{ في مايو الفائت زارت السودان ناشطة إيطالية في العمل الإنساني الطوعي، تدعى (إنتونيلا نابولي) بدعوة كريمة من منظمة سودانية دارفورية بالتمام والكمال يطلق عليها المجموعة الوطنية لتصحيح مسار أزمة دارفور، وقد تحركت الناشطة الإيطالية بحرية في الخرطوم وكافة ولايات دارفور والتقت بكافة القطاعات وشهدت الكثير من الفعاليات وزارت المعسكرات واستمعت إلى النازحين ونظرت إلى ما وراء كلماتهم فاصطادت لسان حالهم وظفرت بالحقيقة كاملة وعادت إلى بلادها بعد مشاهدات متعمقة للمسرح السوداني بكامله.. فماذا قالت؟؟ { عقدت مؤتمرا صحفيا بالعاصمة روما تداعى له أكثر من مئتي شخص منهم صحفيون وشخصيات إيطالية بارزة وناشطة وممثلون للأحزاب من اليمين إلى اليمين الوسط إلى اليسار الوسط إلى اليسار المتطرف، ومسؤولون من محافظات روما وماركو وليوسورجي، ومن البرلمان حضر عدد من النواب بالإضافة لسيناتور يدعى Robertodi Giovan كما حضر رفاقها في العمل الإنساني. { قالت إنها ظلت تعمل لثلاث سنوات في مساعدة نازحي ولاجيء دارفور لتحسين ظروفهم وعودتهم إلى قراهم والاعتماد على أنفسهم والتحول إلى أسر منتجة وفي ظل كل ذلك وبعد عودتها من السودان وزيارتها إلى أقليم دارفور ومقابلاتها للمسؤولين السودانيين اكتشفت أنها ورفاقها وعلى مدى تلك السنوات الثلاث كانوا ينشطون في (عمل سلبي) لا ينتج حلولا ولا يخدم هؤلاء الناس الذين يعانون في ذلك الإقليم وأن ما يتناقله الإعلام يجافي حقيقة ما يدور في دارفور وأن الوضع ليس بتلك الصورة التي نسمع عنها وسائل الإعلام وأن العلاقة بمختلف شرائح المجتمع ليست بتلك الصورة المشوهة. { قالت إنها ستعمل وفق إستراتيجية السودان لحل مشكلة دارفور وستساعد في إيجاد حل بطريقة سلمية وتفاوضية وستتحرك لدعم برامج العودة الطوعية وتأهيل اللاجئين والنازحين وذلك عن طريق بناء المدارس والمستشفيات وهذا ما يفيد الناس هناك وليس شيئا سواه ويجب أن يتوقف دعم أنشطة الحرب والأنشطة السياسية والدعاية والتظاهرات التي ينشط فيها كثيرون في أوروبا وأمريكا وهذا ما كنا نعمله في السابق ومن الآن فصاعدا يجب أن تصرف الأموال التي تجمع بأسماء هؤلاء في مشروعات في إقليم دارفور، يستفيد منها الناس بدلا من صرفها في أوروبا وأمريكا. { قالت إنها ستقوم بعقد مؤتمرات صحفية ولقاءات في جميع مدن إيطاليا لتوضح الصورة التي رأتها في السودان وفي ختام المؤتمر الصحفي أعلن فنان إيطالي يدعي (أسيبو) معروف بأنه ينشط في العمل الطوعي لصالح دارفور وكان قد ألف أكثر من عشرين أغنية باسم دارفور كان يقدمها في الفعاليات التي تقام لدعم دارفور؛ وقد أعلن من داخل المؤتمر الصحفي تحوله إلى خانة (العمل الإيجابي) في أزمة دارفور وسينضم إلى الناشطة (إنتونيلا) وأنه بدلا من أن يغني للمأساة سيغني للأمل والعودة الطوعية وعودة الحياة لدارفور وسيكون إيجابيا. { نخلص من حديث الناشطة الإيطالية أن كل من يزور السودان ودارفور يدرك الحقيقة كاملة ومن هؤلاء نستثني بعض القادمين إلينا وهم يصرّون على الكذب والمضي في العمل السلبي لأنهم يدركون الحقيقة قبل أن يفدوا إلينا ولكن لهم أجندة لن يتنازلوا عنها أبدا ولذلك على الحكومة السودانية وأخص تحديدا وزارة الخارجية أن تطرح إستراتيجية للعمل الإيجابي الذي أشارت إليه الناشطة الإيطالية ورفيقها الفنان وأن تقوم حجة وزارة خارجية السودان على سلبية ما يقوم به الغربيون تجاه أزمة دارفور وأن هذا لا يفيد الضحايا ولا يساعد على إيجاد حل نهائي للأزمة.