٭ وأمس .. يكمل العام المائة لغرق السفينة (تايتنك).. في أول رحلة لها وغرق (0051) شخص..!! وصاحب السفينة ومهندسها يقول للصحافة قبل أسبوع: السموات نفسها لا تستطيع إغراقها. ٭ وبترول. ٭.. والأسبوع هذا يكمل العام الخمسين.. ومخابرات أمريكا تطيح مصدق رئيس إيران = لأنه منع أمريكا من سرقة بترول إيران = وتقوم بإعادة الشاه. ٭.. والأسبوع هذا.. وأبريل يعيد ذكرى بداية المحادثات مع الجنوب 2991م. ٭... وكلها يجمعها شيء واحد وهو أننا نتعامل اليوم مع عالم لا نعرفه. ٭ ونحن لا نعرف أمريكا.. ولا أخلاق العالم اليوم. ٭ ووفودنا التي تتفاوض منذ عشرين سنة لا تعرف العدو الجنوبي ولا العالم.. لهذا تعود بحقائب من الأفاعي ٭.. وجلسة مثقفين حين تتحدث عما يقودنا إليه وفد التفاوض تعيد حكاية أحد قادة وفد التفاوض. ٭ والرجل يعلن أن أمبيكي صديقه!! ٭ وأمبيكي هو الذي يصوغ كل ما يقدمه له الترابي عن القضاء الهجين و.. ويقدمه للعالم.. ضدنا. ٭.. والحكايات عن وفد المفاوضات تسوق كيف أن وفودنا .. في الجولات كلها تذهب دون بنود.. بينما الجانب الآخر يأتي بدراسات تعدها شبكات أمريكية ٭ قالوا: منذ أيام علي الحاج الذي كان هو أول من يأتي بجملة تقرير مصير (منتصف التسعينيات) .. وحتى بدايات نيفاشا.. (قبل حضور علي عثمان إلى هناك) كان عشرة من الوفد /21 شخصاً/ يرفضون تضمين شيء اسمه المناطق الثلاث .. لكن إدريس ويحيى يوافقان.. ٭ بعدها.. الخازوق..!! ٭ قال ساخطاً من المتحدثين : في يوغندا.. وبحضور السفير الأمريكي = والمجاهدون / يقودون معركة الميل أربعين يومئذٍ/ وفي الأيام ذاتها كان اللقاء يطلب كلمة من الوفدين .. ورئيس الوفد الجنوبي سامسون كواجي/ الذي ذهب الى جهنم بالسم في العام الأسبق/ يمسك بالمايكروفون ويشتم أمهات كل الشماليين. ٭ وأشجار (كارين) تسمع .. بعدها السيد يحيى حسين يمسك بالمايكروفون.. وفي أدب شديد/ يقول : لا نريد أن نعلق!! ٭.. وبعض الحضور هناك تقتلهم المغصة ولا (يفش) صدورهم إلا الخطاب = ثم البيان بالعمل = الذي تلقيه قيادة الجيش على الجنود قبل الهجوم على هجليج أمس الأول. ٭ وقائد الجيش يشير إلى هجليج ثم يقول كلمتين فقط : (....) . ٭ وفعلوها!! ٭ والغريب أن الإنقاذ.. لما كانت لا تتفاوض كان من يبارك تحركها ليلة 03 يونيو = أحمد سليمان = يختم اللقاء الحاسم بالجملة ذاتها.. ذاتها. ٭ .. وظهيرة أمس.. كتيبتان تتقدمان من الجنوب لنجدة جنود سلفا كير تتوقفان بعد أن تبين لهما أن الحكاية .. خلاص..!! (2) ٭ لكن ما بين تايتانك وحتى أمس كانت الكتابات = الأمريكية وغيرها = تكتب عن أمريكا وكأنها تقول للسودان : هذا هو العدو الذي يقاتلكم.. افهموا!! ٭ وحكاية: ٭ وفي الحكاية الصغيرة.. الدكتورة بنت الشاطئ وهى تسير في أحد طرقات نيويورك تتعثر امرأة عجوز أمامها وتسقط.. وبنت الشاطئ تسرع لمساعدتها.. وتفاجأ بالعجوز تنظر إليها في كراهية تفعل بوجهها ما تفعله الشعلة بورقة بيضاء ٭.. السبب هو أن (المساعدة) تعني العجز ولا شيء هناك أكثر رعباً من العجز. ٭ وكتابة ٭ وفي الكتابة أن كل أحد في الأرض يعيش على أرض تحتها أجداده .. ومن حوله أهله.. ويطمئن.. لكن الأمريكي جاء إلى هناك نازحاً .. وحيداً. ٭ والوحيد وسط الزحام يشعر بالخوف.. ويبحث عن القوة.. والوحشية. ٭ وفي أمريكا كل شيء يعبد القوة. ٭ الملاكمة والمصارعة والرياضات العنيفة كلها أمريكية.. واستعراض للقوة. ٭.. و صناعة السيَّارات والأسلحة والجسور وكل شيء .. صفته الأولى هو القوة. ٭ .. والجريمة المنظمة تولد في أمريكا.. صناعة للجريمة القوية.. ٭ والجيوش الآن تطوير لهذا. ٭ وكتابة. ٭ والنجومية صناعة أمريكية.. ٭ والنجم هو شخص ينظر الناس إليه لأن عنده ما يشتهيه كل أحد (الجمال والثراء والقوة). ٭ لكن.. الأمريكي الذي يجمع كل شيء يخنقه شيء. ٭ .. الأمريكي الذي يقضي ليلة ممتعة.. وينام بعمق وينهض الصباح فوق فراش فخم.. وحمام فخم.. وملابس وعطور.. ينظر عبر النافذة الى النمل المزدحم في الطرقات يسأل نفسه : ثم ماذا..!! ٭ المتعة؟! ٭ الكتابة تجيب ٭ .. وكانتزاكيس اليوناني يصبح أشهر الكتاب بروايته عن معسكر المجذومين. ٭ .. ومن معسكر للمجذومين ومعسكر للمجذومات يخرج الرجال والنساء اليائسون ويلتقون في عناق يجعل دمامل الجذام يسيل صديدها ودماؤها.. وصرخات الألم واللذة واليأس والجنون أشياء ترسم للأمريكي حياته. ٭ والروح أحياناً تجيب. ٭ وأشهر عمل سينمائي اسمه (ربيع مسز استون) ٭ وفي الفيلم امرأة .. عندها كل شيء عدا الأسرة والزوج والأطفال. ٭ لكن المرأة = التي لها كل صفات (مسز رايس الآن) حين تهبط من عربتها الفخمة .. وتعبر بالحرس والمراسم تدخل إلى غرفتها المنسقة جداً الفخمة جداً.. الفارغة الصامتة وهناك تطل حقيقة كل شيء. ٭ الحقيقة المروعة. ٭ وأية امرأة الآن في حي صغير في أم درمان هي امرأة سعيدة جداً بينما مسز ستون = أنموذج الأمريكية = امرأة عندها كل شيء .. وليس عندها شيء. ٭ وحكاية ٭ ويوسف إدريس يكتب قصة ممتعة عن بنت أسرة غنية جداً.. والفتاة مريضة على امتداد سنواتها الست عشرة.. بينما بنت خادمة الأسرة.. في مثل عمرها تبظ كعوبها وخدودها بالعافية. ٭ .. والفتاة المسكينة تتسلل وتهمس لبنت الخادمة تسألها عن طعامها.. ماذا تأكل لتصبح متعافية هكذا.. ٭ هذه تصف طعامها البسيط .. جبنة مملحة.. وعيش.. ٭ والفتاة تتآمر مع هذه لتحضر إليها طعامها هذا.. ٭.. وبعيداً عن الحكايات .. أحد أغنياء أمريكا حين يضع والده في أشهر بيوت العجزة.. ويجلب له أشهر الأطباء والممرضات.. يجد (كونسلتو) الأطباء يقولون له : العلاج الوحيد لوالدك هذا هو أن تجعله .. في البيت.. وسط أولاد البيت وصراخهم وأقذارهم. ٭ والكتابات تلملم المجتمع الأمريكي لتعرف .. ما الذي يجعل أمريكا كلباً ضخماً يتلوى من الجنون والسعر والقوة.. ويهجم ويعض!! ٭ الكتابات تقول : أمريكا تضرب نوريجا وتسجنه في زنزانة عندها لأن نوريجا خالف القانون الأمريكي على أرضه هو.. ٭ قالوا.. بعدها بستة أشهر أمريكا تغزو العراق للسبب الذي يناقض تماماً ما فعله نوريجا.. وضرب لأجله. ٭ قالوا : السبب عند أمريكا شيء لا يقود .. بل يقاد.. ٭ قالوا : ما بين قيام المخابرات الأمريكية باعتقال مصدق في إيران عام 2591م وتنصيب الشاه وحتى اعتقال نوريجا 0991م. وحتى اعتقال صدام 6002م وحتى وحتى أمريكا قانونها هو : أنا القوي وأنت العاجز. ٭ لكن شيئاً يحدث. ٭ الكتابات تجد أن إطلاق القانون هذا هو ما يجعل العاجز يقيم القاعدة ويحول أفغانستان والباكستان والعراق والمنطقة بكاملها إلى شيء مخيف. ٭ الكتابات قالت ٭ منذ عام 3002م شيء مثل (فوران العطس) في الأنف يجعل أمريكا تشعر بشيء. ٭ وانطلقت صرخة أمريكا المستغربة تسأل = وتقيم المكاتب للبحث في = : لماذا يكرهوننا في العالم الإسلامي. ٭.. وعجزوا عن معرفة السبب. ٭ والعجز سببه أن الإنسان فيه منطقة لا يحملها كل الناس.. ٭ ومصطفى محمود حين يتحدث عن (المنطقة) هذه يقول : هى شيء مثل الشعور بالجنس بالنسبة للطفل.. شيء لا يمكن أن يفهمه مهما وصفته له. ٭.. المجتمع الأمريكي.. الأخلاق عنده .. شيء الآن مثل هذا. ٭.. لكن ٭ الكتابات تجد أن أمريكا وبشهادات يراها كل أحد.. والتي تخوض خمسين حرباً = كلها اعتداء = لم تكسب حرباً واحدة. ٭ ما بين ڤيتنام وحتى السودان. ٭ الكتابات إذن. ٭ والأحداث.. وطبيعة المجتمع الأمريكي إذن. ٭.. والمجتمع هذا الذي = مثل من يسقط في فضاء الهاوية لا يستطيع أن يوقف سقوطه = المجتمع هذا نعجز تماماً عن مواجهته إلا بشيء واحد. ٭ القوة الاستشهادية. ٭ وما بين بيروت وحتى العراق النماذج لا تنتهي. ٭ في الثمانينيات = المارينز حين يحتلون بيروت = يقوم مجاهد واحد بشحن عربته بشحنة من المتفجرات .. ثم يندفع إلى عمارة من عشرين طابقاً يسكنها المارينز.. وينسف مئتين وسبعة وأربعين جندياً.. ٭ وجندي = في الشهادة بعد ذلك = حين يسألونه عن عربة المتفجرات/ التي عبرت به/ يقول : لا أدري .. كل ما أذكره هو أن الشاب.. سائق الشاحنة = كان .. يبتسم All I know is that the guy was smilling. ٭ والجملة تصبح جملة كلاسيكية للتحذير. ٭ والكتابة تقول إن أمريكا من تقاليدها الآن أنها لا تحارب بجندي أمريكي. ٭ أمريكا تحارب بالآخرين.. ٭ مثل من يقودهم سلفا كير هناك. ٭ ومثل آخرين في الخرطوم هنا. ٭.. ونرسم الدوائر. ٭ ما لم ترسل حكومتنا إدريس عبد القادر. ٭ ما بين