من العجب، وما يجعلك تشعر بالإهانة والمرارة أن قضايا السودان في أوروبا وشؤونه والمؤامرات عليه، تضطلع بها وتضع أجندتها نساء مصابات بالفصام في المجتمعات السياسية الغربية، يتكسبن من وراء غرس أنيابهن في اللحم السوداني الحي، ويقدن النشاط المعادي بضراوة وشراسة وتواقح، ويحركن عشرات المنظمات، ويثرن النقع والغبار في الأوساط السياسية والإعلامية، ويحتضن في جفاف أحضان منظماتهن الباردة عدداً مِن مَن يسمون أنفسهم نشطاء في الشأن السوداني، من نثارات اللجوء السوداني بالخارج خاصة من أبناء بعض المناطق التي تزعم أنها مهمشة وموطن النزاعات في السودان. وخلال وجودي في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، ذهلت لحجم المعلومات والنشاط الكثيف لهؤلاء النسوة ومكرهن وكيدهن العظيم، بعضهن معروف لدينا مثل البارونة كوكس في بريطانيا التي تولت وزر التضليل وقيادة الحملات الدعائية السوداء ضد بلادنا منذ مطلع السنوات التسعين من القرن الماضي ورسخت دعاوى الرق والتطهير العرقي بمساعدة بعض أبناء جلدتنا، وكذلك نعلم الدور الذي لعبته وزيرة التعاون الدولي النرويجية السابقة وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة الحالية في جوبا عاصمة دولة الجنوب، هيلدا جونسون في مفاوضات نيفاشا وما فعلته مع شيلر وزيرة التعاون الدولي البريطانية السابقة ورصيفتها الألمانية في ذلك الأوان كرستين مولر وهي سحاقية معروفة تولت وزارة التعاون الدولي ووزيرة الدولة بالخارجية وعضو بارز في حزب الخضر الألماني، وهن كن وراء تحريك الكثير من الأطراف الدولية لصياغة الأوضاع في السودان التي ولدت من مشيمتها الفاسدة نيفاشا. لكن الوجه الآخر للتآمر النسائي غير المعروف بدقة لكثير منّا، ما كانت تلعبه امرأتان إحداهما إيطالية والأخرى ألمانية في قضية الجنوب ثم دارفور وشرق السودان وهي المناطق التي يراد إلحاقها بما حدث في جنوب السودان وجعل قضاياها رديفة لقضية جنوب السودان، وبعد انفصال الجنوب لا يزال هذا التدبير الخبيث يجري على قدم وساق. في إيطاليا تمثل «أنتونيلا نابولي50 سنة» الناشطة داخل البرلمان الإيطالي ومؤسسة ما يسمى بكوكس دارفور cocas تحت مسمى منظمة italians for darfur رأس الرمح لجهات دولية عديدة معادية للسودان وتقود النسخة الطليانية من تجمع منظمات save darfur الأمريكية، تمثل هذه المرأة التي يشاع عنها الكثير من الانحطاط الأخلاقي والتسلُّق وتقبل الرشى والعمل مع من يدفع، هي المحرك الأول لكل النشاطات المعادية للسودان في إيطاليا والتأثير على السوط السياسي خاصة البرلماني والإعلامي في روما وكل الفضاء الإيطالي، وتقوم بترتيب وجود أعضاء حركات دارفور في إيطاليا وتسهيل إقامتهم بها وإجراء الاتصالات السياسية والإعلامية وتنظيم التظاهرات وعقد المؤتمرات والندوات وغيرها... وفي ألمانيا توجد «مارينا بيتر 57 سنة» وهي ناشطة من بلاد الجرمان ملمة بالشأن السوداني منذ أكثر من ثلاثة عقود تنظم ملتقًى سنوياً في هيرمانزبورغ في إطار عملها كمنسقة للشأن السوداني في إطار شبكة الكنائس الدولية ومنحت الصليب الألماني لما قامت به في السودان وتجنيد ساسة أكاديميين سودانيين كثر للترويج والتحريض في الشأن المتعلق بدارفور والشرق وجنوب كردفان والنيل الأزرق.. ومعروف عن هذه المرأة الكثير في السودان ولديها رصيد وافر من التدخلات في شؤون بلادنا هي و«أنتونيلا نابولي» في روما .. مثلهما توجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية كثيرات على رأسهن سوزان رايس وجينداي فريزر وسالي آن... لكن كل هذه النشاطات بدأت تخبو وتتلاشى مثل خيوط الدخان.