ظل زميلنا جعفر باعو رئيس قسم الولايات ب«الإنتباهة» يجهر برأيه على الدوام إن أفضل مراسل ل «الإنتباهة» بالولايات هو الزميل مهدي سعيد، يقول ذلك عندما يتفوق مهدي، ويؤمِّن على هذه الفتوى المهنية أسرة تحرير الأخبار، فمراسل القضارف صحفي محترف يحب مهنته ويبذل لها الغالي والنفيس، ويحترق من أجلها يومياً، ويحب ولايته وأهلها وينحاز لقضاياها الجوهرية بمهنية عالية، ظل طوال حياته يكتب عن القضارف ومشروعاتها ويدافع ويدفع عنها بلا كلل أو ملل، واستطاع الزميل مهدي «رحمه الله» ان يجعل ل «الإنتباهة» أرضية صلبة بالقضارف من خلال عمله الصحفي المحايد وسط كل القوى السياسية والتنفيذية وكافة قطاعات المجتمع المدني فقد كان متصالحًا مع الجميع، تجده مع الشباب شاباً باشاً هاشاً ضحوكًا، ووسط الرجال من أولي العزم والحسم، عرفناه بيننا من أصحاب الخُلق الرفيع والهمم العالية، والبسمة الدائمة والبشاشة التي لم تفارق وجهه الناصع، لا يتحدث إلا بهدوء تام ولم يره أحدٌ منا غاضباً، وكما أنه يتميز بحسن الجوهر فإنه حسن المظهر تتطابق عنده الدواخل والبواطن، وهي الهيئة التي رحل بها عنا صباحاً وترك فراغاً كبيراً بين أهله وزملائه وجيرانه، ليردد في دواخلنا أنشودة حزينة كأنما الشاعر أحمد سعد الدين كتبها خصيصاً لفتى القضارف الأسمر حيث قال: رحل الصباح وتفجَّرت شمس الجراح والحب راح فارحل هنيئًا ضاحكًا مستبشرًا واذهب سعيدًا ولتدع لقلوبنا نحن النواح سيظل زميلنا باعو والزملاء بالأخبار وب«الإنتباهة» والوسط الصحفي بولاية القضارف يسألون الله تعالى أن يُنزل الفقيد في عليين مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، ولن تنوح قلوبُنا بل ستطمئن بإذن الله وستمتلئ باليقين والصبر، ولن نقول إلا ما يرضي الله: «لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم»، «إنا لله وإنا اليه راجعون»