يعود تأسيس مدينة حمص إلى «الألف الثالث» قبل الميلاد وتبلغ مساحتها «48» كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها «مليون ومائتين وسبعة وستين نسمة»، وتبعد قرابة «162» كيلو مترًا من العاصمة السورية دمشق، وتعتبر حمص ملتقى معظم المحافظات السورية، ويمتاز أهلها بالشجاعة والكرم والكثير من الطرافة، أما حي بابا عمر فهو «ثاني باب من الأبواب»، حيث في مدخل المدينة حي له بابان، وقد نسب الاسم بابا عمرو إلى الصحابي الجليل عمرو بن معد يكرب الذي شارك في معركة القادسية واليرموك، وهو شاعر وفارس يمني زبيدي كان قد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم على يديه، ويوجد مسجد في مدينة حمص يحمل اسمه، ويقال إن قبره هناك، ونذكر أن القائد الإسلامي البارز خالد بن الوليد دُفن في مدينة حمص وعاش فيها أولاده وأحفاده في حي الخالدية الحالي ويسمون «بني خالد».. تعرَّضت مدينة حمص لحرب إبادة حقيقية في شهر فبراير شباط الماضي وهو نفس الأسلوب الذي تعرَّضت له مدينة حماة في نفس الشهر قبل «30» عاماً.. فقد حاصرت قوات النظام السوري المدينة وقصفتها بالمدفعية والراجمات ودمَّرت حي بابا عمرو بالكامل، والغريب في أمر هذا النظام أنه يستهدف المساجد أولاً، وقد سجلت مئات الحالات من القتلى والجرحى واغتصاب النساء وقتل الرجال ما بين عمر «14» وحتى «64» عاماً، باختصار لقد أبادت القوات السورية حي بابا عمرو بالكامل، ورغم عدم وجود إحصائية دقيقة عن القتلى إلا أن مجموع من قُتلوا في حمص قد يتجاوز ال «3» آلاف ما بين قتيل ومفقود ناهيك عن الجرحى، حتى الصحفيين الأجانب لم يسلموا من بطش النظام، ويقول أحد الصحفيين البريطانيين الناجين من قصف قوات الأسد: إنني شهدت معارك في بلدان كثيرة ولكنني لم أشهد هذه القسوة وهذا العنف وهذا الذبح العشوائي للمواطنين الأبرياء إلا في حمص، وما زالت مذابح النظام في بابا عمرو والخالدية وادلب والرقة ودير الزور مستمرة حتى كتابة هذه السطور، وحسب الإحصائيات المتوفرة فإن مجموع شهداء الثورة السورية بلغ بعد مرور عام من «15/3/2011م 15/3/2012م» بلغ قرابة «11.500» أحد عشر ألف وخمسمائة مواطن كلهم من المدنيين دون استثناء.. وتقول إحدى القنوات الفضائىة في تقرير نُشر مؤخراً «17/3/2012م» إن لجنة من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام تقوم بتخفيض عدد المشاركين في المظاهرات إلى «50%» وبهذا تنقل تقارير مزوَّرة عن حقيقة الثورة السورية التي اجتاحت معظم المدن والأرياف السورية، ويبدو أن النظام السوري قد وصل إلى مرحلة ما قبل السقوط.