وضعت الدولة أمر تطوير الزراعة بشقيها النباتي والحيواني محل اهتمام لأنهما يمثلان البديل الناحج للصادرات غير البترولية بعد ذهاب دولة الجنوب على حالها وذهاب جزء كبير من البترول معها، فجنوب دارفور التى تمثل نسبة الثروة الحيوانية فيها حوالى «27%» من اجمالي الثروة الحيوانية فى السودان جعلتها ان تكون لها ميزة نسبية فى هذا المجال يدور على اروقة وزارتها المعنية حراك متواصل لتطوير وتذليل كل الصعاب التى تواجه هذا القطاع، ولعل الوزارة تتجه قريبًا لافتتاح العديد من المستشفيات البيطرية الجديدة بعدد من محليات الولاية بجانب تدشين مصنع النيتروجين السائل الذى تعول عليه الوزارة فى تحسين السلالات، وقال وزير الثروة الحيوانية بالولاية احمد التوم حسوبة فى حديثه ل«الإنتباهة» إن الأوضاع الصحية للماشية مستقرة ولا توجد اى امراض مخيفة بفضل الجهود التى بُذلت فى تطعيم الماشية، وقال انهم فى سبيل استقرار الماشية بالشمال بعد انفصال الجنوب شرعوا فى عمل حفائر لحصاد المياه، وأضاف: «فى خطتنا العمل على تنفيذ سياسة نثر البذور للمراعى خلال شهر مايو الحالي لذلك نستطيع القول ان كل الامر المتعلق باستقرار الرحل فى الشمال تمضى بصورة طيبة» وحول فوائد مصنع النيتروجين السائل الذى وصل للولاية زفّ الوزير البشرى لأهل دارفور بهذا المصنع، وقال انه سيعمل على حفظ النطف والفاكسنات وتابع: «بهذا المصنع نحن ما حتكون لدينا مشكلة ويمكن ان يستفيد منه المستشفى البيطرى وهذا المصنع سيعمل على تغطية ولايات دارفور الخمس ولذلك نحن مهتمون جدًا بأمر هذا المصنع الذي وصل بالفعل للولاية وسيبدأ تدشينه خلال الأسبوع القادم بعد اكتمال العمل فى تشييد مقر المصنع»، واكد حسوبة ان وزارته وضعت تحسباتها لفصل الخريف وأشار الى ان لديهم كميات كبيرة من الفاكسنات متوفرة ومن خلال زيارته الأخيرة للخرطوم عمل على تسهيل مسألة انسياب الفاكسنات الى الولاية وقال: «لدينا مراكز وثلاجات لحفظها بكافة المحليات فنحن على اتم الاستعداد لمجابهة فصل الخريف»، وكشف الوزير عن الخطوات الجارية لافتتاح المؤسسات البيطرية الجديدة بمحليات الولاية لافتًا الى ان هذه المؤسسات ستكون اضافة كبيرة لدعم قطاع الثروة الحيوانية وسيتم عبرها توفير الاطباء وكافة الادوية المطلوبة بمحليات الولاية المختلفة، وفيما يتعلق بالاستثمار فى مجال الثروة الحيوانية بالولاية يرى حسوبة انه متاح واغلب الصادرات تذهب من جنوب دارفور خاصة الابل الى جمهورية مصر العربية، وكذلك الأبقار التى تصدر لخارج السودان، ونحن لدينا مسلخ نيالا الذى يعتبر من اهم المسالخ وصدرنا عبره كميات كبيرة من اللحوم لمصر وغيرها، والآن نرتب لاستئناف العمل بالمسلخ فى القريب العاجل، كذلك فى هامش معرض نيالا التجارى الاول عملنا مذكرة تفاهم مع اخواننا فى شركة كنانة لتوطين الأعلاف فى الولاية، ونحن بتوطين الاعلاف نكون قد ساهمنا بصورة كبيرة فى تسمين الماشية وبالتالى نعطى دفعة كبيرة جدًا للاستثمار فى مجال اللحوم والألبان.. فيما اكد مدير عام الثروة الحيوانية د. نصرالدين خوجلي أن وزارته وضعت ترتيباتها القصوى لموسم الخريف الذى تصاحبه العديد من الأمراض والأوبئة مؤكدًا اكتمال الاستعدادات لاستقبال ماشية السودان التى قضت فترة الصيف فى بعض دول الجوار ووفروا الادوية المطلوبة ونقاط الرقابة البيطرية بالحدود والكوادر المدربة لتحصين وسلامة الثروة الحيوانية القادمة للداخلية لافتًا الى ان الوزارة فى اطار اهتماماتها بتطوير هذا القطاع تمكنت من انشاء «9» مراكز للخدمات البيطرية بغرض انزال الخدمات وتوفيرها فى مواقع الثروة الحيوانية بجانب حصولهم على خمس عربات يورال ذات كفاءة عالية وصيانة ست عربات اخرى اضافية للعمل فى نقل فرق التطعيم الذين يجوبون ربوع الولاية مشيرًا الى انهم فى مجال الإنتاج الحيوانى اكتملت ترتيباتهم لتركيب مصنع النايتروجين السائل الذى سيشكل طفرة كبيرة لتطوير الموارد الوراثية وبه تتمكن الوزارة من جلب المطف للابقار اللاحمة واللابنة لتلك المراكز التى تم انشاؤها ومن خلال الكوادر التى تدريبها فى هذا المجال، وقال ان وزارته دخلت فى شراكة مع جمعية موسيه لانتاج عجول للصادر بناءً على توجيه النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه فى اطار الاستراتيجية العامة للدولة لجعل الثروة الحيوانية بديلاً للبترول، وقال خوجلي انهم بتلك الشراكة سينتجون عجولاً من سلالة «الابردين والسمتال» حيث يزن عجل الستة اشهر حوالى «250» كيلو وهو ما يعادل ثورًا عمره ست سنوات مضيفًا ان ادارة المراعي بالوزارة ستطلق عملية نثر البذور المحسنة خلال يونيو المقبل لتنمية وتطوير المراعث حتى تستوعب اكبر عدد من الثروة الحيوانية، كما يجرى التحضير لفتح كافة المراحيل والمسارات والنزل لتفادى مسألة الاحتكاك بين الراعى والمزارع بجهود كافة القائمين بالأمر وفى وقت مبكر لأنها احدى مسببات الخلل الامنى فى دارفور، وقال ان وزارته تقوم الآن بتكثيف الإرشاد البيطرى عبر جهازي الاذاعة والتلفزيون لإرشاد الرعاة للالتزام بالمسارات وضرورة زيارة نقاط ومراكز الخدمات البيطرية لتلقى الخدمات اللازمة، وحول الاستثمار فى هذا المجال يرى خوجلى ان نيالا الآن مهيأة لصادر الثروة الحيوانية وخاصة اللحوم المذبوحة بتوفير مقوماته من مسلخ حديث ومطار جاهز ومعمل للأبحاث البيطرية وضبط الجودة فضلاً عن وجود الأطباء المؤهلين بجانب التسهيلات التي وضعتها حكومة الولاية للمستثمرين فى مجال الثروة الحيوانية، واضاف خوجلى ان المشكلة الوحيدة التى تواجه صادر اللحوم الى جمهورية مصر والتى بدأت بها من قبل هي مسألة قدوم الطائرة فارغة الى موقع التصدير مما ينعكس بدوره سلبًا على عملية الصادر، وقال: لا بد ان تتم معالجة الأمر حتى يستطيعوا المنافسة عالميًا فى عمليات الصادر.