كثيرًا ما تفقد الأم أعصابها في التعامل مع اطفالها فالطفل لديه المقدرة على اثارة الإعصاب ومهما حاولت الام التماسك او التذرع بالصبر فإنها في لحظة معينة تثور وتفقد اعصابها ثم تراجع نفسها بعد ذلك وتندم على مافعلته. كما انها قد تتلفظ بعبارات لا ينبغي ان تقولها لأطفالها.. كان البيت الكبير مراقبًا لهذا الموضوع لمعرفة جوانبه.. * يقول هشام «صيدلي» عصبية الأم هو نتاج طبيعى للتعبير عن الغضب ولكن العصبية الفائتة عن الحد المعقول سرعان ما تؤثر بصورة سلبية على سلوك اطفالها ومن ثم يصير طفلها عصبيًا وعدوانيًا في الوقت نفسه لا سيما اطفالها الذين دومًا يكونون حولها وبالتالي يستخدمون نفس العبارات التى تستخدمها عند عصبيتها والطفل عادة لا يحب ان يشعر ان احد والديه فى حالة غضب لانه يعتقد ان هذا دليل على عدم حبه له. * شادية «ربة منزل» ترى ان هنالك اسبابًا تجعل المرأة عصبية لدى اطفالها فهنالك اطفال لا يسمعون الكلام ومهما يتحدث اليه والداه لا يعرهم اهتمامًا ولا يستمع الى نصحهم وارشادهم له بل يتمادى فى الأخطاء الامر الذى يجعل الام تفقد عصبيتها وتثور وتتلفظ بألفاظ كثيرة ولكن مع ذلك لابد من الحكمة والتعامل مع الأطفال بنوع من الدوبلوماسية حتى لا تجعل عصبيتها تنتقل الى اطفالها وتؤثر على حياتهم فى المستقبل. * تقول ليلى «موظفة»: كل الامهات يعترفن باقترافهن مثل هذا الخطأ وكلنا نستخدم هذه العبارات التي تضر بالطفل غير ان الأم عندما تقول ذلك لا تعي حقيقة ومدى تأثير هذه الجمل بل تقولها كي تتخلص من الحالة الآنية التي تعيشها او لتتخلص من الحاح الطفل أو تشويشه عليها أو غير ذلك فنسمع الأم تقول «لم اعد احبك» «أنا اكرهك» فعندما تقول الأم أنا اكرهك فهي لا تقصد ذلك ولكنها تقولها من باب «الفشة» أو عندما تقول «لا تلعب فقد كبرت علي اللعب او الله يقتلك او الله يلعنك» وكذلك «فلان افضل منك» فهذه العبارات حسب ما قرأت تسيئ كثيرًا للطفل معتبرة مبدأ المقارنة بين الاطفال ان كانوا زملاء أو اخوة أو غير ذلك فهو يضر بهم وانا حقيقة في بعض الأحيان استخدم للأسف بعض هذه العبارات ولكن بعد ان اقولها اعود فأرقع الأمر وأحاول تصحيح الموقف واعتقد ان السبب الرئيس وراء استخدام هذه العبارات هو جهل الأهل بخطورتها. * الاختصاصية الاجتماعية وجدان تقول: تمرّ على الأم فترات تتصف فيها بالعصبية، وعلاج هذه المشكلة يتوقف حتمًا على معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الانفعال وهذه الحدة، فمعرفة الداء نصف الدواء.. وهذه الأسباب إما عضوية أو نفسية أو اجتماعية فزيادة نسبة الثيروكسين المفرز من الغدة الدرقية يسبب المزاج الحاد والعصبية وطبعًا هذا يتطلب استشارة الطبيب المختص.. أو تكون بسبب الضغط الذي تتعرض له الأم من كثرة الالتزامات والأعباء المنزلية.. ربما لا يرى الزوج ذلك وربما لا تستطيع الام أن تبوح بها لأحد لأنها ستقابل بالاستنكار أو بالسخرية، لذلك يجب أن يناقشها الزوج فى هذا الأمر بوضوح وصراحة، ويساعدها في تنظيم الوقت وترتيب الأولويات وفي إنجاز هذه الالتزامات بشكل فعّال. * ويواصل ابراهيم اختصاصى علم النفس الحديث فيقول ان عصبية الام مجرد لحظات وقتية محددة ولايستمر الى الابد وانه متى انقضت هذه اللحظات عاد اليهما الهدوء والطمأنينة. وقد تكون العصبية بسبب مشكلات في علاقة الزوجة مع الزوج أو مع أسرتها أو أسرة الزوج، وبالطبع فى كل هذه الحالات يمكن أن تُناقش هذه الأمور مع الاستعداد لحلها ومنح الزوجة الإحساس بأن كل مشكلة لابد لها من حل إذا تعاملنا معها بوضوح. وقد يكون السبب أنها لم تستعد بعد لأن تكون أمًا وإذا بها تجد نفسها مسؤولة عن ثلاثة أطفال ولا تعرف كيف تتصرف معهم وهذا يمكن علاجه بأن يوضح لها الزوج «قولاً وفعلاً» أن مسؤولية التربية لا تقع على عاتق الأم وحدها بل هي مسؤولية مشتركة.