{ كتبنا أمس تحت هذا العنوان حول تداعيات ما سمي دعوة للمريخ من اتحاد جدة والغاء الرحلة، وأوضحنا أن كل المسألة لم تخرج عن دائرة الهوى الشخصي وحب السفر.. وكأنما كان حديث الأثر حول فوائد السفر قد قصد به الرياضيين في السودان.. وما ذكرته أن المباراة وصفها البعض بأنها دكاكينية لأنها ستلعب في ملعب نادي الاتحاد ذي السعة الجماهيرية المحدودة، وبدون تصريح من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وبدون حكام رسميين حسب نظام المملكة الذي يمنع النشاط الرياضي في العشر الأواخر من رمضان.. وطبعاً هنالك لا مجال لما يسمى عندنا «الاستثناء». { حين يكون العمل مرتجلاً وفوضوياً وبعيداً عن المؤسسية فإن أضراره تتمدد.. وكما علمت فقد كان له أثر داخل مجلس الإدارة، حيث تم الإعلان عن رئيس للبعثة ثم إعلان آخر لرئيس آخر.. بل أن بعض أعضاء المجلس غضبوا.. وكان الأثر الذي أشرنا إليه أمس داخل رابطة مشجعي المريخ بجدة هذه الرابطة الرائدة التي إن لم يحفظ لها التاريخ عبر تكفلها برواتب المدرب الألماني السابق رودر لكفاها، ولكنها وكما شهدت في جمعيتها العمومية الأخيرة صرفت مئات الآلاف من الريالات. { حتى منتخب الوطن لم يسلم هو الآخر من الأثر السالب، فقد سحب منه لاعبو المريخ ولم يسافروا لا مع المنتخب ولا مع فريق ناديهم، وضاعت عليه أيام الإعداد.. وهذه من الخطايا الكبرى للاتحاد العام والجهاز الفني.. لكنها المجاملة. { الدعوات التي كانت تصل لأنديتنا من السعودية على وجه التحديد، كانت بعد خطابات متبادلة بين الناديين، وترفع لاتحادي الكرة في البلدين، وفي السعودية ترفع لرعاية الشباب التي بدورها تخاطب الجهات ذات الشأن.. فهل كانت الدعوة الدكاكينية بهذه الصورة.. ثم كم كان سينال المريخ من المباراة؟ الإجابة لا شيء، بل سمعت من أحد المهتمين بأمر الزيارة بأنه يقاتل بشراسة من أجل تغيير الفندق، وهذا يعني أن الفندق المرشح كان يحتاج لهذا القتال الشرس. نقطة.. نقطة { للمريخ سمعة كبيرة في السعودية ومكانة أكبر، لأنه أكثر فرق العالم زيارة للمملكة.. بل ربما يكون الفريق الوحيد الذي لعب في كل مدن السعودية، وربما يتفوق بذلك على معظم إن لم يكن كل الفرق هناك.. لأنه لعب في جيزان وتبوك وأبها وحائل وبريدة والهفوف والجبيل خلال معسكره الذي امتد لأربعين يوماً في السعودية. { وتبارى المريخ مع معظم الفرق السعودية الكبيرة، وفاز على الأهلي والاتفاق والقادسية والنصر والشباب.. وحتى الهلال الزعيم فاز عليه بهدف عاطف منصور.. وكل هذه المباريات وكل هذه الزيارات وأشهد عليها، كانت على درجة عالية من التنظيم والقبول والارتياح هنا وهناك. { أخيراً حسناً فعل رئيس المريخ جمال الوالي بإلغاء الزيارة.. وليت الموضوع لا يمر مرور الكرام، بل يجب التحقيق الدقيق، ليس بغرض اللوم والعتاب والعقاب، ولكن حتى لا يتكرر ما حدث، ونحافظ على الصورة الجميلة للكرة السودانية خاصة في المملكة التي نعترف لها بالريادة والأستاذية والتأسيس.