أوردت صحيفة «ألوان» في عددها أمس الأول أن ضباً كبيراً تسلل داخل المفتاح الرئيسي لكهرباء مدينة سنار، حيث عاشت المدينة ظلاماً دامساً مصحوباً بموجة من العطش لمدة ثلاثة أيام، معتمد محلية سنار فخر الدين يعقوب قال إن التيار الكهربائي عاد إلى المدينة بعد محاولات من فريقين قدما من ود مدني والخرطوم لجهة إعادة التيار الكهربائي الذي تسبب فيه الضب الكبير بعد ثلاثة أيام من المحاولة لاكتشاف العطل الحقيقي الذي أدى لانقطاع التيار الكهربائي. ففي هذه المرة تدخلت غرائب الطبيعة في إحداث العطل. لكن يبدو أن هذه ليست الحادثة الأولى وقطعاً لن تكون الآخيرة، ففي العام الماضي شهدت قرية برنكو بولاية الجزيرة أزمة مياه حادة كانت مثاراً لجدل تناقلته الصحف اليومية، حيث تسببت فيها «قطة» صغيرة لم تجد لها مأوى سوى أنبوب المياه الكبير، وأدى الأمر إلى تلوث ملحوظ في المياه ليتم اكتشاف الكارثة بعد أيام عديدة. وعلى نطاق العالم فقد تسبب فأر جائع ويشعر بالبرد في قطع التيار الكهربائي عن مئات المنازل في شمال ألمانيا مدة خمس ساعات، فلم يجد الفأر مأوى من الطقس شديد البرودة سوى محطة لتوزيع الكهرباء في ولاية شلزفيج هولشتاين شمالي ألمانيا. ورجحت مصادر شركة «أيون» للكهرباء، أن يكون الفأر الصغير بدأ في قرض الوصلات داخل المحطة، حيث جرى اكتشاف آثار عض في الأسلاك، أما على الصعيد المحلي فإن المؤسف في الأمر أن المواطن عموماً يعاني تدهور خدمات المياه والكهرباء من تلوث وقطوعات مستمرة دون أن يكون للطبيعة دور كبير في ذلك، ومع ذلك قد يتأخر اكتشاف العطل أو احتواؤه من قبل إدارة الطوارئ بالكهرباء والمياه ألا بعد مرور مدة من الزمن، يتأثر المواطن خلالها تبعاً لذلك العطل؟ صحيح أن هزيمة الطبيعة وغرائبها ليست متاحة، لكن على الأقل سلاح العزيمة والجدية والعلم يحد من مخاطرها، وإلا فإن الفأر والقطط وربما القرود، ستكون هي المتهمة بتفجير أزماتنا حتى إشعار آخر.