هنالك شعور عارم وسط عامة الشعب بأن الإنقاذ قد أصابها الهرم وتكسرت أنيابها، وحق لهم هذا القول، ونحن نرى كثيراً من المبادئ والشعارات والمواقف التي يتصف بها اهل الانقاذ تتهاوى أمامنا. فالإنقاذ من قبل وفي بداياتها كانت أسداً هصوراً بالرغم من تكالب الاعداء عليها من كل الجهات، ولكنها وقفت صامدة وصلدة، وذلك لصدق توجه قيادتها. فكانت لا تخشى في تمكين الحق وفق رؤاها لومة لائم حتى لو كان سيدة العالم امريكا. ولقد تحسسنا وتلمسنا غضبة الامريكان عليها لدرجة قصف مصنع الشفاء وفرض العقوبات بجميع مسمياتها، حتى أن أمريكا قد أعيتها جميع الحيل في محاربة هذا النظام، بعد أن استخدمت كل الاساليب القذرة، ومنها جميع اذرعها الاقليمية وجميع المنظمات ومازاد ذلك الإنقاذ الا جسارة. ولكن ما نراه الآن أربكنا كلنا، فماذا أصاب الإنقاذ، لدرجة أن كثيراً من الملفات الأمنية والاقتصادية الحساسة التي واجهت هذا الشعب رأينا ان الانقاذ نظرت اليها بعيون ناعسة وبدون مبالاة. حتى أن كثيراً من غثاء هذا الشعب تجاسر عليها، لدرجة أن عدوها اللدود الذي يجاهر بعداوته هذه يمشي بين ظهرانينا في أمن وسلام وفي قلب العاصمة. بل أن هنالك رجالاً في هذه الحكومة قد افتوا بامكانية قيام هذا العدو بتسجيل نفسه حزباً وتوفيق أوضاعه. وهنالك من انبرى له مدافعاً عن دستورية وقانونية وجود قطاع الشمال هذا بين ظهرانينا دون حسيب أو رقيب عليه.. فما هي المصوغات القانونية والتهم التي تريدها هذه الحكومة حتى تزج بهؤلاء في السجون، وهم الذين رفعوا العصيان في وجه الحكومة وأعلنوها حرباً لا هوادة فيها في جنوب كردفان، وها هم الآن يتوجهون للتصعيد بعد وصول الدعم اللوجستي والمادي من حكومة دولة الجنوب واسرائيل، وذلك بفضل اتصالات وزيارات ياسر عرمان الى اسرائيل. وها هو مالك عقار يحشد قواته ويصعد من لهجته في سبيل اللحاق بالركب، وتسديد ما عليه من دين لقوى الاستكبار والبغي.. إن قائمة المطلوبات لدى قطاع الشمال من دول امريكا واسرائيل قائمة طويلة لا تنتهي الا بزوال هذا البلد وتقسيمه الى عشرة اجزاء حتى يسهل نهبه والسيطرة عليه. وبالرغم من زيارة ياسر عرمان إلى إسرائيل وهي جزء من سلسلة زيارات واتصالات من قبل، مع الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل تعتبر دولة عدو في نظر الشعب السوداني، إلا أننا لم نسمع حتى هذه اللحظة بإصدار وزارة العدل مذكرة توقيف في حقه، أو لم تجد نشرة لمتهم هارب؟ وكذلك هذا العقار الذي يحسب على هذا البلد، وذلك برئاسته لحكومة ولاية شمالية، ولكن بالرغم من ذلك فإن جميع تحركاته وقراراته تأتيه من دولة أجنبية هي الجنوب، وليس من المركز الذي يتبع له هو، وبالرغم من ذلك فهو في نظر الحكومة والٍ لولاية كغيره من الولاة الآخرين فلم تحاسبه ولم تحاكمه على أقواله وتصريحاته ونواياه التي يتحفنا بها يومياً. انني أقولها وأنا في منتهى القهر والحزن والأسف، إن هذه الحكومة قد فقدت القدرة والبوصلة على اتخاذ القرارات، وأصبحت لا تعرف عدوها من صديقها.. وكل الحقائق والدلائل تؤكد صحة هذا القول. لذلك فلنضعها وراء ظهورنا.. ونشمر عن ساعد الجد.. فإن المرحلة القادمة هي مرحلة الدبابين ومرحلة الدفاع الشعبي. فهذه البلاد قد أصابها غثاء وأصابها مرض يسمى قطاع الشمال، وهم ينظرون لنا شذراً ومن ورائهم دول كثيرة تدفعهم للتصعيد وشن حرب على هذا البلد، لذلك لا بد من إحباط جميع خططهم بالدواء والترياق الفعَّال الذي يعرفونه جيداً، وهو الدفاع الشعبي، لذلك لا بد من شحذ الهمم ونفض الغبار عن هذا السلاح الفعَّال فقد حانت ساعة الجد.