام كان يدير شركة عزة للنقل في مدينة الخرطوم في تسعينات القرن الماضي.. أقول القرآن الذي كان يستمع إليه ويفسره بصورة تختلف عن التي يفسره بها اليوم؟! لن يحار جواباً بل سيزين له الشيطان سوء عمله فيراه حسناً كما قال القرآن الكريم!! في تلك الأيام كان خليل يقود كتائب المجاهدين في جنوب السودان وكان شقيقه الزعيم الحالي لحركة العدل والمساواة يدير شركة عزة للنقل أما اليوم فإن الرجلين يحتكمان للتفسير التوحيدي الذي أصدره شيخهما الترابي ليبرر به شنّ الحرب على الدولة، التي كان يقودها، لأنها خرجت عن طوعه.. شنّ الحرب على الدولة من دولة جنوب السودان التي تناصب بلاده العداء وكأنّ تلك الدولة يحكمها الصوّامون القوّامون لا المخمورون المعادون لله ورسوله!! في تلك الأيام حين كان الترابي يأمر وينهى كان الميرغني المتحالف مع قرنق في التجمع الوطني الديمقراطي هو عدو الإسلام ودولة الإسلام أما اليوم وقد فقد الترابي السلطة، فقد أصبح كل من يتحالف مع أعداء اليوم شيطاناً رجيماً أما التحالف مع دولة قرنق فهو يعدل الفوز بليلة القدر والفردوس الأعلى!! إذن دعونا نسأل: من تراه يقود خليل ومن يقود جبريل ومن يقود الترابي اليوم؟! وُقِّعت وثيقة الدوحة وحصلت على إجماع معظم أبناء دارفور لأنها استجابت لكل ما طالب به خليل بل لأكثر مما طالب به خاصة وأن ما وفرته دولة قطر من أموال وضمانات فاق كل تصورات وأحلام من رفعوا السلاح فماذا يريد جبريل؟! هل تراه سيُصرُّ ويمضي في طريق أخيه عناداً وتمادياً في الباطل أم سيتذكر قول الله تعالى: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً»؟! هل سيظل متحالفاً مع من يعلم يقيناً أنهم يبغضون الله ورسوله أم يعود ويثوب ويستغفر طمعًا في عفو الله الذي يغفر الذنوب جميعاً؟! تعقيب على بعض ما ورد في مقال «الرسول في حياتي» { الأستاذ: الطيب مصطفى صحيفة «الإنتباهة» المحترم إشارة لصحيفتكم الموقرة بتاريخ الأحد 5/2/2012م وفي عمود (زفرات حرى) ورد أن المعلم (مصباح) أستاذ اللغة الإنجليزية دخل عليكم في الصف الأول بمدرسة بري الأميرية ولعب بعقولكم وشكّك في دينكم ومؤخرًا عرفنا أنه (شيوعي وملحد). هذا ما ورد في العمود المذكور في الصحيفة. أرجو أن أشير للآتي: أنا مصباح بابكر أحمد الفكي مختص اللغة الإنجليزية بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي بخت الرضا. وقبل ذلك رئيس لشعبة اللغة الإنجليزية بكلية المعلمين الوسطى بخت الرضا حيث أهّلت ودرّبت آلاف المعلمين المنتشرين الآن في كل أنحاء السودان في مركز المناهج قمت بتأليف منهج اللغة الإنجليزية (سلسلة Spine) المعمول بها الآن في مرحلتي الأساس والثانوي. ثم كنتُ أضع امتحان اللغة الإنجليزية ثماني سنوات وأشرف على مركز تصحيح اللغة الإنجليزية والآن محاضر متعاون بشعبة اللغة الإنجليزية جامعة بخت الرضا. أولاً أنا لم أدرِّس في مدرسة بري المذكورة قط. أول مدرسة في بداية عملي كانت مدرسة بحري الأميرية الوسطى بحي الدناقلة ولمدة سنتين فقط وكان ذلك في عام 1958م ومن تلاميذي في الصف الأول المتوسط في بحري الأبناء الدكتور طبيب: عمر إبراهيم عبود والفاتح محمد أحمد عروة. ما ورد في عمود (زفرات حرى) أساء إلى سمعتي وألحق بي أذىً كثيراً وتلقيتُ رسائل استفسارات كثيرة من آلاف المعلمين الذين درّستهم ومن الذين شاركوني في تصحيح اللغة الإنجليزية من معلمين ومعلمات ومن طلبتي بجامعة بخت الرضا وزملائي في مركز المناهج ومن الذين عاشرتُهم في الدويم من المواطنين على مدى ثلاثين عامًا أو أكثر سمعتي تضررت وأصابني كثيرٌ من الأذى. علمًا بأنني من الولاية الشمالية وبحمد الله حافظ قرآن في خلوة والدي الذي كان حجة في علوم الفقه والميراث. وكنت أتوقع من الأستاذ الصحفي الطيب صاحب القلم الجريء والصريح أن يوضح أن المعني لستُ أنا ذلك لأنه ذكر فقط الاسم (مصباح) ولم يذكر الاسم كاملاً وليته كان أشار إلى السنة التي كان يدرس خلالها في الصف الأول المتوسط بمدرسة بري. أرجو النشر مع إشارة بعد هذا التوضيح أنني لست المعني بما ورد في الصحيفة ذلك ليطمئن تلاميذي من الأساتذة ومن الأهل وهم مئات. وختامًا لكم الشكر المصباح بابكر أحمد الفكي المركز القومي للمناهج بخت الرضا الدويم تعقيب: أقول لأستاذي مصباح إنه لم يكن المقصود في ذلك المقال ولا يوجد سبب يجعله يظن ذلك الظن فلا الاسم الذي ذكرتُه في مقالي يطابق اسمه ولا المدرسة فلماذا كل ذلك الانزعاج؟! ثانياً: يا أستاذي أنا لا أعرفك فكيف أنفي أنك لست المعني بذلك المقال فقد كان الأولى ألّا تذهب بك الظنون إلى أني قصدتُك بمقالي الذي لم أُشر فيه إلى اسمك ولا إلى مدرستك؟!