٭ حينما وصلت إلى جدة يوم الأربعاء الماضي كان أول من قابلني الصديق الهلالي الكبير إبراهيم حسن «قديس» ليدعوني لحفل إفطار الرابطة الرياضية بجدة باعتباري أحد مؤسسيها.. وسألته عما يتردد عن دعوة للمريخ وأداء مباراة أمام اتحاد جدة، فاجابني بأن معلوماته تؤكد أن المباراة غير قائمة وحتى إن قامت ستكون مباراة «دكاكينية»، وحين لاحظ فزعي من العبارة الدكاكينية أوضح أن المباراة ربما تكون بدون اعلان وبدون ترخيص من رعاية الشباب وبدون حكام رسميين وفي ملعب النادي الصغير وسألني: «دكاكينية واللا ما دكاكينية»؟ ٭ ظلت هذه العبارة تدور في رأسي الذي كانت تدور فيه عشرات زيارات الفرق السودانية للمملكة وزيارات ثلاث فرق سعودية للسودان.. وظللت في حالة سؤال مستمر، فعلمت أنه لا توجد دعوة رسمية مكتوبة ولا عقد اتفاق موقع ولا شروط متبادلة.. ولم أجد أحداً من إداريي نادي الاتحاد العميد السابقين أو اللاحقين لأسأله سوى أحد العاملين السودانيين في سكرتارية النادي مع أحد مشجعي المريخ المعروفين لدى، ولكن للأسف وجدته على خلاف مع رابطة المريخ بجدة التي تعتبر رائدة الروابط في الخارج واكبرها، وكان هذا الأمر أحد عوامل دكاكينية الدعوة. ٭ اجتهدت لرأب الصدع داخل الرابطة، وساعدني الدكتور الكابتن علي قاقارين وعضو إدارة المريخ جمال الكيماوي.. واتفقنا على أن نذهب لنادي الاتحاد للوقوف على الزيارة وتوابعها، بل أن قاقارين وقد أكد بالفعل أنه «ولدنا» قال ده المريخ ولا يجب العبث باسمه، ولتكن إقامته في أرقى فنادق جدة. ٭ في نادي الاتحاد لم نجد أحداً ليبلغنا بأية معلومة سوى الشاب السوداني الذي يبدو أنه متحمس للزيارة، وابلغنا أن كل حاجة تمام التمام.. وأرسلت التأشيرات حتى الاضافية وما أدراك ما كشف الاضافية الذي اطلعت عليه من باب حب الاستطلاع، ولهذا الامر موضوع آخر فيما بعد.. وغادرنا نادي الاتحاد ولم أجد ما يطمئنني إلى المريخ سوى دعوة النجم الصديق محمد نور بأنه مصر على أن نستضيف البعثة في داره بمكة المكرمة في إفطار أو سحور. ٭ استعددنا للتوجه لمطار جدة يوم الأحد لاستقبال البعثة في العاشرة والنصف صباحاً، ولكن تم ابلاغنا بأن البعثة لم تتسلم كامل التأشيرات والتذاكر والحجوزات، وتأجل حضورها ليوم غدٍ الاثنين، وبالتالي ستؤجل المباراة ليوم الأربعاء. وكنت قد علمت من مقرب لمدرب الاتحاد ديمتري أن برنامجه التدريبي يرفض إقامتها إلا بعد الثلاثاء، ووسط هذه الفوضى الدكاكينية اتصلت برئيس المريخ جمال الوالي وأبلغني بأن الرحلة ملغاة.. وتنفست الصعداء وكذلك تنفس الصعداء أعضاء رابطة المريخ وجمهور الرياضيين والمغتربين الذين كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً من نتيجة المباراة، لأن الاتحاد مكتمل حتى بدون الدوليين، والمريخ غير جاهز حتى بالدوليين والمحترفين.. وللموضوع بقية. نقطة واحدة ٭ انتقل إلى جوار ربه بالولايات المتحدة أحد رموز الرياضة والأدب في السعودية سمو الأمير محمد العبد الله الفيصل رئيس النادي الأهلي السابق.. وابن رائد الرياضة السعودية الأمير عبد الله الفيصل الرئيس الفخري للمريخ.. وتألمت للخبر لمعرفتي اللصيقة به خلال ربع قرن من الزمان، ولمعرفتي لحبه للسودان والمريخ.. وهو الرجل الذي أعلن مرة عن استعداده لعلاج زعيم أمة الهلال الراحل الطيب عبد الله يرحمه الله حين علم بالخبر ونحن في إحدى البطولات العربية بجدة.. ولهذا كان اصراري على مجموعة من السودانيين لتقديم واجب العزاء.. رحمه الله واسكنه الجنة «إنا لله وإنا إليه راجعون».